…بك اكتفيت

د ابراهيم احمد سمو

يختار كل منا ما يود التفكير فيه بموضوع بذاته فيراه من زاوية تختلف كثيرًا عن ما يراه الآخرون لكنه يستطيع ان يثبت لذاته قبل من اصطفوا ضدهم أو ايدو ما يفكر فيه لكون الثبات على الموقف أشد وأصعب من اختياره منذ زمن و انا في ولع الكتابة عن موضوع اخذ مني الكثير لا بل أستطيع ان اجزم انه قد اخذ العمر بأكمله و انا في مشاورة مع الذات بامتحان بين امرين الصبر والفرج  وقد ألاحظ من يذهب بعيدا جدا عن الانظار منذ زمان و الكرة تتحرك يمينا و شمالا و انا في خيال تركت الاشياء الجميلة خلفي لعل يأتي ذلك اليوم المنشود فأنظر اليها ذكرى فقط رغم الالم و الجرح كل الايام و الاعوام في دوامة مستدامة و مع هذا صار الامر واقعا و رأيت الفرج بأم عيني و منها اتخذت درسا لن أنساه واذكر فيه ما حييت في أن الحساب قائم وما من أمر و فيه من الخطأ لابد ان يظهر ويمكن تصحيحه يوما وتشع شمسه و هذه الحكمة على كل الأصعدة تنطبق و انا المتعب كثيرا لكنني رغم ما في ذاتي وداخلي، أسعى ان أكون الخيمة التي حاولت ان تحتضنهم جميعا ويلقي بفيض عطاياها على من احتمى بظلها و تحميهم من حر الصيف و مطر الشتاء، بقدر ما يتعلق بي عملت المستحيل في ان لا اسمح لنفسي بان تتلوث يداي بما هو حرام من المال و غضب الناس انا بموازاة الناس رغم الكثير من الانتصارات و النجاح انا الجالس هنا و من على يميني اسمع الموسيقى التي تأخذني الى عالم التأمل والتحقق من ما هو قادم ويتحقق وقد أخذ مني الكثير و تأخذني في فسحة من الايام الخوالي من السعادة و الحظوة المقترنة بالحزن نعم انا المفوضُ امري للرب كل هذه الاعوام و انا الذي دفعت حياتي ثمنا في لململة الجميع فأنا الآن خارج لعبتهم لا وبل في انكار دائم انا واستخدامي لمفردة الانا رغم كرهي لها لكن لا مفر من استخدامها، لانها مرتبطة بذاتي الفقيرة و اليتيمة منذ سنوات و سنوات و انا المقصود في نظر الناس و الجميل على الاقل عندي متمسكًا بها وانا حاملها منذ الولادة و حتى الممات سألني احد الاصدقاء اي يوم حزين في حياتك و بالأحرى من احزن اللحظات و الايام التي لا يمكنك نسيانها وتجاوزها؟ ضحكت بقوة و بصوت عال وقلت، ايها الاخ العربي اي متى ما رأيت الفرح بعيون الآخرين و بكيت من الاعماق على الظلم الذي تمارسه الجهات الإجتماعية او السياسية، فقد كانت عامة على الناس و الاهل و الاقرباء لا يستطيع كاتب هذه السطور ذكرها في كلمات و الملخص من الظلم مايذكر يكفي انا في جرح دائم حتى قبل ايام زال الجزء الاكبر منه و انا في انتظار الجزء الآخر رغم ولعي في الحياة و الله لا خوفا من الموت بل حبا في ان ارى الجرح قد زال انا في انتظار الفرصة و منها ابدأ بالاعلان و لا ادري هل يلحقني الزمن و يمدني العمر في ان اصل الى ما أصبو إليه لا ادري ماذا خبأ الزمن لي كل ما اعرفه انا مسير لا مخير لكل النجاحات دون تخطيط مسبق و كل هذه النجاحات على الاقل في نظر الاخرين من حولي من الناس و انا واقولها لاول مرة فشلت في الحياة منذ البداية و خسرت كل جميل منذ سنوات مضت مع الريح و ذهب مع المر من الحياة حتى وصلت الى ابواب الفرح  و السرور فقدت اشياء اخرى و هذه هي سنة الحياة حتى تنجح في شيءٍ تخسر آخر و مع هذه الحياة مستمرة رغم قساوتها و الضربات الموجعة من نفسي ومن من هم حولي فقد يكون الانسان المحيط هو السبب و مع هذا عندما يموت الانسان الجميع يترحمون عليه و يدعون له رغم علمهم انه كان ظالما بإمتياز وحينما تتسطر حروفنا في حديثنا عن الظلم و جزاء الظالم قادماً لا محالة فربما لا ينتهي عند هذا المقال احاول جاهدا ان اعبر اكثر و اكثر صدقا حتى يحلو للقارئ و يشعر بالصدق من الافعال فقد كانت لما تخطط له نفسي ويقرنها فعلي هدفه إسعاد من يقصدني وحتى لو كان ذلك الأمر فيه اساءة لي فلا انا الصابر المحتسب ولا انا المتضرر مما يحصل فقد بقت كرة المضرب تتأرجح بين جانبي الامر خيره وشره ولكن عهدًا مني قطعته على نفسي في أن أبقى كما أنا فليفرح من ادخلت السعادة في قلبه ويحزن من ترجى اخفاقي فها انا جبل لا يتزحزح رغم ما جرى ويجري وسيجري فكل ابن انثى وان طالت سلامته يوما على آلة الحدباء محمول فكلنا راحل وما يبقى يظهر لمن بعدنا ماذا كنا وماذا قدمنا ولماذا قمنا بكل ذلك فليفهم من يفهم ويتغاضى من في قلبه غصة فلن ابدل غصتك بسعادة تتمناها فكنت كما عهدني من يعرفني وذاتي تقيم ادائي قبل غيري وانا تاركًا لكم الملامة فكلامكم وتلميحاتكم في انني تخليت عن الكثير من أجله حقًا هو يستحق وأقولها بلسان المخلص بك اكتفيت ولن ينعدم مني الأمل فقد يجود باصغريه المعدم خير من ان يتعالى على غيره فكل شيءٍ زائل وكل امر ينتهي ولن تبقى معك الا راحتك مع ذاتك في لحظة خلوة لا يفسدها غير فنجان القهوة .و ربما قدح الشاي.

قد يعجبك ايضا