متابعة التآخي
الفنان الرائد (أسعد عبد الرزاق السعيدي) الذي توفي عام 2013 عن عمر ناهز التسعين عاما وهو صاحب أطول فترة في منصب عميد كلية الفنون الجميلة، حيث أمضي 17 عاماً في هذا المنصب، وأضاف للكلية العديد من المنجزات، لعل أبرزها توسيع مبنى الكلية باستملاك بعض البيوت، التي تقع في خلف البناية، بحيث صارت الكلية تضم العديد من البنايات. والتعاقد مع الأساتذة المصريين للتدريس في الكلية. وازداد في عهده عدد الطلبة المقبولين من 160 طالبا الى 2000 طالب نتيجة للدعم الذي حظي به من الدولة.
الى جانب العمل الأكاديمي الإداري كان فناننا المبدع (اسعد عبد الرزاق)، ممثلا من طراز جميل، وأدواره تذكرنا بالرجل البسيط في حياتنا الاعتيادية، كما الحال مع فيلم (الجابي) الذي مثل فيه دور البطولة دور جابي باص المصلحة، وهو من إخراج الفنان الراحل (جعفر علي)، وتقاضى أجراً عن دوره بحدود (70) دينارا، وامضى فترة اكثر من سنتين لإنجازه.! كذلك مثل في فيلم (النهر) بدور التاجر المحتكر لصيد السمك مع المخرج (فيصل الياسري). وأخيراً فيلم (الفارس والجبل) مع المخرج محمد شكري جميل. وهو يحمل شهادة الماجستير من كلية الأدب والفن بروما بإيطاليا عن رسالته الموسومة (مسرح برانديلو). كما انتخب أمينا لصندوق اتحاد المسرحيين العرب عام 1987. وحصل على جائزة المركز العراقي للمسرح بيوم المسرح العالمي عام 1988. كما أصدر العديد من الكتب منها ((دروس في أصول التمثيل – فن التمثيل – مشاكل العمل المسرحي – طرائق تدريس التمثيل)).
ولد الفنان عبد الرزاق في عام 1923 في محلة باب السيف بالكرخ من والد كان يعمل علوجياً للفواكه والخضر. وكان من زملائه في المدرسة الابتدائية كل من الفنانين والسياسيين الراحلين خليل الرفاعي وإبراهيم الهنداوي و منذر الشاوي (وزير العدل الأسبق) وتوفيق السويدي (رئيس وزراء). وفي الثانوية كان الفنان القدير يوسف العاني من زملائه في ثانوية الكرخ عام 1937 – 1941 وكذلك عبد السلام عارف وإسماعيل حمودي. ومثل لأول مرة في هذه الفترة عندما جاء الرائد حقي الشبلي الى مدرستهم لجمع ممثلين لعمل مسرحي، فاختاره لدور البطولة في مسرحية (الصحراء). كذلك مثل في مسرح التفيض عندما افتتح لأول مرة في مسرحية مجنون ليلى مع حامد الاطرقجي وسلمان الجدة وحقي الشبلي، الذي نصحه بدخول معهد الفنون الجميلة لتطوير قابلياته الفنية ويصقل موهبته، لكنه فضل إكمال الثانوية، والتحق بكلية الحقوق، ثم انخرط في نفس الوقت في معهد الفنون بدورته الخامسة عام 1943 مع الفنانين عبد الرحمن فوزي (مدير التليفزيون العراقي) وعزيز العبلي وناجي الشكرجي. فتخرج وهو يحمل صفتين المحامي والفنان! لكن يبدو ان الفن هو الذي تغلب في حياته! بحيث طغى على صفته كمحامي رغم انه عمل في مجالها لعدة سنوات. من اهم أعماله كمخرج للفرقة التي أسسها مع زملائه (فرقة 14 تموز) هي مسرحية (الدبخانة) التي يتذكرها جمهورنا جيدا، وكذلك مسرحية (اليعوفه الحرامي يأخذه فتاح الفال). وقد صدر امر إحالة فناننا الكبير على التقاعد لتجاوزه السن الجامعي هو والفنان سامي عبد الحميد والفنان سعد الطائي، الذين كانوا يدرسون في كلية الفنون الجميلة. وبذلك أصبح اسعد عبد الرزاق رهين منزله بعد ان كانت قضية التدريس تجعله يشعر بوجوده الفني مع طلبته وزملائه من الفنانين!