صادق الازرقي
يواجه العراق مشكلة كبيرة في تناقص أعداد الأشجار والمساحات الخضر، وهو ما يؤثر سلبا على البيئة والتوازن البيئي في البلاد.
وهناك عدة أسباب رئيسة لهذا التناقص، منها، التوسع العمراني، اذ ان ازدياد أعداد السكان والتوسع في سكن وبناء المدن والقرى أدى إلى قطع الأشجار واستعمال الأراضي الزراعية والمساحات الخضر لبناء المنازل والمنشآت التجارية.
كما ان العراق يعاني من ظاهرة التصحر وزيادة الجفاف، بخاصة في السنوات الماضية، وان نقص المياه بسبب تغير المناخ وقلة الأمطار، أثر بشكل كبير على نمو الأشجار ومجمل المحاصيل الزراعية.
وكذلك فان التلوث الناجم عن اماكن الصناعات العشوائية والنفايات وكذلك استعمال المبيدات الكيميائية يضر بالنباتات والتربة، مما يؤدي إلى تقليل المساحات الخضر.
اما قطع الأشجار بشكل عشوائي ومن دون تخطيط لاستغلالها في الوقود أو لغايات أخرى فانه يسهم بشكل كبير في تقليل الغطاء النباتي.
وفضلا عن ذلك فان للحروب والنزاعات دورا كبيرا في تكريس تلك المخاطر، اذ ان العراق عانى لعقود من الحروب والنزاعات المسلحة التي أدت إلى تدمير البنية التحتية الزراعية وتهجير السكان، مما ترك الأراضي من دون رعاية وعرضها للتدهور.
ولزوال او تقليل كثافة واعداد الاشجار تبعات بيئية واقتصادية تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة؛ اذ ان الأشجار تسهم في تخفيف درجات الحرارة، وغيابها يؤدي إلى زيادة ملحوظة في درجات الحرارة المحلية.
كما تتآكل التربة، اذ ان الغطاء النباتي يحمي التربة من التآكل، ومن دونه تتعرض الأراضي للتدهور وفقدان خصوبتها؛ وان الأشجار تعد موطنا لكثير من الكائنات الحية، لاسيما الطيور بأنواعها وتناقصها يهدد بانقراض بعض الأنواع النباتية والحيوانية.
اما الحلول فتتمثل بتشجيع حملات التشجير، وذلك بتنفيذ حملات وطنية لزراعة الأشجار وتشجيع السكان على المشاركة في هذه الحملات، كما يتوجب إدارة الموارد المائية بشكل مستدام بتحسين إدارة المياه لتقليل تأثير الجفاف وزيادة كفاءة استغلال الماء في الري.
وعلى صعيد الاجراءات القانونية يجب فرض قوانين صارمة لتنظيم قطع الأشجار ومعاقبة المخالفين، كما يتوجب نشر الوعي بين السكان بأهمية الحفاظ على البيئة الخضراء وأثرها على حياتهم اليومية.
ان الحفاظ على الأشجار والمساحات الخضر في العراق بحاجة إلى جهود متكاملة من الحكومة والمجتمع المدني والأفراد، وتعزيز الوعي البيئي وتنفيذ السياسات البيئية المستدامة.
والارتقاء بالطبيعة الخضراء للواقع العراقي يستلزم بالضرورة مراعاة زراعة الاشجار وتوسيع المسطحات الخضر في المناطق السكنية الجديدة، التي تبنى لاسيما التجمعات السكانية العمودية، اذ انها تختصر كثيرا من المساحات وتترك مساحات شاسعة من المفترض ان يجري وضع الخطط الزراعية لها، التي تؤمن اقامة مساحات خضر تنفع سكان المجمعات العمودية وتنقي الاجواء في المناطق المحيطة.
ويجب هنا الاشارة الى ضرورة اختيار الاشجار التي تمتاز بكثافة خضرية كبيرة، لاسيما الاشجار المعمرة من مصدات الرياح ونباتات الاسيجة، ومن الضروري بمكان تجنب زراعة اشجار النخيل في المتنزهات وحتى في الشوارع لأنها غير ملائمة لذلك؛ وهو خطأ درجنا على اتباعه، اذ ان للنخيل مكانه الخاص في البساتين، ولتثبيت التربة في المناطق الرملية، واشجاره ليست ملائمة للشوارع والمتنزهات، اذ انها لا تمتاز بالكثافة الخضرية المطلوبة للزراعة في داخل المدن الا في الحدود الادنى.