صادق الازرقي
اعلنت الحكومة العراقية عن عدة مشاريع للإسكان لاسيما في العاصمة بغداد المزدحمة، وقد استكملت بالفعل مشاريع اسكان ناجحة في مراحلها المنجزة بخاصة مشروع بسماية السكني؛ كما تعلن شركات خاصة عن مشاريع اسكان واعدة، وتنشر اعلاناتها المتزايدة في وسائل التواصل الاجتماعي، وبُدأ بتنفيذ بعض تلك المشاريع.
وبالتأكيد فان اجراء الدراسات العلمية المتخصصة عن الارض في تلك المناطق والمساحات المحيطة يؤدي الى الانجاز الامثل لتلك المشاريع مما يؤدي الى تنفيذها بصورة لائقة وتجنب المخاطر البيئية المحتملة للتوسع العمراني، ومن ذلك الزحام المروري المرتبط بطرق الوصول الى تلك المناطق والتلوث والضجيج المترافق مع زحف المدن.
وزحف المدن هو عملية نمو المدن وتوسعها خارج الحدود التقليدية، ويمكن أن يكون له عدة تأثيرات على جودة الحياة، اذ يمكن أن يؤدي زحف المدن إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق الحضرية، مما يتسبب في زحمة المرور وارتفاع معدلات التلوث الهوائي والضجيج والضغط على البنية التحتية.
ويمكن أن يؤدي زحف المدن إلى تدهور البيئة الحضرية بسبب الزيادة في استعمال الموارد الطبيعية والتلوث، مما يؤثر على جودة الهواء والماء والتربة ويزيد من مخاطر الأمراض الناتجة عن التلوث؛ وقد يؤدي زحف المدن إلى زيادة تكاليف المعيشة في المناطق الحضرية بسبب ارتفاع أسعار العقارات والإيجارات وتكاليف الحياة اليومية، مما يجعل الحياة في المدن أكثر تحديا بشكل عام.
وقد يؤدي زحف المدن إلى التأثير في البيئة البشرية مثل زيادة العزلة الاجتماعية وفقدان الانتماء للمجتمعات الحضرية الكبيرة، كما يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والاكتئاب بسبب الحياة السريعة والمجهدة.
ويمكن أن يؤدي زحف المدن إلى انعدام التوازن بين النمو السكاني والاقتصادي والبيئي، مما يؤدي إلى زيادة الفقر وعدم المساواة وتفاقم التحديات البيئية.
وبشكل عام، يمكن أن يكون لزحف المدن تأثيرات سلبية على جودة الحياة إذا لم تجري إدارته بشكل فعال ومستدام؛ ولذلك يجب أن تتخذ السلطات المعنية إجراءات لتوجيه النمو الحضري وتعزيز التنمية المستدامة في المدن.
فمثلا يتسبب زحف المدن في زيادة تلوث الهواء والمياه والتربة، بسبب الأنشطة الصناعية والنقل والاستعمال المكثف للموارد الطبيعية، مما يؤثر على الصحة العامة والبيئة.
ويحدث زحف المدن تدهورا في البنية التحتية الحالية، مما يتطلب استثمارات كبيرة لتحديث البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية.
ومن الحلول المطلوبة لمعالجة تلك السلبيات المقترنة بنمو المدن، الاعتماد على تصميم متكامل ومتناسق يضمن استغلال الطاقة والموارد بشكل فعال وكفء والاهتمام بالبناء الخضري وتشجيع استغلال المواد الصديقة للبيئة، بما في ذلك ترشيد استهلاك المياه والطاقة.
وفيما يتعلق بالمرور، يتوجب الابتكار في مجال الهندسة والتصميم العمراني بطرق مستدامة للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق الفعالية الطاقية، وتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية والوسائل الحيوية، مثل المدارس والمراكز التجارية ووسائل النقل العام ومواقف السيارات العامة.
كما تتضمن المعالجات، تحقيق التنوع في التصميمات المعمارية والتشجيع على تطوير تصاميم واشكال جديدة وملفتة للاهتمام.
ومن الاهمية بمكان توفير مناطق خضراء مفتوحة وواسعة النطاق، مع الحرص على تشجيع الزراعة المحلية وأنظمة إدارة فعالة للنفايات، والسعي لتوفير التمويل والدعم المطلوب لتطوير المشاريع السكنية المستدامة.