ارهاصات بيئية .. اكتشافات جديدة لتوليد الكهرباء .. اين نحن منها؟

صادق الازرقي

تتطور التكنولوجيا باستمرار في مجال الطاقة النظيفة، وتظهر تقنيات جديدة مثل الطاقة البحرية (المد والجزر، الأمواج) وتقنيات تخزين الطاقة باستعمال البطاريات الكبيرة وغيرها؛ وتعد هذه الوسائل جزءا مهما من جهود تحسين الاستدامة البيئية والتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.

ومؤخرا اثبتت الابحاث التي اجرتها مراكز علمية مرموقة انه بالإمكان استعمال حرارة الرمال لتوليد الكهرباء وبكلفة تكاد تكون رمزية ولمدد طويلة، وهي بذلك تكون أفضل من الوسائل الاخرى لإنتاج الطاقة.

ومن المعلوم انه تتواجد عديد الوسائل النظيفة لإنتاج الكهرباء التي تعتمد على مصادر طاقة متجددة وصديقة للبيئة، منها الطاقة الشمسية التي تعتمد على تحويل ضوء الشمس إلى طاقة كهربائية باستعمال الخلايا الشمسية التي يمكن تثبيتها على الأسطح بخاصة في المناطق المشمسة.

كما تتواجد طاقة الرياح، التي تحول طاقة حركة الرياح إلى طاقة كهربائية باستعمال مولدات الرياح، ويجري تثبيت هذه المولدات في المناطق الريفية وفي أطراف المدن في المناطق ذات الرياح القوية، كما تتواجد طاقة المياه و تعتمد على تحويل طاقة تدفق الماء في الأنهار أو السدود إلى طاقة كهربائية باستعمال محطات توليد الكهرباء المائية.

وفضلا عن ذلك تستغل حرارة الأرض الداخلية لتوليد بخار يستعمل لتشغيل محركات الطاقة الحرارية لتوليد الكهرباء.

كما ان الطاقة النووية، وبرغم أنها ليست مصدرا متجددا، إلا أنها تعد نظيفة من ناحية انبعاثات الغازات الدفيئة، اذ تعتمد على تحويل الطاقة النووية من التفاعلات الذرية إلى طاقة كهربائية.

ومن دون شك فان العراق يزخر بالطاقات المطلوبة التي تسهل من عملية ادخار الطاقة وانتاج الكهرباء، ويمتلك جميع شروطها ومن ذلك توفر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والقدرة المائية؛ وكذلك الحرارة الارضية التي اضيفت لها مؤخرا بفعل التجارب العالمية حرارة الرمال التي تزخر بها كثير من مناطق العراق.

يعاني العراق منذ عقود من مشكلة توفير الكهرباء، وما ان يحدث بعض الانفراج في اوقات معينة من السنة حتى تعود الأزمة، وما يشكله ذلك من مخاطر كبيرة على السكان، ومن ذلك استنشاقهم هواء ملوثا بفعل دخان مولدات الشارع والمولدات المنزلية، فضلا عن التكاليف المالية الناتجة عن الاشتراك فيها والعمل بها من دون ان توفر خدمة متكاملة.

ان الازمة المتولدة وحرمان السكان من الطاقة الكهربائية في العراق، يتوجب ان تكون في صلب اهتمامات الحكومة اذ ان الكهرباء هي المحرك الفعلي للاقتصاد بتشغيلها المعامل والمصانع في القطاع العام والخاص، وتجنب الاعتماد الوحيد على المنتجات الريعية المتمثلة بالنفط والغاز.

ان الالتجاء الى التعاقد مع الشركات الاجنبية الرصينة يشكل حلا رئيسا في هذا المضمار، فالشركات المعروفة في العالم تلتزم بعقود مالية مشخصة ومحسوبة؛ كما ان علينا ان نعمل على الاصلاح الاداري الذي يمكننا من التخلص من تبعات الفساد، ومن ذلك ابعاد الحلقات الوسيطة في عمل الشركات وربطها بمكتب رئيس الوزراء مباشرة؛ ووضع قوانين صارمة لمنع التدخل في عمل الشركات والحلقات التنفيذية المسؤولة عن ادامة تلك المشاريع في المؤسسات العراقية المعنية.

كما ان ربط مشاريع الكهرباء بآخر ما توصلت اليه الابحاث والمنجزات العلمية العالمية، يمثل العامل الحاسم في دورة توفير وتطوير الكهرباء وينقذ السكان من محنتهم.   

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا