*فاضل ميراني
اقصد الإعلام، وارى انه بمجرد ضخ فكرة لجمهور،ايا كان الجمهور عددا و تقارب فكر، و ايا كان منيعرض فكرته تقليدا ام اصالة، فهو يعلن انتماءهلحالة فكرية، حالة مغذية للجمهور او صادمة له.
لا يؤخذ من كلامي انني اعني الصورة النمطية عنالمتعارف عليه من اعلام ووسائل بث و نشر، بلالمعني عندي هي كل الوسائل التي توصل فكرة ماوبخاصة وان اتساع و سهولة الافصاح و ايصالالمراد ايصاله من صورة او صوت او كتابة صارتمتاحة حتى و ان لم تحض الفكرة المرسلة بأهتمامجمهور واسع او انها لم تحقق تأثيرا لا بوصولهابأعتبار الكم الهائل من البث لا يكفي للاطلاع عليهبالكامل و كذلك لتفاوت الاهتمام.
ابتدأت بعنوان يقول: جزء من المنظومة السياسية، وهنا لابد ان تُزال من مسلماتنا ان السياسة هي فقطالامثلة التي امامنا داخليا و دوليا من انظمة حكم واحزاب، نعم هي حالات متشكلة ضمن اجسام قوىتنمو او تنشطر او تضعف وقد تذوي او يقام علىاساسها جسم سياسي جديد، واذا ضغطنا عنصرالزمن لمراجعة القوى السياسية التي تحكمت منفردةاو متهادنة او متحالفة او مؤتلفة او متصارعة معغيرها، فسنجد عشرات الامثلة على هذا القسم منالمنظومة السياسية، واذا تتبعنا نزولا خط نشوءحركات صارت مؤثرة او واضحة الحضور فيالصراع السياسي، فسنجد ان ان لها مقدمات لمتحض بالاهتمام، و سنجد ان لها خطابا و اعلانااعلاميا مبكرا لربما لم يكن ليثير كثيرا من اهتمامالمشتغلين في السياسة الكبرى و ربما حتى لم تنلاهتمام كثير من الجمهور.
حسابات نفعية
في الحسابات النفعية الضيقة او تلك الطموحةالمتعطشة للسلطة يتضخم الجزء ليكون هو الاكبربشكل ان لم نرد تسميته انه جسم مشوه، فأنه يصبحمتبوعا من سياسته هو لا العكس او ليس بتكامليةاداء، وهذه الظاهرة حاضرة بأسراف الان وهيتعتمد تكنولوجيا التواصل عبر برامج متاحة علىالاجهزة اللوحية الذكية، و لا ينكر ان قسما منهاراصد ذكي لممارسات تخرق قواعد النظامالاجتماعي و القانوني، لكنها من جانب اخر و زاويةمصلحة اخرى لا تقوم بنفس العمل اذا كان الفاعلقريب فكر منها.
نحن امام معادلة معقدة قائمة لكنها ليست عسيرةعلى الفهم لمن يريد ان يفهم و ان يعمل وفق الفهمالمتحرر من قيود ادلجة مستمرة للفكر الشموليالحزبي و السياسي الناقع في اعماق المجتمع، والمعادلة هذه لها من العناصر: الانسان مؤثرا مرسلاو متأثرا مستقبِلا، المصلحة، الدافع، الوسيلة، الفكرةموجودة او مصطنعة، و التسويق.
في اعلامنا ايام الثورة مثلنا مثل غيرنا من الثوار، لمتكن الفكرة مصطنعة، و لم نكن نسوقها بما هومخالف للواقع، ولم يتشوه حجم اعلامنا كبرا ليكونالجهاز السياسي تابعا له، ودافعنا كان حمايةشعبنا من بقاء و استمرار سياسة التفرد بالقرار،ومصلحتنا هي ايجاد بديل لاعادة الامور الىسياقها الصحيح.
نفس عناصر المعادلة توفرت بعد سنة 1991، و2003.
نتفق او نختلف على عناصر المعادلة امر ممكن،لكننا نعتقد بيقين و بعيدا عن طموحات الكسبالسريع، ان اي تدليس في عناصر المعادلة سيجلبخسارة صعبة التعويض، ولذا فتعاملنا معروفبعلميته و حِرفيته في هذا المجال، ولسنا نبالي كثيرابمصطنعي الضخ الاعلامي لغايات مكشوفة لنامهما جرت محاولة حشوها و تغطيتها بمواد و لغةتسطيح العقول، ذلك اننا نكيف و نفسر كل رسائلالسياسة وفق عين العناصر في معادلة التداخل والتكامل بين السياسة و الاعلام.
بقي من القول ان السياسة امر حيوي مذ عرفالانسان التملك، ومنذ ذلك الحين طور الانسانوسيلته للوصول للهدف او الحفاظ عليه او تعليل تركهللشيء. وفي الجملة السابقة تفصيل له مجال كتابةمستقبلا.
* مسؤول الهيئة العاملة للمكتب السياسي للحزبالديمقراطي الكردستاني