التآخي – ناهي العامري
اقام بيت الحكمة / قسم الدراسات الاجتماعية بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة الارهاب الفكري، ندوة بعنوان (دور المرأة في بناء السلام وتعزيز التعايش السلمي)، تولى رئاسة الجلسة: ا د خليل ابراهيم رسول / مشرف قسم الدراسات الاجتماعية ، أما مقرر الجلسة: م رئيس ابحاث – سعد حميد/ قسم الدراسات الاجتماعية.
المشاركات في الندوة، كل من الدكتورة عذراء اسماعيل/ مدير مركز دراسات المراة في جامعة بغداد، في بحثها الموسوم (دور المراة في اجندة الامن والسلام، والدكتورة هديل ثامر محسن الخزاعي/ مديرة مركز الداعي للبحوث والدراسات ( المراة مرآة السلام والتعايش المستدام)، الدكتورة ابتهال سعد يوسف القيسي/ مدير مديرية الحوار الفكري لشؤون المراة ، الباحثة شذى ناجي / رئيسة منظمة نساء من اجل السلام.
الدكتورة عبير مهدي الجلبي / مستشارة في منظمة اليونسيف ، قدمت بحثها الموسوم (دور المراة في بناء السلام والتعايش السلمي)، استهلت محاضرتها بمفهوم التعايش السلمي وقالت: هو فن ادارة المجتمعات وفرصة لاقامة السلم الاجتماعي بين الجماعات في مجتمعات التنوع الديني والطائفي والقومي، ومنع نشوء الصراعات، مضيفة : ان مفهوم السلم لا يقتصر على عدم الحرب بل اصبح هنالك السلم الخارجي والسلم الداخلي، وهو التعايش السلمي بين افراد المجتمع الواحد، بمختلف اديانهم وطوائفهم ومعتقداتهم ، وهذا لا يتحقق الا بالفكر المتحرر والمستوى المعرفي الرافض للتمييز المذهبي والعرقي، وهذا يبدأ مع الفرد منذ نشأته الأولى، وما يتلقاه من والديه، وخصوصا الأم التي تلعب دورا رئيسياً في عملية التنشئة والتربية وغرس القيم والعادات السليمة لدى ابنائها.
وعن دور المراة في السلام والامن اشارت الجلبي: المرأة تتعرض لشتى انواع العنف والاضطهاد اثناء الحروب والصراعات ، مما يترتب عليها ان تعيش في خوف من تعرضها للاغتصاب او الاعتداء على شرفها، لذا جاءت اتفاقية جنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ المادة ٢٧ لحماية المرأة ضد اي اعتداء ، والزمت الاتفاقية بعدم تنفيذ حكم الاعدام على المرأة الحامل او امهات صغار الاطفال، وتتحمل كافة الاطراف والدول التي انضمت لهذه الاتفاقية مسؤولية الإلتزام بتطبيق هذه القواعد وملاحقة مرتكبيها ومعاقبتهم، واستكمالا للحماية الخاصة بالمرأة اثناء النزاع المسلح ، اصدر مجلس الامن القرار رقم (١٣٢٥) المتعلق بالمرأة والسلام والأمن ، ويحث هذا القرار على ضرورة مشاركة المرأة في صنع القرار في عمليات السلام والأمن ، خصوصًا في المناطق المتضررة ، والاستماع الى اصواتهن في عملية تسوية وإنهاء النزاع ، لان المرأة هي اكثر من يعاني من ظروف الحرب، كون نسبة المهجرين من النساء والأطفال تشكل ٨٠٪ من اجمالي اعداد المهاجرين والنازحين ، كما وان الحروب تزيد من افقار النساء ، بسبب فقدهن لازواجهن او المعيل لهن، وبالرغم من أهمية القرار ٢٣٢٥ وقدرته على ارساء السلام في معظم البلدان الا ان من اصل ١٩٢ دولة لم تنفذ هذا القرار حتى الآن سوى ٢١ دولة ، وهذه دلالة على أن معظم الدول ترفض مشاركة المرأة في صنع القرار.
وفي خاتمة بحثها اكدت الجلبي على ضرورة مشاركة المرأة في كل مراحل العمليات السلمية، وتحفيزها على المشاركة في حملات التوعية من اجل السلام، وابراز دورها الفاعل في بناء السلام على جميع الاصعدة ، وضرورة تمكين المرأة من خلال زجها في دورات وورش عمل ذات صلة بحياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.