د. ابراهيم احمد سمو
لا يجوز لكلُّ إنسان عندما يرى المخالف من امر التوقع ان يتخذ موقف الحياد…؛لان ليس كل حياد هو احتواء، وربما عند الإنسان الموقف فرصة تاريخية و لا سيما عندما يكون المحايد جزءاً من القضية مثلا، وليس كل حياد موقفا سليما ربما يخسر الانسان في اتخاذ موقف معين من بعض الاشخاص لكن ان تخسر وانت مرتاح البال أفضل من ان تظل طول العمر في تأنيب الضمير، والضمير كثيراً ما يتحول الى افعى سامة يلف بالإنسان بكل قوة، و قد يموت مجازا و نفسيا و منها البلاء و اتخاذ القرار الصائب عند اي موقف يجده الانسان عليه ان يتخذه دون تردد…، فيه صحة وسلام وان يمضي بالقرار الصائب المقتنع به.
و حيث امر الانسان عند حضور مجالس الأحباب ان يضع امر قناعته فوق كل اعتبار، و مع هذا الإنسان الناجح في المسؤولية لا بد له ان يواجه الانتقادات لكن في بعض الحالات الكرة في الملعب، و عليه ان يدرك كيف يمرر هذه الكرة، و ان يكون لديه الكارت الاحمر لا الاصفر ؛ لان اللعبة بحاجة الى اهل المهارة و لاسيما اذا كان المقصود يمتاز بثقافة عالية وقيم نبيلة وسنين من التجربة، و النضال و الحكمة…
على الانسان ان يعلم جيدا في هذه الحالات أنّ غلطة الشاطر بألف …نعم على الرغم من قناعتنا بان الإنسان العاقل و الحامل للفكر و الثقافة و التجربة يدرك جيدا مخاطر ان يبقى متفرجاً على الأحداث و على حد علمنا من بقي من الناس على الحياد و لا سيما في السياسة ربما يبقى يدور في حلقة مفرغة لا يتقدم الى الامام اكثر مما هو عليه لابد ان يكون صاحب رأي و موقف…
ولاسيما عندما يحمل القلم و يمتاز بالثقافة و الموقف المشرف من النضال و كلنا امل بان اهل الكرم يحملون هذه الصفات و منها ممكن ان يدرك الإنسان بان المسؤولية هي تعب وإرهاق و حمل ثقيل و تأريخ و التاريخ لا يرحم أبداً، و الأعمار بيد الله…
لا أحد منا يعلم متى يودع الدنيا الفانية … لا انا الخارج عن كرسي السلطة و لا الجالس على كرسي السلطة… هذا شأن الله… وأنا عبدالله عبد فقير وبسيط في امره، و لاسيما من يجيد اللعبة لا يحتاج إلى النصيحة.
المواقف ضرورة ملحة و حسم الأمور أيضا ضروره و على كل حال كان يا مكان في قديم الزمان لا الزمن البعيد بل القريب شاعر معروف هنا و هناك وكاتب مقال بعض المرات كان يحضر عند طرفي الصراع من الاصدقاء، قبل اكثر من ثلاثين عام و كان شاهدا على كل الاحداث بين الاصدقاء… و كان عند الاول يقول: (صح وانت على حق). و يذهب عند الثاني ويردد نفس الكلام ( إفسادا بين الناس لا حلا) ويقول له: (صح انت على حق) حتى دارت الأيام ومرت السنين عرف الجميع امره هذا الانسان ذي الأوجه المتعددة لحد الان.
وبهذه الصفة السلبية المذمومة من الجميع فقد خسر الكثير بعد علمهم بطبعه هذا على الرغم من انه الان صاحب جاه و مال لكن رويدا رويدا صار في عداد المفقودين والمنبوذين والميتين وهو ما يزال حيا … لا يذكره احد الا عند المواجه، و السلام عليه سطحي وثقيل على الرغم من ان الانسان هذا و اي انسان ذو قلم و فكر يحمل صفات جميلة ، و هذا المقال لا للتقليل من شأن اي انسان و لاسيما اهل الأدب و الأخلاق لكن كان ممكنا ان ينهي خلافنا نحن الاصدقاء ايام زمان، و تركنا الرجل جميعنا في خلاف، و كان كافيا منه راي من على خطأ و خلاص…الرجل هذا جزاه الله بما يستحق… رحل وذهب ورحلت وذهبت معه هذه الحسرة في قلوبنا و كان ممكن ان يصحح الكثير وأن يكون افضل لو تخلص من بعض الصفات السلبية على الاقل عندنا الاصدقاء وتجاوزها و حيث الانسان ولد من اجل الانسان … وعلينا جميعا اخذ العبرة والدروس من كل من سافر وعاد ويفارقنا متى ما شاء.
ولكن كل انسان يجب ان يكون ايجابياً في صفاته وتعامله
وحبه للناس …وان لايكون سلبيا لا تحبه وتذمه انت ايها القارئ الكريم ولا ترتاح له أغلبية الناس … وابتعدوا عن كل ما يؤذي الانسان والناس للناس… فكما تحبون الخير لانفسكم احبوه لغيركم منذ سنوات و الأصدقاء والزملاء واي انسان كان …حمل معه راية الصفاء و حسن الاخلاق.