محمد حسن الساعدي
بالتزامن مع الحركة الدؤوبة والاستمرارية بالعمل الحكومي اليومي للسيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تغيير الواقع الاقتصادي وتحسن الوضع المعاشي للمواطن العراقي والإرادة في تغيير واقع بغداد والمحافظات تأتي رغبة السيد السوداني في ان يشق طريقه السياسي عبر المشاركة في الانتخابات القادمة وبقائمة”الفراتين” وهو يحمل أصراراً في النجاح في الملف الحكومي ليكون حلقة من حلقات الدعم له ولقائمته في الانتخابات القادمة وهو أمر صحي خصوصاً مع وضوح الصورة في القوائم المشاركة فيها وطبيعة التحالفات التي من المفترض ان تكون بين هذه الكتل او القوى السياسية.
طبيعية وشخصية السيد السوداني التي تميل الى التحرر والاستقلالية اكثر من غيره تجعله تحت ضغط القوى السياسية،كما هي حظوظه في التصدر في المشهد السياسي أو الحصول على ولاية ثانية، لان الآلية المعقة لاختيار رئيس الوزراء لا تعطي حق لأحد بان يكون رئيساً للوزراء ما لم يحصل على (1/2+1) وهذا صعباً جداً للسير نحو الرئاسة،بالاضافة لطبيعة التحالفات السياسية بين القوى الشيعية نفسها، فالمشهد السياسي الشيعي معقد،وان تعقيده يحميه من أي تجاوز لحقوق المكون الاكبر ويتيح لقواه السياسية ان تكون مجتمعة ليس إلا، وإلا لإستطاع التحالف الثلاثي من تشكيل حكومته ولكن طبيعة هذه التحالفات التي لم تراعي حقوق ومصالح المكون الأكبر تجعل من الصعب أي شخص او كتلة او قوى سياسية ان تذهب لوحدها دون النظر لمصالح المكون أو القومية.
نعم…السيد السوداني سيكون خصماً لقوى الاطار التنسيقي،وسيحصل على مقاعد جيدة في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي تتراوح بين (25-30)، بالاتساق مع إظهار جديته في الاستجابة السريعة لمطالب الشعب العراقي وقريباً منهم وتخفيف شحن الشارع العراقي عبر حملة الاعمار التي يقودها في البلاد سواءً عل مستوى بغداد والمحافظات.
هناك من يعتقد أن السيد السوداني يمثل رغبة الشعب العراقي في بناء دولة مستقلة يكون القانون هو الحكم فيها وإبعاد المليشيات والخارجين على القانون عن المشهد السياسي والامني،بالاضافة الى حصر السلاح بيد الدولة، ومنع أنزلاق العراق الى صراعات طائفية وعرقية اخذت الكثير من حياة العراقيين وفرقتهم وأن يصبح العراق لاعباً أقليمياً ودولياً، لذلك فان السيد السوداني يكاد يكون الحاكم الوحيد الذي نال احترام أغلب العراقيين، بالإضافة الى القيادات والحكام العرب والغربيين باعتباره شخصاً صادقاً وقادراً على قيادة العراق الى الاصلاح والتغيير.
لدى الشعب العراقي آمال كبيرة في الاستقرار والحصول على مصدر رزق لهم ، وتحسين ظروفهم المعيشية، وهي معلقة في دوامة الصراع السياسي والذي أخذ ينعكس على الشارع ويهيمن عليه، لذلك السيد السوداني يعمل بصورة جيدة أمام كل هذه التحديات ولكن يبقى السؤال الاهم في كل هذه الاحجية عن مدى قدرته على الاستمرار ضد هذا الموج والذي يريد ان يبقى هو سيد المشهد السياسي وان أي تغيير ينبغي ان يكون من خلاله.