‎قرار صائب من أجل المصلحة العليا للبلد


‎شيركو حبيب

‎منذ تأسيسه بقيادة الأب الروحي للشعب الكوردي مصطفى بارزاني الخالد، و الحزب الديمقراطي الكوردستاني اليوم بقيادة الزعيم مسعود بارزاني؛ يناضل من اجل بناء دولة ديمقراطية و مجتمع مدني بمشاركة جميع مكونات العراق،من خلال انتخابات حرة نزيهة يشارك فيها كافة أبناء الوطن لاختيار من يراه اهلا لها.

‎في عام 1991 وخلال الانتفاضة الربيعية، بمدينة كويسنجق، طالب الزعيم مسعود بارزاني بإجراء انتخابات تشريعية لادارة شؤون كوردستان. فالحزب الديمقراطي الكوردستاني حين تأسس عام 1946 رفع شعار “الديمقراطية للعراق”، وهو اول حزب عراقي يرفع شعار الديمقراطية، لإيمانه ومؤسسه بأنه لا حل للمشاكل و الخلافات بعيدا عن الديمقراطية.

‎وخلال مسيرته دافع عن هذا الشعار بكل الوسائل و اضطر إلى حمل السلاح للدفاع عن الديمقراطية خلال ثورة أيلول- سبتمبر.

‎وبعد عام 2003 حاول قادة الحزب و في مقدمتهم الزعيم مسعود بارزاني بناء عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي على أساس الشراكة و التوازن و التوافق، وأعلن في مؤتمر لندن فتح صفحة جديدة بين العراقيين، و عفى الله عما سلف، ماعدا الذين طلخت أياديهم بدماء العراقيين، وهكذا أصبحت كوردستان بعيدا عن الثأر و الانتقام.

‎وخلال التصويت على الدستور العراقي الدائم عام 2005 صوت أكثرية الشعب العراقي على الدستور لعل و عسى أن يتم بناء دولة العراق الجديد على أساسه، ولكن مع مرور الزمن تماطلت بعض القوى التي كانت السلطة بيدهم و لم يلتزموا بالدستور، حتى وصلت الأمور إلى ما نحن عليه اليوم.

‎فالمحكمة الفيدرالية العليا أصبحت الحاكم و الآمر في كل القضايا حتى التي ليست من اختصاصاتها، المحكمة هي جهة قضائية و ليست جهة مشرعة، وإصدار بعض القرارات خرق واضح للدستور، وقد أصبحت المحكمة مسيسة، وإصدارات قرارات ضد ما يقره برلمان كوردستان، الذي هو برلمان دستوري ولا يجوز الطعن في قراراته إلا إذا كانت لا تتوافق مع الدستور العراقي. فقرار إنهاء الكوتا لمكونات كوردستان لعضوية برلمان الإقليم هو أيضا قرار مخالف للدستور المنتهك، لأن الكوتا موجودة في البرلمان العراقي، فلماذا تحذف في انتخابات برلمان كوردستان بقرار المحكمة؟.

‎هذه القرارات أدت بقيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى اعلان عدم المشاركة في انتخابات برلمان كوردستان في ظل قرارات تعسفية بحق الإقليم، والحزب الديمقراطي منذ تأسيسه لحد يومنا هذا حائز على أكثرية أصوات شعب كوردستان لإيمانهم بالحزب و قيادته و نهج بارزاني الخالد و توجهات الزعيم مسعود بارزاني، وكوردستان كانت دائما مهدا للتعايش السلمي و الأخوي بين مكوناته، وحصل الحزب على أكثرية مقاعد برلمان كوردستان، و خلال الدوزتين الانتخابيتين الأخيرتين حاز على أكثرية الأصوات على صعيد العراق و كوردستان كحزب سياسي، و تاريخه النضالي البطولي و تضحياته من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي خير شاهد و دليل على ذلك.

‎و قرار الحزب بعدم المشاركة هو من أجل الحفاظ على كيان إقليم كوردستان العراق و من أجل التآخي و التعايش السلمي بين جميع مكونات العراق دون تفرقة، فالحزب الديمقراطي مصر على إعادة العملية السياسية في العراق إلى مسارها الصحيح وعدم قبول أجندات خارجية لا تخدم العراق، و ملتزم بتنفيذ الاتفاقيات المبرمة بين الأطراف العراقية حين تم تشكيل الحكومة الحالية، فقد ضحى بكثير من مصالحه الحزبية من أجل المصلحة العليا للشعب، ولكن حان الوقت لكي يقوم الجميع بأداء واجباتهم تجاه الشعب و عدم الركض وراء السراب و أجندات لاتخدم سوى مصالح أعداء العراق، وها هى اللحظة التي يقرر فيها الحزب الديمقراطي ألا عودة بالتاريخ للوراء، وقد سلك طريقه مع شعب الإقليم نحو المستقبل، ولو تخلف الآخرون عنه.

قد يعجبك ايضا