سيادة القانون تفرض بتطبيقه بعدالة..لا بالازدواجية!

احسان باشي العتابي

أبغض الطائفية والطائفيين أشد البغض،كما ابغض التعامل مع الآخرين، وفق المسميات الدينية، والطائفية ،وحتى القومية، حتى لو كان بالإشارة؛ لكن للأسف الشديد ،يضطر البعض ،وربما الكثير وانا منهم ،لتوضيح قضية معينة،فنتاول تلك العناوين ، والمسميات الكريمة بجوهرها وظاهرها. لأنه بالنتيجة ،نحن جميعاً أخوة ،وأهل بصدق ،وليس محاباة ،أو تملقاً، أو خضوعاً ،على الاقل على المستوى الشخصي لي ،وهو شعور حقيقي، أحمله تجاه كل عراقي ،ينتمي للعراق فقط، دون اي مسمى آخر مهما كان.

وهنا بودي ان اطرح تساؤلا منطقياً، بخصوص الاستهدافات المتكررة ،لمنتسبي الأجهزة الأمنية على وجه الخصوص، ممن يطبقون القانون تجاه الجميع ،والتي تفضي في أحيان كثيرة للأسف الشديد ،للتجاوز عليهم لفظياً ،وحتى جسدياً، مما يؤدي احياناً لمقتلهم، على يد اشخاص او جهات ،اقل ما يقال عنهم، انهم يؤسسون للفوضى، التي تدفع باتجاه خدمة مصالحهم ،ومصالح اسيادهم، وفق اجندات واضحة للقاصي والداني؛ والتي باتت امراً مسلماً به ،في العراق الديمقراطي التعددي!!! بمعية امريكا”الكافرة عدوة الشعوب”، كما يحلوا تسميتها ،من قبل الكثيرين، ممن جاءت بهم ،خلف غبار دباباتها ،لحكم العراق في عام 2003.

لإنه منطقيا، الانسان الذي يسعى للعيش بسلام وطمأنينة، فانه يدرك ببداهة العقل ،ان السلام والطمأنينة لا يتحققان، إلا بفرض هيبة القانون ؛والأداة الرئيسية فيه لفرضه،هم عناصره المكلفين بتطبيقه على ارض الواقع ،تجاه الجميع دون تمييز ، والعكس من ذلك هو الصحيح بطبيعة الحال.

وعوداً على ما اشرت له انفاً ،سأطرح تساؤلات منطقية جداً ، واتمنى الإجابة عليها، دون لف او دوران ،فضلاً عن السب ، والطعن، وتلفيق التهم لي ،التي باتت مستهلكة حقيقةً وواقعاً بالنسبة لي ،ولمن يشاطرني حكم العقل ومنطقه، في تحليل مجريات الأمور ،التي تسود البلاد ولأكثر من عقدين من الزمن،كما نوهت لذلك سلفاً.

لو فرضنا ان المقاتلين المنسوبين للشرطة الإتحادية، الذين تم استهدافهم، من قبل مجموعة مسلحة، تتبع لجهة معلومة للجميع ،في قلب العاصمة بغداد ، وامام مرأى ومسمع من الجميع ،فأردت احدهم قتيلا، واصابة آخرين بجروح خطيرة، بسبب قيامهم بواجبهم المناط بهم، فضلاً عن ترويع المدنيين في تلك المنطقة التي شهدت الحادثة ،كان قد صدر من جهة آخرى،تختلف توجهاتها عن توجهات تلك الجهة، المتهمة بارتكاب تلك الجريمة الشنيعة، سواء كانت في العاصمة بغداد ،او بغيرها من بعض محافظات العراق، فهل ستكون ردت فعل الموسسة الأمنية،التي ينتمي لها أولئك الضحايا، وكذلك ردت فعل القائد العام للقوات المسلحة، تجاه تلك الجهة، والجناة الذين يتبعون لها هي الصمت الذي لحظناه بخصوص هذه الحادثة،ام ستقوم الدنيا ولا تقعد عليها وعلى الجناة؟؟!!

ختاماً استشهد بالمثل الشعبي العراقي القائل”السفينة من تكثر ملاليحها تغرگ”وهذا ما يحدث في العراق!!! والطامة الأكبر بوضع العراق ان جميع المدعين انهم “ملاليح ” لا يفقهون شيء بالمرة عن مهنة الملاحة وهذا ما زاد الطين بلة معنا!!! وكل لبيب بالإشارة يفهم.

قد يعجبك ايضا