إيطاليا تحذر من إرسال قوات إلى اوكرانيا: تهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة

 

 

التآخي ـ وكالات

 قالت إيطاليا على لسان وزير خارجيتها، أنطونيو تاياني، إن “جنودنا يجيدون ما يفعلونه في البحر الأحمر لحماية سفننا، ويبلون حسناً فيما يفعلونه في لبنان، في أفريقيا وفي العراق. إنهم حملة سلام، ضمان وحرية”. وشدد مجدداً بالقول “إننا لسنا في حرب مع روسيا”.

وفي حديثه مع مقدم البرامج برونو فيسبا في إطار (LetExpo)، تطرق نائب رئيس الوزراء إلى الفرضية التي رددها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، معرباً عن “الاعتقاد بأن حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا ينبغي له أن يدخل إلى أوكرانيا”.

وأبدى الوزير تاياني الاقتناع بأنه “سيكون من الخطأ الدخول إلى أوكرانيا”، في حين “ينبغي علينا بالأحرى أن نساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها”، أما “الدخول إليها لشن حرب على روسيا، فهذا يعني المخاطرة بإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة”.

 

 

رئيس الدبلوماسية الإيطالية، اشار إلى أن “كل من يتحلى بالفطرة السليمة لا يريد ذلك”، ثم استشهد بكلمات البابا فرنسيس، “الذي قال: أنا أريد السلام، فأجلسوا حول طاولة واصنعوا السلام”، مبيناً أن “هذا هو الدور الذي يمليه منصب البابا وعليه قول هذه الكلمات، وهو أمر لا يخزيني ولا يقلقني”.

وكان رئيس الجمهورية الإيطالي سيرجو ماتّاريلا، قد حذر من أن بلاده ترفض الحرب وتسعى لبناء الجسور.

وقال الرئيس ماتّاريلا، في كلمته بمناسبة إحياء الذكرى الثمانين لتدمير مدينة كاسّينو والمنطقة المحيطة بها، إبان الحرب العالمية الثانية، إن “الطريق إلى الحرية تميزت بتضحيات وشجاعة الرجال الذين قاتلوا ببسالة، وفقد عديدون منهم حياتهم حتى على هذه الأراضي، إذ شاركوا بالنضال لأجل التحرير”.

وذكر أنه نضال “لضمان أن يسود السلام في القارة التي مزقتها نزعات القومية والعنف والصراعات التي لم تقبل الرضوخ لحقوق الأفراد والشعوب”. وأوضح أن “إيطاليا قامت بمسيرة استثنائية للسلام والتضامن في أوروبا، محتضنة قيم وحدة شعبنا، الديمقراطية، المساواة والعدالة الاجتماعية”.

وأشار رئيس الدولة إلى أن هذه هي “القيم التي أراد الإيطاليون تكريسها باختيارهم الجمهورية والدستور، ومنها من بين أمور أخرى: نبذ الحرب كأداة لانتهاك حرية الشعوب الأخرى وكوسيلة لحل النزاعات الدولية”.

وخلص ماتّاريلا الى القول، إن “هذه بضع كلمات من المادة 11 من الدستور، التي تتضمن الدوافع والمنطلقات لدور بلادنا ومواقفها في المجتمع الدولي: بناء جسور الحوار، التعاون مع الدول الأخرى واحترام كل الشعوب”.

 

 

وبحسب المعلومات التاريخية، فإن معركة مونتي كاسّينو، المعروفة أيضاً باسم حرب السيطرة على روما، كانت عبارة عن سلسلة من أربع حملات هجومية مُكلفة، شنها الحلفاء ضد خط غوستاف (خط الشتاء) في إيطاليا، المُنشأ من قبل قوات المحور في أثناء الحملة الإيطالية للحرب العالمية الثانية، وقد كانت النية تحقيق اختراق بهدف الوصول إلى روما.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال، أنه من الممكن تنفيذ عمليات برية “لمواجهة القوات الروسية” في أوكرانيا.

وقال ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لو باريزيان”: “ربما في مرحلة ما، وأنا لا أريد ذلك ولن أبدأ به، يجب تنفيذ عمليات على الأرض، مهما كانت، لمواجهة القوات الروسية”.

ووفقا له، فإن “قوة فرنسا” تكمن في حقيقة “أننا قادرون على القيام بذلك”.

وفي نهاية شباط 2024، قال ماكرون إن باريس ستبذل قصارى جهدها لمنع روسيا “من الفوز في هذه الحرب”.

ووفقا له، ناقش زعماء الدول الغربية إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، ولكن لم يتم التوصل إلى توافق في الآراء حتى الآن.

وفي وقت لاحق، أشار ماكرون، الذي تعرض لانتقادات حادة بسبب هذه التصريحات، إلى أن كل كلماته تم النظر فيها بعناية. وخلال اجتماعه مع زعماء المعارضة في أوائل آذار، أكد ماكرون أن فرنسا “ليس لديها حدود ولا خطوط حمر” بشأن مسألة المساعدة لأوكرانيا.

وقال ماكرون في مقابلة مع قناة “فرانس 2” إن باريس لن تأخذ زمام المبادرة أبدا في العمل العسكري في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، يعتقد أن الصراع الحالي له أهمية وجودية لأوروبا وفرنسا. ووفقا لماكرون، فإن السلام الدائم في القارة مستحيل من دون عودة أوكرانيا إلى “الحدود المعترف بها دوليا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم”.

وتعليقا على كلام الرئيس الفرنسي بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا، قال الكرملين الروسي إن مثل هذا التطور للأحداث يؤدي حتما إلى صدام عسكري مباشر بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. إن حقيقة مناقشة إمكانية إرسال “وحدات معينة إلى أوكرانيا” وصفها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأنها عنصر جديد مهم.

وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أن إرسال فرقة أوروبية لن يغير الوضع في ساحة المعركة بأي شكل من الأشكال ولن يؤدي إلا إلى عواقب وخيمة على السلطات الأوكرانية.

 

 

وردا على كلام الرئيس الفرنسي بشأن عدم تواجد خطوط حمر لدى باريس فيما يتعلق بدعم كييف، قال إن روسيا لن يكون لديها خطوط حمر ضد الدول التي تتبع مثل هذا النهج.

وكانت كل من ألمانيا وفرنسا وبولندا قد شددت في اجتماع في برلين في وقت سابق، عقده المستشار أولاف شولتز والرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، على “وحدة الصف” والتضامن مع أوكرانيا لدعمها ضد روسيا. وفيما أبدى شولتز مرونة بشأن قضية تسليم كييف صواريخ بعيدة المدى، رحب ماكرون بإنشاء “تحالف للضربات العميقة” يكون “مفتوحا للجميع وفقا لقدراتهم ووسائلهم”.

واعربت فرنسا وألمانيا وبولندا عن التضامن مع كييف في خطوة لتجاوز الخلافات بشأن سبل دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

في هذا الشأن، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن الدول الثلاث “موحدة” في سعيها لـ”عدم السماح لروسيا بالانتصار ولدعم الشعب الأوكراني حتى النهاية”.

من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز وبجانبه الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إن المساعدة التي يوفّرها الحلفاء ستستمر “طالما استغرق الأمر”. وأضاف في تصريح لصحفيين لم يُسمح فيه بطرح أسئلة، بأن “الرئيس الروسي عليه أن يعلم أننا لن نتراجع في دعمنا لأوكرانيا”.

وكان شولتز وماكرون قد عقدا لقاء في مقر المستشارية قبل الاجتماع الثلاثي لتلطيف الأجواء التي توترت في الأسابيع الأخيرة بعدما ظهرت إلى العلن خلافاتهما حول الاستراتيجية المتبعة في ملف أوكرانيا. وهددت الخلافات بين الرجلين حول تسليم كييف صواريخ بعيدة المدى وإمكان الانخراط عسكريا في النزاع، بتقويض التعاون بين الحليفين.

واستدعى موقف لماكرون الشهر الماضي رفض فيه استبعاد نشر قوات على الأرض في أوكرانيا ردود فعل حادة من برلين وشركاء أوروبيين آخرين. ولم يتراجع الرئيس الفرنسي عن موقفه، إلا أنه أشار إلى أن الحلفاء الغربيين لن يكونوا مبادرين للتصعيد. وقال “سنستمر، على غرار ما فعلنا منذ اليوم الأول، بعدم الدفع باتّجاه تصعيد”.

وقال رئيس الوزراء البولندي إن الاجتماع أثبت أن ما حكي عن تباينات بين داعمي أوكرانيا “غير صحيح”. وتابع: “اليوم تحدثنا بصوت موحد”. وكان رئيس الوزراء البولندي قد أشار قبل قمة ما يسمى “ثلاثي فايمار”، إلى أن على الدول الثلاث “تعبئة أوروبا بأسرها” لتوفير مساعدات تحتاج إليها كييف بشدة.

 

 

 

وتعرضت أوكرانيا مؤخرا لسلسلة نكسات ميدانية، إذ تعاني قواتها من نقص حاد في الذخيرة فيما يتأخر حلفاؤها الغربيون في تقديم الدعم. ولا زالت حزمة مساعدات عسكرية أمريكية بقيمة 60 مليار دولار عالقة في الكونغرس نظرا لمنع الجمهوريين اليمينيين تمريرها، فيما أقر الرئيس جو بايدن بأن حزمة مساعدات عسكرية منفصلة بقيمة 300 مليون دولار أُعلنها مؤخرا “غير كافية”.

ويدفع الاتحاد الأوروبي نحو تعزيز إنتاج الأسلحة والذخيرة في دوله، لكن مع دخول الحرب في عامها الثالث، ما يزال التكتل يواجه صعوبات في زيادة هذا الإنتاج. وعلى صعيد الاستجابة للنقص، سيوسّع الداعمون الأوروبيون لأوكرانيا نطاق بحثهم عن إمدادات جديدة في أعقاب مبادرة تشيكية في شباط لشراء ذخيرة إضافية من خارج الاتحاد الأوروبي.

كذلك، قال شولتز إن جهود زيادة الإنتاج مستمرة بما في ذلك “مع شركاء في أوكرانيا”. وأضاف بأن الحلفاء سيعملون معا أيضا لإمداد أوكرانيا بـ”صواريخ بعيدة المدى” عبر تحالف اختياري سبق أن جرى الإعلان عنه.

وتنطوي خطوة تسليم أوكرانيا أسلحة قادرة على ضرب عمق الخطوط الروسية على حساسية بالغة للمستشار الألماني. ويشعر شركاء ألمانيا في الاتحاد الأوروبي بالإحباط حيال رفض شولتز تقديم صواريخ بعيدة المدى من طراز “توروس” إلى أوكرانيا، برغم مناشدات كييف الملحة.

وفي معرض تفسيره موقفه، يقول شولتز إن نشر صواريخ بعيدة المدى ينطوي على مخاطر استدارج قوات ألمانية إلى النزاع وحصول تصعيد. ولم يتطرق المستشار الألماني إلى صواريخ توروس.

وأثارت القضية توترات كبيرة بين شولتز وماكرون الذي حض الحلفاء على ألا يكونوا “جبناء” في دعمهم أوكرانيا. ورحب ماكرون بإنشاء “تحالف للضربات العميقة” يكون “مفتوحا للجميع وفقا لقدراتهم ووسائلهم”.

قد يعجبك ايضا