الاضطرابات في كاليدونيا الجديدة .. احتجاجات السكان الاصليين على تعديلات انتخابية

 

التآخي ـ وكالات

بعد ليلة وصفتها السلطات الإقليمية بأنها “هادئة نسبيا”، أزالت الشرطة نحو مئة من حواجز الطرق في أنحاء كاليدونيا الجديدة.

برغم ذلك، بقيت حالة عدم اليقين سيدة الموقف مع سقوط قتيل سابع غداة زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزيرة، الذي وعد بعدم تمرير التعديل الدستوري الذي يعارضه المنادون بالاستقلال “بالقوة”.

وقتل شرطي رجلا يبلغ الثامنة والأربعين على ما أفاد المدعي العام في نوميا إيف دوبا، موضحا أن عنصرين من الشرطة تعرضا “لتهديد جسدي” من مجموعة من 15 شخصا تقريبا وأطلق أحدهما النار من سلاحه.

ومنذ بدء الاضطرابات وأعمال الشغب في هذا الإقليم الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ، قتل ستة أشخاص إلى جانب قتيل الجمعة 24 أيار، وهم شرطيان أحدهما في إطلاق نار عرضي، وثلاثة من السكان الأصليين الكاناك وآخر من الكالدوش أي من سكان الجزيرة لكن من أصول أوروبية.

ولم يكن أي من القتلى باستثناء الحادث العرضي قد قتل على يد القوى الأمنية.

ووضع الشرطي الذي “رصدت على جسمه أثار ضرب” في الحبس الاحترازي وفتحت النيابة العامة تحقيقا بتهمة القتل العمد.

وقالت المفوضية العليا الفرنسية المسؤولة عن الأمن في كاليدونيا الجديدة إن نحو ثلاثة آلاف من أفراد الشرطة والدرك منتشرون الآن في الجزيرة، كما ألقي القبض على 350 شخصا حتى الآن.

وعلّق الرئيس الفرنسي ماكرون التعديل الانتخابي محل النزاع الذي أشعل فتيل أعمال الشغب والتي شهدت سقوط قتلى. وتعهد بالسعي أولا إلى التوصل إلى اتفاق سياسي أوسع بشأن مستقبل الجزيرة مع ممثلي سكان كاليدونيا الجديدة من جميع الفئات.

وقال ماكرون خلال زيارته: “تعهدت عدم تمرير هذا التعديل بالقوة”. لكنه طلب “معاودة الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق شامل” لمنح حق التصويت إلى مزيد من الأشخاص بحلول حزيران “لكي يعرض بعد ذلك على التصويت” في كاليدونيا الجديدة. كما شدد الرئيس الفرنسي على أن “الهدف هو إعادة النظام”.

ويسمح التعديل الانتخابي، الذي قال ماكرون إنه سيؤجله عدة أسابيع للمقيمين الفرنسيين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لعشر سنوات بالمشاركة في التصويت مما يضعف أصوات السكان الأصليين من الكاناك، ويشكلون 41 بالمئة من السكان.

وذكرت المفوضية العليا أن المطار التجاري الدولي في كاليدونيا الجديدة سيظل مغلقا  حتى تقيم السلطات الوضع.

ومنذ بدء أعمال العنف في 13 أيار، ألحق الشغب أضرارا واسعة في الجزيرة الفرنسية. ولا زالت حالة الطوارئ سارية فيها منذ 16 أيار مع حظر تجوال ليلي ومنع التجمعات ونقل الأسلحة وبيع الكحول فضلا عن حظر تطبيق تيك توك.

وكانت كل من أستراليا ونيوزيلندا قررتا إرسال ثلاث طائرات إلى كاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادئ لإجلاء المئات من سياحهما العالقين في الفنادق منذ اندلاع الاضطرابات بالإقليم الفرنسي قبل اكثر من أسبوع. وتحدث سياح عن نقص الغذاء وإطلاق نار وتقارير عن إضرام حرائق بشكل متعمد وأعمال نهب بالقرب من المنتجعات، ما جعلهم يشعرون بالخوف على سلامتهم.

 

 

 

واندلعت أعمال الشغب الأخيرة في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، حيث يرى المنادون بالاستقلال أن ذلك يحول السكان الأصليين إلى أقلية.

وأرسلت فرنسا ألف عنصر أمني إلى الإقليم الذي هزته سبع ليال من أعمال العنف التي خلفت ستة قتلى فضلا عن مئات الجرحى.

وقال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز إن بلاده سترسل طائرة على الفور بعد حصولها على إذن بالهبوط من السلطات الفرنسية طال انتظاره.

ومؤخرا كان مطار تونتوتا الدولي الرئيس في كاليدونيا الجديدة الذي اعتاد على استقبال السياح، يشهد بدلا من ذلك وصول طائرات عسكرية فرنسية محملة بالجنود لإخماد الاحتجاجات العنيفة ضد حكم باريس.

وأضاف بيترز أن أول طائرة نيوزيلندية ستعيد “50 راكبا من ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحا” إلى أوكلاند، مشيرا إلى أنها ستكون الرحلة “الأولى ضمن سلسلة من الرحلات الجوية المقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم”.

وبعد وقت قصير، أعلنت نظيرته الأسترالية بيني وونغ أن بلادها حصلت أيضا على إذن بهبوط طائرتين.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص غالبيتهم من الأستراليين والنيوزيلنديين عالقون في الفنادق التي تعاني من نقص الإمدادات بسبب الاضطرابات المستمرة التي أدت إلى إغلاق المطار الدولي في الأرخبيل.

ويتحصن السائح الأسترالي ماكسويل وينشستر وزوجته تيفاني في منتجع يقع بين نوميا والمطار منذ أكثر من أسبوع.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية إن “الفرحة تغمرهما” لاحتمال إنقاذهما الوشيك. وأضاف “نحن ندرك أننا ربما لن نتمكن من أن نجد مكانا على هذه الرحلات الجوية، لأن الأولوية للأشخاص الذين لديهم احتياجات أعلى، لكننا في الأقل نعلم أن لدينا مخرجا في الأيام القليلة المقبلة”.

وتحدث سياح عن نقص الغذاء وإطلاق نار وتقارير عن إضرام حرائق بشكل متعمد وأعمال نهب بالقرب من المنتجعات، ما جعلهم يشعرون بالخوف على سلامتهم.

قد يعجبك ايضا