ارهاصات بيئية .. صادق الازرقي

الغاز المصاحب: مشكلات التلوث وتوفير الطاقة

 

حرق الغاز المصاحب في العراق، والمعروف أيضا باسم “الغاز المحروق”، يشكل مشكلة بيئية واقتصادية كبيرة. والغاز المصاحب هو الغاز الطبيعي الذي يجري استخراجه مع النفط الخام عن طريق عملية استخراج النفط.

وبدلا من استغلال هذا الغاز كمصدر للطاقة أو إعادة حقنه في الأرض، يجري غالبا حرقه في الهواء الطلق، مما يتسبب في عديد التأثيرات الضارة، من ذلك تلوث الهواء، اذ ان حرق الغاز المصاحب يطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت، وكذلك الميثان غير المحترق بالكامل. هذه الغازات تسهم في تلوث الهواء المحلي وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

ان إطلاق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والميثان، وكلاهما من غازات الدفيئة القوية، يعزز من ظاهرة الاحتباس الحراري ويسهم في تغير المناخ العالمي.

ويمكن أن يؤدي سقوط الملوثات من حرق الغاز إلى تلوث التربة والمياه المحيطة، مما يؤثر على الزراعة والمياه الجوفية.

كما ان التلوث الناتج عن حرق الغاز يمكن أن يؤدي إلى زيادة في الأمراض التنفسية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية بسبب استنشاق الملوثات؛ وان التعرض المستمر للتلوث الناتج عن حرق الغاز يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

وكذلك فان حرق الغاز المصاحب بدلا من استغلاله كمصدر للطاقة يمثل إهدارا لمورد طبيعي قيم يمكن أن يسهم في توفير الطاقة وتحقيق أرباح اقتصادية؛ ان استعمال الغاز المصاحب بصورة سليمة يؤدي إلى توليد الكهرباء أو بيعه كغاز طبيعي وإلى توفير فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي.

لذلك يتوجب التركيز على استثمار الغاز المصاحب في توليد الكهرباء، أو إعادة حقنه في الأرض لتعزيز استخراج النفط، أو بيعه كغاز طبيعي، كما يستدعي الامر تطبيق تقنيات أكثر نظافة وكفاءة لاستخراج ومعالجة الغاز بما يؤمن تقليل حرق الغاز المصاحب.

وعلى الجهات المعنية تعزيز القوانين التي تمنع أو تقلل من حرق الغاز المصاحب وتشجع على استغلاله بطرق مفيدة بيئيا واقتصاديا.

بالنتيجة، من الضروري اتخاذ خطوات جدية لحل مشكلة حرق الغاز المصاحب في العراق لتقليل التأثيرات البيئية والصحية والاقتصادية الضارة.

لقد تواصلت مشكلة حرق الغاز المصاحب في العراق وعدم الاستفادة منه طوال عقود من دون تحرك فعلي لإنهاء المشكلة، والمفارقة هنا ان كمية الغاز المحترق من الممكن ان تستعمل في تشغيل كثير من المحطات الكهربائية المتوقفة في العراق او تلك التي يخطط لاستعمالها بدلا من اللجوء الى الاستيراد وذلك الامر ينفع الدول الموردة بتحقيق ارباح تحلم بها وتنالها من دون عناء في حين يظل العراق يحرق غازه بلا فائدة ويظل ابناؤه يعانون من تبعات حرق الغاز في شكل الملوثات التي تفتك بصحتهم التي تعكسها الارقام المتصاعدة لضحايا استنشاق الغاز المحترق.

ان الامر يكلف الدولة مبالغ باهظة كان من المفترض الاحتفاظ بها واستغلالها في بناء اسس قويمة لتجهيز محطات الطاقة وتشغيل الطاقات البشرية العاطلة.

ان موضوع ايقاف حرق الغاز المصاحب الناتج عن عمليات استخراج النفط عملية مفصلية في تطور البلد يجب تنفيذها على الفور لوقف عمليات الاهدار والتلوث البيئي. 

قد يعجبك ايضا