يونس عدنان عبد حمود
يبدو ان قطار التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني لم يكتب له ان يتوقف عند محطة الإمارات والبحرين والسودان وآخرها المغرب في ظل حفاوة عمانية بهذه الانتكاسة القيمية التي يحملها قرار التطبيع لمبادئ السياسة الخارجية لأي دولة عربية إسلامية، وفي ظل كل هذه المتغيرات والأحداث الجارية في غزة فقد نشهد عملية تطبيع لأهم مركز ديني في الخارطة العربية والمتمثل بإعلان المملكة العربية السعودية لقرار تطبيع علاقاتها مع إسرائيل في المستقبل القريب، وهو أمر قد لا يكون غريبا او مستبعدا في ظل الإدارة السعودية الحالية ذات الطابع العلماني والانفتاح المجتمعي الذي لم تشهد له المملكة مثيل في كل مراحلها التأريخية، وما قد يجعل المملكة قاب قوسين او أدنى من هذا القرار هو إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على ايقاف اي اتفاقيات عسكرية مع المملكة لحين إعلان الاخيرة عن تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وهو ما صرح به مستشار الأمن القومي الأمريكي مؤخرا (جيك سوليفان) فبحسب صحيفة (فايننشال تايمز) فقد أعلن سوليفان ان الولايات المتحدة الأمريكية لن توقع أي اتفاقية دفاعية مع الرياض إذا لم توافق السعودية على تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وفي ظل الإنفاق العسكري السعودي الكبير ووجود تهديدات اقليمية متعددة تشكل عامل عدم استقرار للمحيط الخارجي للمملكة وتزايد النفوذ الإيراني في البحر الاحمر وعدم قدرة الإدارة السعودية عن التخلي عن الحماية الأمريكية في ظل هذه التهديدات القائمة فقد تشهد السياسة الخارجية السعودية انعطافا جديدا يتجرد عن كل معاني الطابع الديني الذي تعلن عنها المملكة وقد يجرفها التطبيع لتصبح خامس دولة عربية تطبع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.