قصة السجاد اليدوي في مندلي..

الباحث/احمد الحمد المندلاوي

قصة حياكة السجاد اليدوي بدأت من محلة قلعة بالي -مندلي في بداية الستينات من القرن المنصرم”1960م”

نزلت قرب دارنا عائلة كوردية تتكون من إمرأة كبيرة بالسن تدعى ام حسين و بناتها الثلاث وولدان كبيران يعملان في الجيش العراقي..

وعرفنا فيما بعد عن طريق التزاور ..انها تجيد حياكة السجاد اليدوي بدقة (نقشة مشهد).. ووالدتي (يرحمها الله) كانت لها خبرة أولية عن حياكة السجاد منذ أوائل حياتها و هي من مواليد “1926م”..بل كان لها ذكاء وقّاد و خبرة كبيرة و شوق منذ صباها لتعلم حياكة السجاد اليدوي..

فتعلمت منها أساسيات هذا الفن الرائع..وأخذت باعاً في هذا المجال بمعاونة  رضيعاتي ..
و هكذا الى أن انتجت اكثر من 30 قطعة فنية و مكتوب عليها (صناعة مندلي مع ذكر السنة)  بين أعوام 1970م- 1982م.

مع الاسف بعنا أكثرها لبناء دارنا الجديدة  التي ورثتها عن جدتي (طلا علي أكبر أم والدي) في قلعة بالي مقابل حسينية الزهراء “ع”..و من الذين اقتنوا منا تلك التحف النادرة هم :

1.. زميلي المرحوم الاستاذ زبير محمد .

2.. السيد رضا النقيب.ابو نبيل.

3 .. قطعة اهداء الى حسينية قلعة بالي.

4..بيوت خالاتي و اخواني فيها كل بيت قطعة (هدية).

5..قطعتان في منزلي لحد الآن.

و لما ذاع صيتنا في هذا المجال الصناعي زارني المشرف العام محمود شاكر النجار على مصانع السجاد اليدوي في العراق البالغ تعدادها (27) مصنعا كما أخبرني بذلك..
زارني في البيت كان الوقت عصرا و انبهر بكيفية حياكة هذه التحف بهذه الجومة البسيطة ..
والقصة طويلة و على أثر ذلك تم إعادة تأهيل معمل السجاد اليدوي في مندلي و بتعيين رضيعتي الكبرى ام علي “رحمها الله” حيث تم تعيينها مشرفة فيه ؛مباشرة من قبل المشرف العام محمود..
وبعد فترة أصبح المعمل ينتج
أفضل انواع السجاد في العراق..وله معرض في شارع الرشيد. 

و كان أصلا فكرة انشاء المعمل بسبب انتشار خبر حياكة السجاد عندنا و أوصلوا  الخبر الى طه ياسين رمضان (وزير الصناعة انذاك) مع قطعة فنية من عملنا اليدوي ..
فأنشىء المعمل و أصبح المرحوم جعفر علي الجميلي “أبو صادق”مديرا له.

و قد زرت المعمل عدة مرات لأني من عشاق السجاد اليدوي .. طالما كنت أخطط للبيت رسومات عن طريق خطوط بيانية فينجزون العمل..والٱن لدي في أرشيفي الخاص سجادة صغيرة بوجهين..
سانشرها في موقعي بعد العيد ان شاء الله..

الحديث يطول..و مع تغيير النظام البائد انتهى أمر المعمل بشكل غير حضاري و لهذا الأمر حكاية أيضا.

و من أصدقائي الذين كتبوا في هذا المجال الإعلامي الأستاذ صلاح عبد الجبار المندلاوي
“رحمه الله”؛ و الإعلامي القدير رحيم الباوي..
و الأديب جاسم محمد شامار..
قصة مؤلمة؛و للحديث صلة.
تحياتي لكم ..
وما في اليد حيلة!!!!..
————————-

قد يعجبك ايضا