الجامعة المستنصرية تنظم محاضرة علمية عن الابعاد النفسية والاجتماعية لتهجير الكورد الفيليين في العراق
بغداد-التآخي
نظمت الجامعة المستنصرية كلية التربية الاساسية قسم التاريخ محاضرة علمية على قاعة حمورابي عن الابعاد النفسية والاجتماعية لتهجير وتسفير الكورد الفيليين في العراق.
حيث تطرق في المحور الاول للمحاضرة الدكتور ضياء عبد الخالق المندلاوي عن جريمة الإبادة الجماعية ووصفها بانها من أخطر الجرائم التي اُرتكبت منذ عصور موغلة في القِدَم ضد الشعوب والأقليات العرقية والدينية، ومن ثم تطرق الى ظاهرة التهجير القسري، كونها من اسوء وابشع الجرائم ضد الانسانية، عندما تقوم بسلب المواطن من اهم حقوقه وهو المواطنة، وهذا الامر ما تعرض له الكورد الفيليين في العراق ابان الحكومات المتعاقبة قبل عام 2003، عندما سلبت منهم هويتهم الوطنية والقومية فضلا على ممتلكاتهم المنقولة والغير المنقولة وجعل شبابهم ادات لمختبرات السلطة، بسبب جوانب سياسية اتبعتها السلطات انذاك، وقد خلَّفت هذه الممارسات أضراراً وآثاراً جسيمة، منها ما يتعلق بالجوانب النفسية والاجتماعية.
واضاف المندلاوي، بانه قام باجراء دراسة وصفية من خلال اخذ عينة من مجتمع الكورد الفيليين تكون من ٤٠٠ فرد وعرض عليهم استبانة مكونة من (٣٠) فقرة تناولت الاثار النفسية والاجتماعية للكورد الفيليين، وبعد تحليل النتائج احصائياً تبين بان الكورد الفيليين مازالوا يعانون من اضرار نفسية واجتماعية كبيرة نتيجة ما تعرضوا له، وعدم تحمل السلطات العراقية بعد ٢٠٠٣ تدابير شاملة لدعم الكورد الفيليين و محاولة اعادة دمجهم مع المجتمع.
اما في المحور الثاني تطرقت د. كافي الجادري الى الإبادة الجماعية ضد الكورد الفيليين بوصفها من الحملات التي خططت لها السلطات العراقية المتعاقبة، وبشكل مباغت وقسري ضد مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي، دون اي اسباب موضوعية تذكر.
واضافت الجادري بان العالم اليوم اصبح يواجه التحديات الجسيمة للهجرة والتهجير القسري، نتيجة لأسباب سياسية واقتصادية وامنية واجتماعية، وقضية تهجير الكورد الفيليين احدى هذه الملفات المهمة التي اعتبرتها الحكومة العراقية في عام 2012 بانها جريمة جينوسايد، لكن مازال ابناء هذه الشريحة الكوردية لم ينالرا حقوقهم الطبيعية في الحياة الكريمة وازالة الاثار السيئة للهجرة والتهجير القسري.
وخرجت المحاضرة التي حضرها عدد من الاساتذة وطلاب الدراسات العليا والاولية والمهتمين بالشأن الكوردي الفيلي، بمجموعة من التوصيات واهما ما ياتي:
1. ضرورة نهوض الحكومة بواقع الكورد الفيليين، وازالة جزء من تلك الاثار النفسية والاجتماعية التي يعانون منها، وتعويضهم ماديا ومعنويا.
2. عقد ندوات وورش مختلفة لتعريف المجتمع بمظلومية الكورد الفيليين.
3. تفعيل القوانين الخاصة بحقوق الكورد الفيليين، وتشكيل لجنة من رئاسة الوزراء لمتابعة هذه الملف المهم.
4. استثمار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة فـي الترويج ونقل معانات الكورد الفيليين الى ابناء الشعب العراقي والشعوب الاخرى، وعرض برامج تلفزيونية خاصة بهم.
5. على وزارة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي ادراج موضوعات تخص الكورد الفيليين في المناهج الدراسية للمراحل الدراسية المختلفة.
6. إقامة متحف خاص يعنى بما تعرض له الكورد الفيلين من عذابات ويجمع ما هو ضروري ليحدث العالم بما جرى لهم خلال العقود الخمسة المنصرمة, سواء أكانوا في سجون العراق أم في المهجر, إضافة إلى إبراز الوجه المشرق الدائم للكورد الفيليين في بناء العراق طيلة عقود الدولة العراقية الحديثة.