الباحث / احمد الحمد المندلاوي
# الملا حميد الكردي المندلاوي- اللرستاني ،هكذا اسمه و شهرته يظهر من تواجده في بغداد – محلة باب الشيخ حيث سكنى الكورد الفيليين،نزح من مدينته الأصلية مندلي في أواخر القرن التاسع عشر و بذا يقدر عمره من مواليد “1885م”،وكان من خريجي كتاتيب المدارس الأهلية،حيث كانت مدينة مندلي تضج بالتكايا و الكتاتيب للتعليم بمختلف ألوانه ، لذا أصبح من ذوي الاختصاص في تعليم القرآن الكريم، بل ذاع صيته بين الأسر البغدادية في هذا المنحى ،و تسارعوا في تسجيل أبنائهم في مكتبه للتعليم ،لذا تتلمذ على يده الكثيرون ،بل نبغ عدد منهم في مجالات مختلفة ،هنا نذكر ثلاثة من مشاهير تلامذته بايجاز مقتضب ،و هم :
1- الخطاط الكبير هاشم محمد البغدادي:
هو الخطاط الكبير هاشم محمد البغدادي،و المعروف على المستوى العربي و الإسلامي بإتقانه التام للخط العربي و برونقه الجميل؛الذي خطَّ به حروف المصحف الشريف،ولد هاشم في ثنايا بيت متدين في بغداد عام 1921م – 1339هـ،حيث تعلم القرآن الكريم وحفظه على يد الرجل الصالح الملا حميد الكردي المندلاوي،وفي عمر السادسة دخل المدرسة،و أخذ الخط عن الاستاذ علي صابر الخطاط ،و الملا عارف الشيخلي الذي أجازه في الخط عام 1943م ،و أجازه كذلك الخطاط التركي المشهور موسى عزمي والمعروف بإسم حامد الآمدي ،و قد أجازه في عام “1950م/1370هـ”،توفي عام 1973م ،و عند وفاته قال الآمدي مقولته المشهورة : “ولد الخط و توفي العراق”
*
2- الأديب الخطاط وليد الأعظمي:
هو الأديب والخطاط الكبير وليد بن عبد الكريم بن مهدي العبيدي الأعظمي ،وهو أديب،وشاعر ،و خطاط ،و مؤرخ من أهالي مدينة الأعظمية- بغداد،من مواليد 1939م في أسرة ملتزمة متدينة تعلم القرآن الكريم وحفظه على يد الرجل الصالح الملا حميد الكردي المندلاوي”الشيخ”،وحضر دروسا على يد مفتي بغداد قاسم القيسي ، واهتم بالخط العربي ورافق الخطاط النابغة هاشم محمد البغدادي مدة عشرين عاماً ،توفي عام2004م ،تاركاً وراءه عدة مؤلفات قيمة.
3- الشاعر محمد دارا سلمان المندلاوي :
هو الأديب محمد دارا سلمان المندلاوي شاعر مبدع بعدة لغات، وسياسي مخضرم،من مواليد باب الشيخ – بغداد عام 1920م، ووالده مـن أبناء مندلي المعروفين،نزح من مندلي الى بغداد للعمل أوائل القرن العشرين، وكان رجلاً محبوباً بين الناس وصاحب كراج في بغداد – شارع الكفاح “الملك غازي سابقاً”.
لقد كنت أبحثُ عـن سيرته الذاتية ،فلم أعثر عليها ،رغم إلتقائي به مرات عديدة في مؤسسة شفق الثقافية،ولكن الشيء الذي أفرحني مـا قام به الإعلامي المبدع الاستاذ صبحي المندلاوي،وهو إجراء لقاء صحفي معه (محمد دارا) إذ إختصر لي المسافات، توفي بتاريخ 13شباط /فبراير2009م.
هكذا نجد المندلاوي الأصيل يحمل علمه على كتفه فيحط رحاله حيث يحتاجه الناس .