د. ابراهيم احمد سمو
في هذا الفلم الأرض ثابتةٌ، والحركةُ دائمةٌ، والأصلُ من الموضوع الإنسانُ الكوردي والقضية… قد يتغيَّرُ الإنسانُ من بعض السلوكيات، و قد يتغيَّرُ ويذهبُ بعيداً… و قد تأخذُهُ الظروفُ إلى حيث لا يريدُهُ، و يقع في فخ الأعداء في بعضها لا ذنب له، وفي بعضها الآخر هم ذنب الأباء والأجداد، وفي بعضها ثأر وابتعاد لكن الداخل يحترقُ في حبه للعمل ليل نهار… وحلمه أن يرى الأصل في المقدمة من علم ودولة… قد يتغيرُ الإنسانُ في لبسه وطريقته في الحياة لكن عليه أن لا يتغير ولا تُغيرُهُ المغرياتُ في كره البلاد هذا الشاب في عرض هذا الفلم أراد أنْ يقولَ: إنَّ الوطنية فوقَ كلِّ اعتبارٍ، وفوق كل انتماء ضيق… و لهذا طار إلى الجزء الشرقيِّ من البلاد لنا والغربي له عنا نعم اختار جزءا من الكل من أجلِ كل البلاد اختار محنة الكورد واختار الجبل والثلج والبرد القارس تارة رمز اً للبلاد، و تارة في صعوبة صعود الجبال، أي: محنة هذا الذي رأيته على الرغم من التوليف وعلى الرغم من التكرار والتركيب وعلى الرغم من المشهد المألوف لنا إلا أنه في نفس الوقت قنبلة موقوتة في جلب الانتباه العالمي للقضية أنا هنا أتحدثُ عن اختيار الموضوع لا في جانبه الفني بل في جانبه الفكري، و فكرة هذا الشاب الذي أَبى، وأنْ يقولَ في رسالة مفتوحة للجيل الجديد ورسالة مفتوحة: نحنُ جيلُ ما بعد الانتفاضة، وسقوط النظام ونحن نبحث عن ما جرى للكورد وفيها تواقون من أجل بيان الجراحات للخارج من يهمنا تواقيعهم من أجل الحرية للبلاد، و الجميل في فكر هذا الشاب (كهي أحمد الزاويتي) المخرج والمؤلف للفكرة هو لا تقسيم ولا توزيع في الانتماءات بل أراد خيرا للبلاد في كشف ملابسات القضية على وفق منظور بعيد عن الأنظار ، وشق الأنفاس من أجل لقمة عيش كريمة …نعم نجح المخرج في كشف هذا النسيج في عرضٍ قصيرٍ، فيه أكثر من معنى ومعنى الذي ينظر إلى الفلم عليه أنْ يتوقفَ عن كلمة المخرج، وحبه الزائد في عرض الفلم لغير الكورد ومن عندها رفع الستار عن معاناة الكورد واعتقد في ذلك سوف ينجح وفي الداخل نعود ونكرر ونقول: نحنُ أبناءُ الثلجِ والجبال، و يومياتُنا هي الجبل والثلج والبرد القارص …و لهذا ربما المتعةُ والتأثيرُ يختلفُ للأجنبي عن المواطن الكوردي العادي وحتى المثقف بالذات ومع ذلك عند المخرج لا بأس في عرضه داخل البلاد الصورة من البداية جرارة وجبل وثلج وبرد وبعض من الناس من أجل لقمة عيش كريمةٍ وصعوبة الحياة عندما لا يكون لنا ما نريده مثل الشعوب دولة وحدود ونشاط وحرية وتجارة سهلة الصورة واضحة… و هذا الحدثُ ربما هو الأكثر تأثيراً في النفس البعيدة عنا ولهذا جاء الاختيار ُ سليماً، و جاءت المشاهدةُ مؤثرةً، و كلُّ المؤشرات كانت تدلُّ على أن المخرج لم يخفق بل تعدى الفشل ونجح ، وربما عمره ونضوجه الفكري ما يزال يحتاجُ إلى قتلِ الخجل بالجرأة؛ لأن في اعتقادي لو لا وجود والده ووقفته معه ربما تلكأ المخرجُ ومع هذا أجد وجوده ضرورياً، وسر النجاح ولا عيب في ذلك من منا لم يدفعه الآخر حتى يصعد صعود الجبال ومع ذلك أفلح المخرج في اختيار نص للشاعر مؤيد طيب وأكثر من ذلك… و ذهب ووظف صوت الفنان حسن شريف في أداء جداً ممتاز اجتمعت نقاط النجاح مما أعطى دفعةً قويةً في جلب الانتباه وفيها نقطة ممكن للعاملين في مجال السينما أنْ يستفادوا من هذه الخطوة، ويشارك الأدباء والفنانون مشاركة فعلية.. وأنْ يوظّفوا نتاجاتهم في فيلم سينمائي أقصد هذا الفلم دون هذا النص الشعري، وربما دون صوت الفنان حسن شريف لكان لنا رأي آخر خير ما فعله المخرج في سد الثغرات بتوظيف هذا النص وهذا الأداء الموسيقي والغنائي لحسن شريف وخير ما ذهب القائمون في عرض الفلم هو فتح مجال المداخلات من قبل المعنين لأمر البلاد من فن وأدب وثقافة ومن جانب آخر صار أمر هذا الفلم أيضا بابا للشهرة لكل من الشاعر مؤيد طيب والفنان حسن الشريف نحو النجومية العالمية وهذا أيضا مهم لنا ولاسيما بعض المداخلات كانت تدور حول الجانب الفني ولا دخل لنا فيها ولا تعليق لنا عليها… وبعضها الجانب الفكري والاختيار وهذا ما كان يهمني وأنا أرى الفلم في عرض للقضية واي فلم يجلب الانتقادات عندي هو فلمٌ ناجح، و ظاهرةٌ جدا صحية من أجل المضي قدما في فيلم أفضل ونجاح أكثر كان الصورة والصوت والحركة والأداء الطبيعي ذات الصبغة الفنية تسير على وفق المطلوب نعم الجميل كل الممثلين ناس بسطاء خريجي توفير لقمة عيش ولم يسمعوا بالتمثيل والدراما ومع ذلك كانوا موفقين جدا والصور الصادقة و الحركة غير المصطنعة أي فيلم من حيث البداية والوسط والنهاية موفق جدا حركة إلى الداخل و حركة عند الوصول إلى نقطة الحدود المصطنعة أيضا و (البازار) المفتوح في مقطة والشراء والعودة إلى الرحلة من جديد … وما واجههم من صعوبات والوصول إلى النقطة المطلوبة بسلام وبيع الموجود والصعود عبر السيارة والغناء الجماعي
وكل الأمل في ذلك نعم فلم تم توظيف قضية كبرى وفيه نجح في ذلك خير نجاح ووفق خير توفيقٍ…
للموضوع بقية