خطوات الإصلاح..في التربية و التعليم

د ابراهيم احمد سمو

تكلمت في اليوميات السابقة عن واقع التعليم في وزارتي التربية والتعليم عن التجارب المستخدمة والمطلقة على واقع التعليم الكوردستاني وكان المفروض أن نبدأ من التربية كما حدث في فتح مدارس عالمية (امريكية وانكليزية وفرنسية ودولية اخرى)فضلا عن معاهد وجامعات أهلية في إقليم كوردستان ساعدت على نهضة التعليم في هذه المدارس بعيدا عن واقع المدارس الحكومية التي بدأت مستواها التعليمي ينخفض رغم الإمكانات الهائلة في البداية وللأسف وقوع هذين الوزارتين ضمن التقسيم الحزبي والذي في نظري كان خطأً وحيث كان من المفروض ان يكون وزير التربية بصورة خاصة شخصية تربوية مستقلة لا سياسية وشرط العمل ان لا تتدخل الأحزاب في امرها كان من الممكن ان تنجح و تأخذنا الى مصافي الدول المتقدمة وانا من نفسي أقول الان أيضاً تستطيع حكومتنا في مراجعة هذا الأمر رغم فوات الكثير وهكذا العمل في التعليم العالي حيث وضعها ليس بأفضل من التربية هذا هو حديثي بصورة عامة منذ تشكيل حكومة كوردستان 1992هذا لايعني أن بعض من المدارس الحكومية لم تكون موفقة وهذا لم نراه إلا في مدارس محدودة ،ولذلك ارتأينا في لجنة التربية والتعليم الاستفادة من المدارس من المدارس الخاصة وتطبيق أنظمتها على بعض المدارس الحكومية ؛فكانت النتيجة ممتازة قياسا إلى واقع المدارس الأخرى بهذه التجربة الفعلية أردنا أن نطبقها على واقع التعليم العالي التعادل عن التجارب التعليمية الأخرى التي لا تتوافق مع بيئتنا ومجتمعنا ضمن الإمكانيات المتوفرة ؛فطبيعة الواقع الذي نعيشه لايمتلك المقومات اللازمة للواقع الأمريكي أو الإنكليزي أو السويدي أو الايطالي ،والمشكل الأكبر يتم تطبيقه لمدة أربع سنوات وعلى مزاج الشخصية المكلفة فهناك من ينجح بعض الشئ في مهمته وهناك من يأتي يضرب الأخماس في الاسداس في قتل كل جميل من قبله وهذا ماكان يحزننا جدا بل مشكلة كبيرة جدا وكثير من المرات كنا نضطر لمراجعة احزابهم قبل مراجعاتهم نعم التجارب و من هنا وهناك ومن ثم نأتي بتجربة أخرى ومن الطرافة في الأمر تذكرت الفلم العربي الكوميدي للفنان العالمي عادل إمام في فيلم (التجربة الدنماركية عندما ارادو أن يطبقوا تلك التجربة ضحكت كثيرا) القصد عند البدء في تطبيق تجربة علينا أن ندرس السلبيات قبل الايجابيات وما هي العوامل التي تساعد في تطويرها وتطبيقها والأساليب المستخدمة فضلا عن الدور الريادي للمعلم والمدرس والاستاذ الجامعي وهل تم إدخالهم في دورات تدريبية تطويرية ذات الطموح تساعدهم في تنفيذ هذه التجربة الجواب دورات تجريبية نعم دورات ذات الاستفادة قليلة جدا في ظل كل التشكيلات الحكومية لذلك نحن في لجنة التربية والتعليم ناقشنا الأمر مع الوزراء المعنيين في التربية والتعليم والحق يقال كان وزير التربية من جهة و التعليم من جهة أخرى في دورتنا ورؤساء الجامعات والمعاهد في تعاون وتواصل معنا الا ان الأمور والأسباب لم تكمن عندنا وعندهم بل بواقع البرلمان المعطل لكن في أكثرها كان تعاونا يرضي الغالبية من أعضاء اللجنة وكل من يعنيه الأمر وخرجنا بنتيجة علينا أن نطبق مع ما يتوافق مع واقعنا التعليمي بعيدا عن المزايدات والمهاترات لان الواقع التعليمي لايتحمل الانزلاق في الهاوية والبحث عن وسائل علمية وذوي الخبرة من الكوادر التعليمية التربوية في الاقليم للاستفادة من خبراتهم فى تطوير المناهج الدراسية والوسائل التعليمية،فالمشكلات كثيرة جدا ولايمكن حلها في وقت قريب جدا وانما نبدأ بإعداد خارطة طريق طويلة الأمد تلزم الوزارتين بتنفيذها على مدار السنوات اللاحقة وهذا ما حدث بالفعل إذ أننا نجد اليوم جامعات في الاقليم بدأت بتنفيذ التجربة البولندية ولايمكن أن نحكم على تجربة علمية لمدة عام أو عامين أو ثلاث وانما يجب تنفيذ التجربة لمرحلة متقدمة وخلالها نعد تقارير كاملة لمراحل تنفيذ التجربة وتقييمها للسنوات الأربع،وان كنت أرى ضمن خبرتي في مجال التعليم العالي والبحث العلمي أن تجاربنا افضل بكثير من أن نطبق تجارب الآخرين. دمتم

قد يعجبك ايضا