التآخي – ناهي العامري
اقام منتدى بيتنا الثقافي جلسة بعنوان (فنانون مسرحيون مبدعون .. بصمات مضيئة، ابراهيم جلال، سامي عبد الحميد، قاسم محمد ، تحدث فيها نقيب الفنانين السابق صباح المندلاوي، د زهير البياتي، الاستاذ كافي لازم.
أول المتحدثون صباح المندلاوي عن الرائد ابراهيم جلال، قرأ سيرته الحافلة بالنتاجات والاعمال المسرحية منذ بواكير حياته، فقد مثل دور العاشق في مسرحية (فتح الاندلس) وهو في سن الثامن عشر، من اخراج حقي الشبلي المشرف على النشاط الفني في الثانوية المركزية وكان جعفر السعدي أحد ممثلي ذلك العرض، شارك في تأسيس الفرقة الشعبية للتمثيل عام ١٩٤٧، واصبح رئيس فرع التمثيل والاخراج في معهد الفنون الجميلة ببغداد عام ١٩٥٠، واصل دراسته في الولايات المتحدة الاميركية جامعة شيكاغو، وحصل على البكالوريوس ، ونال شهادة الماجستير من الجامعة نفسها، وكانت حصيلة جهوده المسرحية اخراج ٣٥ مسرحية.
ثم عرج المندلاوي على طريقة تدريسه المتواضعة، واسلوبه الشفاف مع طلابه، وضرب مثالين عاشهما اثناء دراسته، وقال ان أحد الطلبة أخذ يغش في الامتحان باخراج كتاب المادة خلسة ثم يخفيه عن عيون المراقب، وحين مسكه متلبسا، لم يزجره ولم يأنبه، بل طلب منه اخراج الكتاب علنا وقراءة محتواه، ثم الجواب ما فهم أو استوعب منه، اما المثال الاخر هو ان احدى الطالبات اختارت قسم التشكيل، ولعدم وجود شاغر في ذلك القسم تم قبولها في قسم التمثيل، وبعد ان علم اهلها رفضوا ذلك واقعدوها عن الدراسة، فذهب ابراهيم جلال شخصيًا الى اهلها واقنعهم بعودتها للدراسة في قسم التمثيل.
الدكتور زهير البياتي تحدث عن سامي عبد الحميد، وقال: ان سامي عبد الحميد أحدٍ عمالقة المسرح، وهو الذي أحدث نقلة نوعية في المسرح العراقي، كونه قرب المسرح للجمهور، وقرب الجمهور من المسرح، بعد ان كان المسرح يقدم ما هو بسيط وسطحي، حيث رفع الاعمال المسرحية الى مراحل راقية، وقدم كل ما هو متعلق بحياة الفرد العراقي ومعاناته، وحين اعتلى المسرح في سامراء والديوانية، لم يكن يعلم ان المخرج هو سلام عادل الشهيد الخالد الاسطورة، فحينما عمل في الديوانية ضمن الانشطة المدرسية كان سلام عادل معلما في احدى مدارسها، وله اهتمامات في الدروس الفنية، واخرج مسرحية في سبيل التاج.
واضاف البياتي حين اكمل ابراهيم جلال كلية الحقوق في اربعينيات القرن الماضي، دخل معهد الفنون الجميلة، ثم سافر إلى بريطانيا لدراسة الإدارة المسرحية، وحين عاد الى بغداد عين مدرسا في نفس المعهد.
تحدث الاستاذ كافي لازم عن الفنان المسرحي الكبير قاسم محمد قائلًا: ولد قاسم محمد في حارة شعبية بغدادية، وكان ابوه حكواتي، فاستلهم من الحكايات الشعبية، اعماله المسرحية، وحين اصبح شاباً دخل معهد الفنون الجميلة، لكن والده رفض ، وقد استعار اباً لآحد أصدقائه ، معلنا موافقته امام لجنة القبول التي ترأسها حقي الشبلي وابراهيم جلال.
في عام ١٩٦٢ منحت له فرصة الايفاد الى موسكو، وهناك اطلع على الأدب الروسي بكل اجناسه، وتأثر بمدرسة ستانستافسكي، واستفاد من دراسته في موسكو كثيرا،وحين عاد آلى العراق انتج مسرحية روميو وجولييت في نسختها الشكسبيرية، ثم اخرج مسرحية (بغداد الازل ) واستخلص من بطون الكتب لكبار المفكرين مثل الجاحظ والحريري والهمداني اعمال مسرحية مهمة.