بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من البيت الكوردي الفيلي في اربيل
الى ابناء شريحتنا من الكورد الفيليين في العراق وخارجه :
بعد عقد المؤتمر الدولي لجينوسايد الكورد الفيليين في اربيل برعاية رمز الأمة الكوردية فخامة الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني، ومن خلال خطابه التأريخي الذي اشاد فيه بالكورد الفيليين ودورهم التأريخي في النضال القومي والوطني ومشاركاتهم الفاعلة بالمال والارواح في الحركة الكوردية منذ بواكير الثورة الكوردية وبث فيهم روح الشعور القومي والمتأصل اساساً في قلوبهم وضمائرهم.
بدأت بعض الجهات من اصحاب الدكاكين الفيلية بالتحرك بالضد من هذا المؤتمر وقراراته وتوصياته من خلال عقد مؤتمرات وندوات واصدار ماتسمى قرارات لصالح الكورد الفيليين دون تنفيذ (حبر على ورق) وكان اخرها المؤتمر الذي عقد برعاية النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي الاستاذ محسن المندلاوي الذي استخدم مصطلح المكون الفيلي في كلمته، وسبقه في ذلك السيد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي في المؤتمر الوطني للكورد الفيليين الذي اقيم في فندق شيراتون بتأريخ 1 / 10 / 2011 حين ذكر في كلمة له بان الفيليين مكون خاص ويجب ان يكون لهم هويتهم المستقلة الخاصة بهم، وهذه الخطابات محاولة منهم لعزل هذه الشريحة الكوردية الأصيلة من امتهم الكوردية وسلخ هويتهم القومية، واعطائهم واقع مغاير لواقعها وانتمائها القومي الكوردي، متناسياً ان فداحة ووحشية الجرائم التي ارتكبت ضدهم وكل المآسي الويلات التي مرت عليهم كانت بسبب هويتهم الكوردية والوطنية .. لذا فهذا التوجه إعادة لنفس سيناريو النظام الصدامي حين اكد بان الكورد الفيليين ايرانيين وقام بتهجيرهم من العراق كما حاول عد الكورد الأيزيديين، والكورد الشبك مكونيين خاصين، واعتبروهم عرب في احصاء عام 1977، وفرض عليهم لبس العقال والكوفية الحمراء، واليوم يعدون الكورد الفيليين مكون خاص انتمائهم للطائفة الشيعية .
وهنا سؤال يطرح نفسه اذا كان الكورد الفيليين مكون خاص اين حصتهم من الكوتة في البرلمان ومجالس المحافظات..؟ فهل مقعد واحد هو استحقاقهم بينما تزيد نسبتهم السكانية اضعاف من الكورد الايزيديين والمسيحيين؟ ولماذا لم تفعل قرارات المحكمة الجنائية بعد ان عدت حريمة التهجير والتغييب جريمة (جينوسايد) ابادة جماعية؟
ولماذا لم يتم انصافهم مثل لاجئي رفحاء وما الى ذلك من امور اخرى؟
علما ان التهميش واقصاء الكوردي الفيلي من استحقاقاته هو مخالفة صريحة لنصوص الدستور ولقرار المحكمة الجنائية العليا التي الزمت الجميع بإزالة الآثار السلبية البغيضة للأنظمة السابقة بحق هذا هذه الشريحة المظلومة.
هكذا ايها الاخوة و الاخوات دائما يتجلى العامل السياسي ومصلحة البعض من اصحاب الدكاكين الفيلية من عزل الكورد الفيليين من قوميتهم الكوردية العريقة، متناسين بان الكورد الفيليين ولائهم مطلق للكورد وكوردستان والمبني على الثوابت الأساسية اولها واساسها الأيمان بانهم جزء لا يتجزأ من الشعب الكوردي والامة الكوردية فقوتهم تأتي من قوة الحركة التحررية الكوردية ومشاكلهم هي جزء من مشكلة كورد العراق بأجمعه والخيمة الكوردستانية تستوعب كل أحلامهم وطموحاتهم، وأنهم لن ينجروا وراء أي تفسيرات مذهبية أو مغريات السلطة أو أي طموحات تلغي هويتهم القومية، ولا ينجرون وراء من يريد مسخ هويتهم الأصيلة وذاكرتهم وثقافتهم ليكونوا تابعا ذليلا يتلقى ما يصدر له ويحدد له من افكار وثقافات غريبة وبعيدة عن واقعه وتاريخه ليبقى يدور في دوامة التخلف ويتعرض للإحباط والتمزق والتشرذم، وباتوا يعرفون حقيقة من يمثلهم ومن يتاجر باسمهم لتحقيق منافع ذاتية.
بالنظر لتلك الحقائق، فالبيت الكوردي الفيلي في اربيل يستنكر هذه التوجهات و يعدها محاولة لتزييف الحقائق التأريخية، ليكونوا تابعاً ذليلاً ورقما انتخابيا يضاف الى هذا وذاك .. كما اننا نناشد فخامة الرئيس مسعود البارزاني بالإيعاز الى الجهات المسؤولة للإسراع بتنفيذ مشروع المركز الفيلي لشوؤن الكورد الفيليين الذي وعد فخامته بإنجازه لكي لا يكون ذريعة بيد المتاجرين والتشكيك بإنجاز هذا المشروع وتهميش الكورد الفيليين في اربيل.
أخيراً نقول ان التاريخ لن يرحم اولئك الذين يضعون مصالحهم الذاتية والشخصية فوق مصلحة امتهم وشعبهم، سيسجل التاريخ المواقف القومية والوطنية ودور الجميع في هذا الظرف الصعب من تأريخ أمتنا الكوردية . ولابد ان تعرفوا أن المصطلحات الطائفية والمذهبية لا مكان لها في قاموس شعبنا ، أما الخصوصيات الدينية والمذهبية فهي مقدسة عند الجميع ولها حيزها الخاص في القلوب .ولا بد ان نعرف أن لا بيت يأوينا غير البيت الكوردي ولا وطن يجمعنا غير كوردستان ولا صديق غير الجبل لكي لا تكرر مأساتنا .