نيجيرفان بارزاني يطالب الحكومة الاتحادية بتخصيص ميزانية لمواجهة التغير المناخي

 

أربيل – التآخي

أكّد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، على ضرورة التحرك ووضع خططٍ واستراتيجيات حالية قصيرة وطويلة الأجل لمعالجة التغيّر المناخي واعتبار معالجته ضمن الأولويات.

جاء ذلك، في كلمةٍ له خلال مشاركته في مؤتمرٍ عقِد بأربيل امس الأحد والخاص بالجفاف والتغيّرات المناخية وآثارها السياسية والاقتصادية والديمغرافية على العراق.

وقال: للأسف، يتأثر العراق بشدة بتغير المناخ، ووفقاً لأحدث تقرير للأمم المتحدة على مستوى العالم، فإن العراق يحتل المرتبة الخامسة عالمياً.

وأضاف: بطبيعة الحال، فإن لهذا الأمر عواقب سلبية على كافة مجالات الحياة في العراق، بما في ذلك إقليم كوردستان؛ لقد خلق التغير المناخي وسيستمر في خلق العديد من المخاطر، من بينها تدمير المزيد من الأراضي الزراعية.

وأوضح نيجيرفان بارزاني أن الإحصائيات تشير إلى أن مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي الزراعية في العراق تصبح جافة وصحراوية كل عام، مما يؤدي إلى نزوح عشرات آلاف السكان في وسط العراق وجنوبه.

وقال: بحسب الإحصائيات، لغاية اكتوبر تشرين الأول 2023،  اضطر 130 ألف شخص  في وسط العراق وجنوبه للنزوح والهجرة من قراهم، إضافة إلى تدهور الأمن الاجتماعي وزيادة الفقر والبطالة والكوارث الطبيعية والمشاكل الصحية والعديد من النتائج السلبية الأخرى.

وتابع: نحن في العراق وإقليم كوردستان بحاجة إلى التحرك بسرعة وتطوير الخطط والاستراتيجيات الحالية قصيرة وطويلة الأجل لمعالجة تغير المناخ.

ولهذا الغرض، دعا نيجيرفان بارزاني، إلى ضرورة أن تصبح هذه القضية أولوية ومجالاً أكثر جدية في سياسات وبرامج وعمل حكومتي العراق وإقليم كوردستان والتعاون معاً.

وقال: يجب على الحكومة العراقية توفير الميزانية اللازمة وأن يكون لديها مؤسسات خاصة تتمتع بصلاحيات أكبر من تلك الحالية.

وانطلق امس الأحد ، في أربيل، المؤتمر الخاص بالجفاف والتغيُّرات المناخية وآثارها السياسية والاقتصادية والديموغرافية على العراق، بمشاركة رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، وعدد آخر من المسؤولين السياسيين والحزبيين.

يأتي ذلك في وقتٍ يُعاني العراق من تلوث بيئي حاد، تزامناً مع إطلاق تحذيرات من آثاره الخطيرة، إذ يحتل العراق المرتبة الثانية في قائمة الدول الأكثر تلوثاً بالهواء وفقاً لتقرير مؤسسة (IQAir) السويسرية.

ويعزو خبراء البيئة أسباب تلوث الهواء في العراق إلى عوامل رئيسية منها نقص الخدمات اللازمة، وانبعاث الغازات الخطرة والدخان من المصافي وتزايد أعداد المركبات وعدم امتثال المصانع ووجودها في المناطق الحضرية، بالإضافة إلى الهجرة الريفية نحو المناطق الحضرية.

وتقول وكالة (IQ Air) السويسرية في تقرير لها، إن العراق يحتل المرتبة الثانية من حيث المناخ الأكثر تلوثاً في العالم، حيث كانت بغداد والبصرة ونينوى أولى الضحايا.

ويضيف التقرير، من المثير للدهشة وجود كمية كبيرة من الجزيئات الضارة في الهواء الذي يتنفسه العراقيون يومياً، حيث تبلغ 80 ميكروغراماً من الجزيئات الضارة لكل متر مربع في العراق.

وأشارت الوكالة السويسرية إلى أن التلوث والتغير المناخي ألحقا أضراراً كبيرة بالقطاع الزراعي في العراق، بحيث أنه من أصل 54 مليون دونم من الأراضي الزراعية، هناك نحو 27 مليون دونم غير خصبة ولم تعد صالحة للزراعة. كما يتسبب تغير المناخ والتلوث بإصابة نحو 30 ألف شخص بالسرطان في العراق كل عام.

قد يعجبك ايضا