يستخدم مصطلح متلازمة الابنة الكبرى لوصف التحدياتوالتوقعات التي توضع على عاتق الطفل الأكبر في الأسرة(غيتي)
فريدة أحمد
في العائلات الكبيرة، يلجأ الوالدان أحيانا لتحميل الأشقاءالأكبر سنا بعض المسؤوليات المتعلقة بإخوتهم الصغار. وبحكم طبيعتها، تُدفع البنت تحديدا لأداء هذا الدور حتىولو لم تكمل العقد الأول من عمرها، فتتحمل أدوار وواجباتومسؤوليات البالغين، بينما يتمتع الأطفال في رتب الولادةالأخرى بطفولة ومراهقة طبيعية.
فكيف يؤثر ذلك على الطفلة التي تتحمل جزءا منمسؤوليات الأمومة؟.
متلازمة الابنة الكبرى
غالبا ما تواجه الابنة الكبرى في الأسرة مجموعة فريدة منالتجارب والتحديات والمسؤوليات التوقعات التي قد تدفعهاإلى النضج قبل الأوان. وتصف المستشارة النفسية، جميلةجونز، ذلك بأنها ظاهرة تعرف باسم “متلازمة الابنةالكبرى“.
وتقول جونز لموقع “تشارلي هيلث” إن متلازمة الابنة الكبرىمصطلح يستخدم لوصف التحديات والتوقعات التي توضععلى عاتق الطفل الأكبر في الأسرة. وباعتبارها الابنة البكر،يتوقع منها، في كثير من الأحيان، أن تكون قدوة لإخوتهاالصغار، وأن تتحمل المزيد من المسؤوليات.
في تلك الحالة، تتحول الأخت الكبرى إلى أم لأشقائهاالأصغر سنا، بدلا من أن تكون أختا، “وتفتقد تجربةالطفولة، وتتخطى حياتها جيلا. وفي حين يعيش الأشقاءالأصغر والأوسط طفولة أكثر تقليدية، فإن الابنة البكرتتحمل عبء التصرف كأم لإخوتها“.
وعلى الرغم من ذكر جونز أن القيام بدور الابنة الكبرىيمكن أن يمنحها شعورا بالقيادة والاستقلال، فإنها تؤكد أنهيمكن أن يخلق أيضا شعورا بالضغط نتيجة السعيالمستمر لتحقيق الكمال المتوقع منها، مما يؤثر عليها سلبا.
كيف تتأثر الابنة الكبرى؟
يعتقد الوالدان أن تنشئة البنت الكبرى على رعاية أشقائها،يعدها لرعاية أبنائها مستقبلا وقد يصنع منها امرأةمسؤولة. لكن ما يغفلان عنه أحيانا، أن تحميل الطفلةمسؤولية أشقائها في عمر مبكر وتخطيها مرحلة الطفولة قديؤثر عليها سلبا.
وقد يمتد ذلك التأثير مع تقدمها في العمر، ويصل إلى حدالإصابة بأمراض القلق والاكتئاب. وقد ذكر موقع “مودرنانتيمسي” عددا من السمات والتأثيرات التي تصاحبالأخت الكبرى المسؤولة عن أشقائها الأصغر سنا، منها:
الشعور الدائم بالمسؤولية: تشعر الطفلة مع صغر سنهابأنها مسؤولة عن كل شيء وفي كل وقت مما يضع مزيدامن الضغط عليها لا يتناسب مع سنها.
الشعور بالحاجة إلى السيطرة المستمرة على الآخرين: تفويض الطفلة برعاية أشقائها، أحيانا، يصحبه شعوربالسلطة ورغبة دائمة في السيطرة على الآخرين مع التقدمفي العمر.
تحمل العبء الثقيل لتوقعات الوالدين والسعي الدائمللكمال: توقع الكثير من الطفلة الصغيرة ولومها عندالتقصير، يجعلها دائمة السعي لبلوغ التوقعات والوصولإلى حد الكمال وعدم التصالح مع النفس عند الخطأ.
عدم الاندماج مع الأطفال في نفس العمر: مع تحمل الطفلةمسؤوليات الكبار بشكل مستمر، تتخطى طفولتها وتشعربعدم الانتماء والاندماج مع الأطفال الآخرين الذين يعيشونطفولة تقليدية. وقد يسبب ذلك لها مشاعر الوحدة والعزلة.
الشعور بالاستياء تجاه الأسرة، سواء الوالدين أو الأشقاء: الإحساس الدائم بأنها مسؤولة عن أشقائها الأصغر سنا،ومعاقبتها، أحيانا، نتيجة أخطائهم أو بسبب تقصيرها،يجعلها تشعر بالاستياء منهم ومن ذويها إلى حد قد يصلإلى الشعور بالكره.
الإفراط في العمل: التوقعات الدائمة منها بالمسؤولية يجعلهاتشعر بأنها مطالبة دائما بالعمل والجد باستمرار حتى ولوعلى حساب صحتها النفسية والجسدية.
القلق والاكتئاب: الضغط المستمر عليها منذ الطفولة،وتكليفها بمهام أكبر من عمرها قد يؤدي إلى إصابتهابأمراض القلق والاكتئاب.
ما الذي يجب على الوالدين فعله؟
قد يكون من الطبيعي أن تتحمل البنت الكبرى بعضالمسؤوليات، مع الأخذ في الاعتبار أنها ليست أمالأشقائها. هناك بعض النقاط التي يجب أن يلتفت إليهاالوالدان عند التعامل مع الابنة الكبرى وإعطائها بعضا منالمسؤولية:
الاستئذان، فمن الضروري سؤال الطفلة قبل تكليفها بأيمسؤولية تجاه شقيقها الأصغر، والتعامل مع رأيها ورغبتهابالقبول والاحترام.
عدم معاقبتها أو إلقاء اللوم عليها بأي شكل من الأشكالإذا أخطأ شقيقها الأصغر أو حتى إذا أصيب.
التوازن، وعدم تكليفها برعاية شقيقها الأصغر طوال الوقت،لكن يمكن تحديد وقت بسيط خلال الأسبوع للتواجد معهومراقبته.
مكافأتها، فمن المهم أن تشعر الطفلة بأنها تكافأ علىتخصيص وقت لرعاية أخيها الأصغر.
مراعاة السن عند تكليف الطفلة برعاية شقيقها، وكذلكمراعاة المهام. يمكن للطفلة ذات الـ6 سنوات مساعدة الأمفي إحضار ملابس لشقيقها أو اللعب معه. بينما الطفلةذات الـ11 عاما يمكنها مراقبة شقيقها أثناء اللعب لفترةمحددة.
التحدث معها والاهتمام بها، وتفعيل لغة التواصل مع الطفلةالكبرى دائما، واحترام مشاعرها وآرائها. وأخذ شكواها منشقيقها الأصغر على محمل الجد بما يتناسب مع عمرهما.
منحها وقتا خاصا، تشعر الطفلة الكبرى أحيانا بالعزلة معاهتمام الوالدين بالأطفال الأصغر سنا. وقد تصل إلىمرحلة الضيق مع تكليفها بمهام رعاية شقيقها الأصغر هيأيضا. يجب تخصيص وقت معها سواء للعب أو التحدث أوالقراءة أو ممارسة أي هواية تفضلها.
الثناء عليها، فمن المهم أن تشعر الطفلة أن والديها يقدرانما تفعله تجاه أشقائها الأصغر سنا حتى لو كان عملابسيطا.
المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية