شيطانة.. بجلباب محامية..؟

ماهين شيخاني

ألا يا أيها الساقي أدر كأساً وناولها  ……..متى ما تلقَ من تهوى دعِ الدنيا وأهملها
من شعر ( ملايي جزيري ) , أجل كلما كان قدماي تسيران بي لاشعورياً إلى مكتبها , أجلس بالقرب منها وهي وراء طاولتها الفخمة, تتحرك بغنج ثم تتوجه نحو البوفيه لتصنع لي نسكافيه وتقدمه لي بتلك الأنامل الرقيقة التي تعزف على أوتار قلبي بدون استئذان وأنا ارتشف رحيق عطرها لدى اقترابها مني حين أشعل لها سيجارتها وانتشي مع كل شفة بنظرة إلى هذه الأميرة، أميرتي وحدي أنا , أتذكر الجزيري لما وقع بصره صدفة على سلمى وهام بها حتى وصل إلى درجة الجنون .
ثم أبحر في خيال لامتناهي وهي تضع لي أغاني خوليوايغيسلاس المطرب الاسباني المشهور.
آهٍ … أيها الملا …!. قم ودر كأساً , انظر لا بل اسجد لهذه الجنية الحسناء , ستندم وستتحسر حتماً على كل قصيدة أو بيت نسجه خيالك في مديح سلماكَ . سلمايَ أحلى وأجمل , أنقى وألذ.

أخذت تدريجيا تنسيني همومي ووجعي , رمت بمشاكلي في بحر النسيان  لتحتل هي مكاناً شاسعا في تلافيف مخي  بل سيطرت على كياني بالكامل بكلامها وإحساسها المرهف لدى مناقشاتنا في مواضيع شتى وكأنها غاصت كلؤلؤة في أعماق بحاري  وجالت بين ضلوعي بل أخذت مكانها بين ضلعي المفقود واكتشفت كل مكنونات قلبي  , أسراري وكنوزي .

ذات مرة سألتها :
•-         أستاذتي  ,  ممكن لو سمحت لي بطرح سؤال لجنابك لا يخص بموضوعي؟.
•-         تفضل _ قالتها بكل رقة و تأوّد .
•-         هل أنت شيوعية أم يسارية ..؟.
•-         بابتسامتها المعهودة قالت : وكيف عرفت ذلك ؟.
•-         من تلك الصورة المعلقة في مكتبتك ..؟
•-         أنها صورة أخي .
•-         أخوك أم رفيقك في درب  النضال .
•-         ابتسمت وقالت : يبدوا أنك تعرف هذه الشخصية , مع العلم كل من زارني لم يتعرفوا عليه , هذا رمز للنضال والمقاومة..؟.
•-         ارنستوا تشي غيفارا , صورة فريدة فعلاً  , قد لا يلاحظ ذلك الكثيرون مثلما تفضلت .
•-         بالرغم من أنك تعاني من مشكلة عائلية لايتحملها أحداً ولكنك متماسك وقوي , يوماً بعد يوم تدهشني وتبهرني بثقافتك واطلاعك وذكائك , أحياناً أستغرب كيف حصلت لك هذه المشكلة , أمثالك يجب علينا أن نحني لهم  قبعاتنا بكل احترام . ولوَّت رأسها انحناءً
•-         آه …بدأنا بتقليد الأجانب , يا رفيقة آرنستوا ؟.
•-         أنها لحقيقة , ولن أخفيك بان تلك السيدة زوجتك مع كل الأسف لا تستحق أن تكون في سجل دفترك العائلي .؟. آه لو  رزقني الله برجل بصفاتك ونبلك .
•-         حتى ولو كان يماثل وضعي , متزوجاً ولديه دزينة أولاد ..؟
•-         الأولاد ليسوا بذي مشكلة , خاصة إذا كانوا كبارا مثل أولادك ولكن وجود زوجة ثانية معي أنا , هنا تكمن المشكلة بل مستحيل أن أعيش مع امرأة ثانية..؟.
•-         إذاً أفهم منك أن زوجتي لا تستحق أن تبقى في دفتر العائلة .
•-         هذا صحيح , يؤسفني أن أخيرك بذلك , نعم إنها لا تستحقك , بالرغم من كوني امرأة والدفاع عن حقوق المرأة ملتزم وواجب علي , لكن أأكد أنها لا تستحقك ,  خير علاج  لها الكي …؟.
•-         تقصدين الطلاق ..؟.
•-         بالتأكيد .
•-         وأنتِ..؟.
•-         مبدئياً , سأساعدك في الأتعاب , ولننظر إلى القضية بتأني في المرحلة المقبلة ..؟.
ملاحظة :
* الشطر الأول للشاعر الفارسي حافظ شيرازي : ألا يا أيها الساقي أدر كأساً وناولها
*الشطر الثاني للشاعر الكوردي ملا جزيري : متى ما تلقَ من تهوى دعِ الدنيا وأهملها
حيث نسج أبيات القصيدة باللغة الكوردية  باستثناء هذا الشطر ( الشطر الثاني ) .

قد يعجبك ايضا