ما يراه البعض ضُعْفاً هو قوَّةً

د. ابراهيم احمد سمو

سألني صديقٌ مُقَرَّبٌ: ماذا تقصد و انت تكتبُ…؟ نظرتُ اليه، ثم ابتسمتُ، و تركتُهُ دون جواب …و ما إنْ جاء الليل و اذا اقرب الناس ايضا يسألُ قائلاً: ماذا تقصد من المقال و الكتابة المستمرة و بهذا الشكل الكبير…؟؟؟؟ ايضا نظرت اليه و ابتسمتُ و قلت: ستجدُ الجوابَ في مقالٍ غداً و أتمنى ان لا تأتي من جديدٍ، و تسألني عما اقصده واريده وأرمي إليه من أهداف ومعانٍ من الكتابة مرة اخرى…و ها أنا كتبت وما زلت أكتب و الكتابة رفقة و صرنا توأم لا انا و لا القلم صرنا نتحمل الابتعاد و الملل بل صار القلمُ هو المدلل عندي، وهو يتحمل كل هذا الفكر في تساؤلاتٍ و برقياتٍ ورسائلَ من كل صوبٍ، و كلِّ الجهات… مقالاتي كلوحةٍ فنان تشكيلي وفلسفة الفن التشكيلي تعجبني جدا ان يرسم الفنانُ اللوحةَ، و يلصقُها ويعلقها على الجدار …وهنا المشاهدُ هو الذي يختار ما يفهمه، و ما يقصده دون ان يقومَ الفنانُ نفسه بالشرح و التفصيل، او يتعبَ نفسَهُ الا نادرا… مقالاتُنا لوحاتٌ تشكيليةٌ، بل معرض مستمر و تقريبا كل ليلة و لوحة و من اللوحة اكثر من رسالةٍ بعضُها للدولة وغالبها من المجتمع الى المجتمع…و كثيرا ما اسألُ نفسي: ماذا لوكنتُ مجردا من النسبِ و المجتمع دون ان تكونَ لي دار ،ٌو دورةٌ من الاهل و الالتزامات الاجتماعية المرهقة جدا و المؤثرة جدا في ميل قلمي في أنْ لا يتحدثَ كثيرا، و ينأى بنفسه من الاقتراب عن خرق جدار الدار من الاهل و الاقرباء ،و تارة يكون المجتمعُ صعبَ الخرق ،بل في اكثر من مرةٍ يتركُكَ فيما لا رغبةَ لكَ فيها، و تفعلُ ما لا تريدُهُ و تتركُ ما تريده حفاظاً على البيئة الاجتماعية، و عدمَ هدمِ العلاقة الاجتماعية من كل الاطراف و بذلك نصبحُ نحن و القلم في محل شاذٍ و لعنة المجتمع صعبة جدا الا من استطاع انْ يقبلَ كلَّ شيءٍ شرط مرور الفكر حتى و لو كان على حساب الاهل و الاحباب والمحبين …و هذا على الاقلِ صعبٌ عندنا، و يعزلنا بالموجود في داخلنا من حُزنٍ وهَمٍّ صعب ان ينزاحَ من الصدر و من عندها الجميع في مشهد فيه نحن نكذب على انفسنا و نظهر بالملاك النازل من السماء دون انْ نبرهنَ الافعالَ في اقوالٍ تارة اخرى …صعبٌ لقلمٍ و انسانٍ مثلنا في مجتمعٍ عين غالبيتهم على الرصد السلبي ونفخه اكثر من عينهم على الايجابي من افعال الناس وأقوالهم ( حتى لو كانت حسناتهم وإيجابياتهم اكثر واكثر ) و حبذا لو تجرد الانسان الذي يولد و للاسف دون رغبةٍ منْهُ، و دون انْ يختارَ هو الاسمَ و الابَ و الام و العنوان، والمنطقة والموطن البلد، و يكبر الانسانُ في ظل المرفوض عنده و المساير للاسفِ في دفتر الحياة، و العنوانُ الصعب انسانٌ بالاسم و العنوان و يكبرُ دون رغبةٍ، و دون اي استشارةٍ و الان يفتخر بنفسه… و عندي هذا ليس محل فخرٍ بل ؛ لأن الفخر إنما يكون بأشياء يختاره الإنسان يكون مخيراً فيها لا مقدرة عليه من السماء وهنا استغفرالله لان كل شئ مقدر ولا مفروضة عليه ؛ و هذا لم يحصل و لم يحدثْ و لا دخل لنا في فلسفة وجودنا و ولادتنا و لا لنا دخلَ في امر اللهِ، ولكن كل الذي يهمنا من هذا المقال هو اننا نحملُ الخصالَ الحميدةَ و نحن جزءٌ من الطاقة الايجابية في انْ يعدلَ الجميعُ نحو مسايرة الواقع دون ان يؤذي الاخر و هذا ايضا لا يعني نستطيع ان نغير معادلة الحياة نحو الايجابي و حيث الدنيا بالاختلاف، و الخلاف محل حركة و بركة و الجميل في هذه الدنيا هو ان الخير في فوز وربح في الدنيا والآخرة ( حتى وان كان الفوز في الاخرة لانها دار بقاء في حين الدنيا دار بلاء وهلاك ومغادرة ولهو ولعب )و الشر في خسارة و هذا ما نصبو اليه في مقالاتنا صحيح مقالاتنا غير واضحةٍ بالشكل المطلوبِ؛ لان امر الذكر من الناس و المباشر من ورائه يترك اكثرُ من سؤالٍ؛ و لكوننا اخترْنا ما يعجبنا على شكل لوحةٍ تشكيلية قررنا البقاءَ على الاقل الان على هذا المنوال من الكتابة لا لغرض فقط طريقة ربما من يدخلها في باب الرمزية من الادب، و بعضُها في عبث ، و بعضُها كلاسيكيٌّ حد العظمِ لكن مقالاتنا تقعُ في خانةِ الادبِ الواقعيِّ، رغم رمزية اكثرها و الانسان فيه حرٌّ في انْ يحكمَ،و حرٌّ في انْ يقرأَو يتركَ من بعدها قراءةَ مقالاتِنا مثله مثلنا في كثير من الاحيان نحن نقفزُ على بعض اللوحاتِ التشكيليةِ؛ لانها تحتاج الى تدبُّر وفهمٍ عميقين وكبير تارة نحن نخشى الشرحَ خوفاً من ان يضحكَ صاحبُ اللوحةِ من ثقافتنا المحدودة في فهمِ لوحاته المرسومة … و لهذا نحن نحاولُ انْ نجمعَ كلماتٍ في جمل و عباراتٍ بعضُها متقطعٌ عن قصد و لي فيها غرضٌ، و بعضُها مركبٌ ايضا عن قصد… و من اجلِ قراءةِ المقالِ اكثر من مرةٍ، و هذا ليس مبرراً، و لكن حقيقةَ في رسائلَ شبهِ غامضةٍ للاقربِ و الابعدِ من القراء لعل الاقربَ فيها يبتعدُ اكثر، و الابعدُ يقتربُ اكثر… و لنا في هذه الجملةِ ايضا غرضٌ من اجلِ انْ تفهمَني اكثر عليك بالانضمام الى محور الخير، و

