ارهاصات بيئية .. الطاقة النووية للاستعمالات السلمية

صادق الازرقي

تتمثل أهمية استغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية في عدة جوانب، اذ تعد الطاقة النووية إحدى مصادر الطاقة النظيفة والمنخفضة الانبعاثات، ولا تُسبب الانبعاثات الكربونية وبالنتيجة تُعد خيارا مستداما لتوليد الطاقة الكهربائية.

كما يعد استعمال الطاقة النووية جزءا من سياسة التنوع في مصادر الطاقة، اذ يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط، مما يحد من التلوث البيئي ويحقق الاستدامة البيئية.

وتتميز الطاقة النووية بكفاءتها العالية في توليد الطاقة، فيمكن لمفاعل واحد توليد كميات كبيرة من الكهرباء، مما يسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العالم.

ويعزز الاستثمار في الطاقة النووية البحث العلمي والابتكار في مجالات الطاقة، ويشارك في تطوير التقنيات النووية بما في ذلك التخلص من النفايات النووية بطرق آمنة.

كما ان الطاقة النووية مهمة للاستعمالات الطبية والزراعية، اذ تستعمل التقنيات النووية في عديد التطبيقات السلمية مثل الطب النووي في التشخيص وعلاج بعض الأمراض، وفي الزراعة لزيادة إنتاجية المحاصيل والحد من الآفات.

ويسهم الاستثمار في الطاقة النووية في تعزيز الاقتصاد الوطني بخلق فرص عمل جديدة في مجال الطاقة النووية والصناعات المرتبطة بها.

ومع ذلك، يشدد الخبراء على وجوب مراعاة الجوانب الأمنية والبيئية والصحية عند استعمال الطاقة النووية، مثل التعامل الآمن مع المواد النووية والتخلص الآمن من النفايات النووية وضمان سلامة المفاعلات النووية.

لقد دأبت الحكومة العراقية على الحديث في الآونة الاخيرة عن ضرورة استعمال الطاقة النووية للأغراض السلمية، ولفتت الى سعيها لإنشاء مفاعلات نووية لتحقيق تلك الاهداف، فيما لم يجري مناقشة الامر من الجوانب العلمية والحياتية واشراك متخصصين في هذا المجال.

ومن الاسباب التي تعوق عملية الاسراع في اللجوء الى الطاقة النووية في العراق، ان البلد يواجه تحديات كبيرة في بناء البنية التحتية المطلوبة لاستعمال الطاقة النووية بشكل فعّال، مثل بناء مفاعلات نووية وإنشاء مرافق لمعالجة وتخزين النفايات النووية.

كما تعد الأوضاع الأمنية غير مستقرة في العراق، وهذا يمثل عائقاً كبيراً أمام بناء وتشغيل المفاعلات النووية وتطبيق التكنولوجيا النووية بشكل عام.

كما ان التفضيل للطاقات التقليدية يمنع التفكير بذلك اذ يتمتع العراق بموارد طبيعية غنية مثل النفط والغاز؛ لذا فإن الاهتمام الرئيس قد يتجه نحو استغلال هذه الموارد بدلا من الاستثمار في الطاقة النووية، وفي هذا الجانب يمكن الحديث عن نضوب النفط وغيره من الموارد الطبيعية لذلك من الضروري التفكير بطاقة بديلة في حالة حصول ذلك، وهنا تمثل الطاقة النووية البديل الامثل.

ان العراق يخضع لكثير من القيود الدولية والتشريعات الاممية المتعلقة ببرامج الطاقة النووية، وهذا قد يحد من القدرة على تطوير برنامج نووي سلمي، وعلى الحكومة ان تسعى لتطمين المجتمع الدولي بهذا الشأن.

ويواجه العراق تحديات اقتصادية كبيرة؛ وبناء البنية التحتية النووية وتطوير البرامج النووية يتطلب استثمارات مالية هائلة يتوجب دراستها وتقويمها في الظروف الاقتصادية الصعبة.

وبرغم هذه العوائق، يمكن للعراق استغلال الطاقة النووية بشكل فعال إذا جرى توفير الدعم المطلوب وتخطيط السياسات للتغلب على التحديات المذكورة والاستفادة من فوائد الطاقة النووية للأغراض السلمية؛ خدمة للسكان الذين يعانون من مشكلات الطاقة واولها الكهرباء.

قد يعجبك ايضا