بمناسبة الذكرى 126 على صدور أول صحيفة كوردية، الصحافة الكوردية.. إطلالة تأريخية وثقافية

التآخي – ناهي العامري

برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور احمد فكاك البدراني، وبإشراف مدير عام دار الثقافة والنشر الكوردية، الاستاذ ئاوات حسن أمين، أقامت الدار ندوة ثقافية بعنوان: الصحافة الكوردية.. إطلالة تاريخية وثقافية، بمناسبة الذكرى 126 على صدور أول صحيفة كوردية، حاضر فيها كل من الدكتورة ثناء الفيلي، والدكتورة سوزان المندلاوي.

بدأت الدكتورة سوزان المندلاوي محاضرتها باستذكار نشأت الصحافة الكوردية على يد العائلة البدرخانية قائلة: ولدت الصحافة الكوردية على يد المرحوم مقداد مدحت بدرخان الذي اصدر يوم 22 نيسان 1898 أول جريدة كوردية باسم (كوردستان)، وقد اخذ هذا اليوم بعدا رسميا وشعبيا بعد تأسيس نقابة صحفي كوردستان في عام 1998 عندما اصدر المجلس الوطني الكوردستاني( برلمان اقليم كوردستان) قانون نقابة صحفيي كوردستان بمناسبة العيد المئوي لصدور هذه الصحيفة ( كوردستان) وكانت بادرة ايجابية كبيرة حيث تزامن صدور القانون مع احتفالات الصحفيين بالعيد المئوي لاول صحيفة كوردية، وبدأ الاحتفال من ذلك اليوم ، حيث تقام المهرجانات والاحتفالات الثقافية المتنوعة وعلى مختلف الاصعدة والمستويات.

واضافت المندلاوي قائلة: ان صدور جريدة كوردستان في القاهرة، بعيدا عن ارض كوردستان ، يعتبر تأكيدا للمعاناة والظلم الذي عاشه الشعب الكوردي، والذي منع من ممارسة ابسط حقوقه المشروعة على ارضه وبلسانه الذي يميزه عن بقية أقوام العالم، لكن مع ذلك فان صدورها في القاهرة، لم يعفِ صاحبها من المضايقات والملاحقات التي اجبرته على اصدار ستة اعداد فقط، ثم انتقل الى أوربا (جنيف) حيث صدرت الاعداد 7 الى 19، لكنها عادت ثانية الى القاهرة، فصدرت الاعداد 20 الى 23 ثم لتنتقل الى لندن، فصدر العدد 24 فيها، قبل ان ترحل من جديد الى مكان آخر هو (مدينة فولكستون)، آلتي صدر فيها الاعداد25 الى 29 وكانت آخر رحلة لهذه الصحيفة الرائدة مدينة جنيف التي صدر فيها العدد 31 وهو العدد الاخير الذي صدر في 14 نيسان 1904، حيث توقفت الجريدة عن الصدور بعد هذه الرحلة الطويلة والشاقة في بقاع ألعالم المختلفة والبعيدة عن ارض الوطن كوردستان ، وآلتي تؤكد مقدار الجهد والدور الكبير الذي لعبته الاسرة البدرخانية في خدمة الثقافة الكوردية وتنمية الوعي والشعور القومي لدى الكورد.

تلتها الدكتورة ثناء الفيلي التي قدمت في محاضرتها، محورا حول البعد الثقافي للصحافة الكوردية، قائلة: الوظيفة الثقافية بوصفها إحدى وظائف الاتصال بوجه عام، والصحافة بوجه خاص، فهي أداة ناقلة لجوانب الفكر والوعي والابداع لاشباع الحاجات المعرفية والفكرية للقارئ، لذلك فهي مصدر للمعرفة الثقافية، نظرا لاسهامها في الحراك الثقافي المجتمعي عبر التعريف بالمنجز الثقافي الإبداعي باشكاله المختلفة، وتفاعلها في رصد الفعل الثقافي في رؤية متجددة وعصرية، فضلًا عن نشر الثقافة المختلفة، وإشاعتها لاحداث عمليات التغيير الثقافي في المجتمع،وكل ذلك يصب في اتجاه الارتقاء بمحتوى الصحافة وتطويرها.
واضافت الفيلي: نحتاج الاعلام لنشر الثقافة بانواعها المختلفة، وفي ذات الوقت نحتاج الى جمهور مثقف، يتعامل ويتابع ويستفيد من وسائل الاعلام، ولو القينا نظرة سريعة في الواقع الثقافي في كوردستان، سنجد بأنه يشهد تطورا هائلا في الأبداع يكاد يتجاوز الواقع الثقافي للمجتمع الكوردي، من حيث نضج التجارب الإبداعية، من قصة ورواية وشعر وفن تشكيلي وموسيقى وتجليات نقدية.

قد يعجبك ايضا