(خيرُ الناسِ مَنْ نفعَ الناسَ) اتخذنا عنوان الحياة… و هذا ايضا صعبٌ…؛لأن هناك من كان معي قرابةَ اكثر من ثلاثين سنةً كنتُ اعتقدُهُ يفهمني وقدمْنا المطلوب من العلاقة و الحب و بمجرد ملاحظة في وجه ابتعد هذا عندي يحتاجُ الى مراجعة و تركه في الحال اي بشر انْ ينقدكَ أَعواماً وسنواتٍ، وأنْ تُعطيَ له ملاحظةً لا في نقدٍ هدَّامٍ مريضٍ القصدُ منه الانتقاصُ والتشهيرُ والأذيةُ والتدميرُ لا البناء والارتقاء .. يبتعدُ و عند السلام جبينه على الارض، و جبيننا في السماء؛ لاننا على حقٍّ …و هذا نموذجٌ في ان لا نقصدَ احداً بالاسم و العنوان و لو حتى القادمة ربما سهامُ قلمي كلُّها على الوجهِ الجديد من المادة الخامة لافكاري و من خلال…: لا عيبَ في انْ نظهرَ نقاطَ ضعفِنا من الحب و الاحترام، و نحاول انْ نجدَ علاجاً في قلمٍ لا حُبَّاً في العودةِ من جديدٍ بل حبا باننا نجحنا بتوفيق اللهِ، وخدمْنا الناسَ، وسهَّلْنا امورَهُمْ وساعدناهم في حل مشكلاتِهم ومعضلاتِهم وحلها في أماكنَ ومجالاتٍ ومع ناس متعددين ومختلفين …و نحن في الحياة يجبُ ان نعرفَ كيف ننظرُ نحن ؟و كيفَ ينظرُ الآخرون…؟ و لنا فيها مقاصدُ بإذنِ الله… …

قد يعجبك ايضا