معهد رويترز يتوقع أن يجتاح الذكاء الاصطناعي الفضاء الإعلامي

 

التأخي / حسن الحميد

أظهر تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية الخاص بسنة 2024 وجود معركة محتدمة متعددة الجبهات، تخوضها صناعة الصحافة والإعلام لتقوم فقط بمهمتها الأساسية “إعلام الناس بما يجري”، فيما يتجنب المزيد من الأشخاص الاطلاع على الأخبار، ويصفونها بأنها محبطة ومزعجة ومملة

وقال حوالي أربعة من كل 10 أشخاص (39 في المئة)، من مختلف مناطق العالم، إنهم يتجنبون الأخبار أحيانا أو في الكثير من الأحيان، مقارنة بـ29 في المئة عام 2017 وبزيادة 3 نقاط مئوية عن متوسط ​​العام الماضي. وأسباب ذلك الأساسية لم تتغير .

ويقول متجنبو الأخبار إنّ وسائل الإعلام غالبًا ما تكون متكررة ومملة، فيما يقول البعض إنّ الطبيعة السلبية للأخبار في حد ذاتها تجعله يشعر بالقلق والإحباط والعجز، ووصف البعض الآخر الأخبار بأنها قاسية وتشعره بالإرهاق بسبب كم الأخبار التي تبث هذه الأيام؛ فالحرب في أوكرانيا والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة ساهما في ترغيب الأشخاص في تجنب الأخبار الذي وصل الآن إلى مستويات قياسية

 

وبالتوازي مع هذا التوجه صار ناشرو الأخبار عالقين وسط مجموعة من التغييرات التكنولوجية والسلوكية المتسارعة؛ ما بين الانخفاض في ثقة الجمهور بسبب تزايد المعلومات الخاطئة والمضللة، والتقدم المتسارع للذكاء الاصطناعي والهجمات من قبل السياسيين، وما بين توقف عمالقة التكنولوجيا مثل ميتا وغوغل عن دعم وصول الأخبار، بعدما استبدلوا الصحافيين بالمبدعين والمؤثرين للحفاظ على مكانتهم أمام المنافسين المدعمين بالذكاء الاصطناعي مثل مايكروسوفت، وما بين مقاومة الضغوط التي يمارسها رجال الأعمال أو الحكومات في بعض أنحاء العالم، للتأثير على التغطية والسيطرة على الروايات الصحفية .

واستند تقرير معهد رويترز السنوي للأخبار الرقمية إلى بيانات استطلاع أجرته شركة يوغوف وشارك فيه أكثر من 95000 شخص من 6 قارات و47 دولة يمثلون نصف سكان العالم .

وجاء تقرير هذا العام في وقت يتوجه فيه حوالي نصف سكان العالم إلى صناديق الاقتراع، في ظل استمرار الحروب في أوكرانيا وغزة، وهو ما يجعل توفير الصحافة الدقيقة والمستقلة أكثر أهمية في هذه الأوقات المضطربة من أي وقت مضى .

وفي تعليق على نتائج التقرير قال المعد الرئيسي له نيك نيومان، لـ”بي.بي.سي نيوز”، “من الواضح أن الأجندة الإخبارية كانت صعبة بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة… لقد شهدنا الوباء والحروب، لذلك يعد الابتعاد عن الأخبار رد فعل طبيعيا للناس، سواء كان ذلك لحماية صحتهم العقلية أو لمجرد الرغبة في الاستمرار في ممارسة حياتهم العادية”

 

وتوقع معهد رويترز أن يجتاح الذكاء الاصطناعي الفضاء الإعلامي في 2024، مرجّحاً أن يؤثر ذلك على موثوقية المعلومات، وكذلك على استقرار وسائل الإعلام التقليدية، ودعا الصحافيين والمؤسسات الإخبارية إلى إعادة التفكير في أدوارهم وأهدافهم .

وكان المعهد البريطاني قد نشر في يناير الماضي تقريره السنوي عن تصوراته حول اتجاهات الصحافة في العام الجديد، معتمداً على استطلاع آراء 300 من رؤساء تحرير ومدراء تنفيذيين ومحررين في مؤسسات إعلامية في 50 دولة حول العالم .

قد يعجبك ايضا