دراسة متخصصة: المدن الأمريكية الكبرى مهددة بالغرق بعد 30 عاما

 

متابعة ـ التآخي

32 مدينة على طول سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والخليج معرضة للخطر والخسائر بسبب الهبوط الساحلي، وان ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد المدن الأمريكية، وهذا الارتفاع قد يضرب المدن الأمريكية الكبرى مثل نيو أورليانز وسان فرانسيسكو بشكل أقوى من المتوقع بحلول منتصف القرن، بسبب غرق الأراضي الساحلية، بحسب تحذيرات المتخصصين الذين يقولون ان الاندفاعات الحالية للفيضانات تعرض الناس والممتلكات للخطر.

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية ورفع مستويات مياه المحيطات في جميع أنحاء العالم، مع توقعات بأن الولايات المتحدة ستشهد بعضًا من أسرع الزيادات، مما يهدد المناطق الساحلية التي تعد موطنًا لنحو 30 بالمائة من سكان البلاد.

ومن المتوقع بالفعل أن يؤثر ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 30 سنتيمترا على سواحل الولايات المتحدة بحلول عام 2050، مما يزيد بشكل كبير من مخاطر التأثيرات المناخية المدمرة مثل العواصف.

لكن هذا التهديد يكون أكبر عندما نأخذ في الاعتبار الهبوط الساحلي، كما وجد الباحثون، محذرين من أن عشرات الالوف من الأشخاص – وربما ممتلكات بمليارات الدولارات – يمكن أن يتعرضوا للخطر في 32 مدينة على طول سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والخليج.

ووفقا للدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر، فإن المجتمعات الفقيرة والأقليات هي الأكثر عرضة للخطر.

ويقول المؤلف الرئيس ليونارد أوهنين من جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، إن ذلك “يضاعف بالفعل التأثير المحتمل على تلك المناطق وقدرتها على التعافي من الفيضانات الكبيرة”.

وقال أوهينين إن الهبوط، الذي يمكن أن يحدث بشكل طبيعي وبسبب الأنشطة البشرية مثل استخراج المياه الجوفية وتصريفها، جرى الاستهانة به في النمذجة الحاسوبية للفيضانات، وهذا ما ترك مزيدا من الناس في خطر، وفقا للدراسة.

ووجد الباحثون أنه حتى في ظل البنية التحتية الدفاعية الساحلية الحالية، فإن الهبوط وارتفاع مستوى سطح البحر يمكن أن يعرض أكثر من 1300 كيلومتر مربع من الأراضي الإضافية للفيضانات على مدى العقود الثلاثة المقبلة.

وقد يهدد ذلك ما بين 55000 إلى 273000 شخص وما يصل إلى 171000 عقار.

وفي ظل أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يتعرض واحد من كل 50 شخصًا على طول الساحل الأمريكي لخطر الفيضانات – إلى جانب مئات الآلاف من العقارات، بقيمة إجمالية تقدر بـ 32 مليار دولار إلى 109 مليار دولار.

ولإبطاء معدل الهبوط، أوصى الباحثون بتقليل استخراج المياه الجوفية وتنظيم الأنشطة الصناعية وتقليل الانبعاثات لتقليل المخاطر المناخية على المدى الطويل.

وتوفر الجدران البحرية والسدود والحواجز الحماية من الفيضانات، في حين أن الحلول القائمة على الطبيعة مثل استعادة المستنقعات وأشجار المانجروف يمكن أن تساعد أيضًا.

وقال أوهنين : “تعمل النظم البيئية كحواجز طبيعية ضد هبوب العواصف وتساعد في تراكم الرواسب، مما يمكن أن يخفف من آثار هبوط الأرض”.

واستنادا الى التقديرات يمكن أن تلحق العواصف الساحلية أضرارًا بالغة بمنازل سكان نيويورك وممتلكاتهم الشخصية، و يمكن أن يكون إصلاح الأضرار التي تلحق بالمنزل، بما في ذلك الأنظمة الميكانيكية والسباكة أو استبدال المتعلقات، مكلفًا ويفرض ضغوطًا مالية على أصحاب المنازل والمستأجرين والشركات، وبخاصة على الأسر ذات الدخل المنخفض التي قد تكون تكافح بالفعل. وتقدر الجهات المتخصصة أن بوصة واحدة من الماء يمكن أن تسبب أضرارًا تصل إلى 25000 دولار.

مكن أن يؤدي الفيضان المفاجئ على الساحل أيضًا إلى إضعاف المرافق المجتمعية الهامة مثل المدارس والمكتبات والمساحات المخصصة لخدمات الشباب وكبار السن والمواقع الثقافية. تعمل هذه المساحات كمراكز دعم أثناء وبعد العواصف. ويمكن أن يؤدي الفيضان المفاجئ على السواحل إلى تعطيل وإتلاف البنية التحتية الحيوية التي تتراوح من الطاقة إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي. قد يتعذر على السكان الوصول إلى المرافق والبنية التحتية والخدمات الحرجة أثناء أو بعد حدث الارتفاع الساحلي بسبب التلف وانقطاع التيار الكهربائي المحتمل.

ولا تؤثر فيضانات العواصف الساحلية بشكل مباشر فقط على الصحة العامة وحياة الناس والمنازل والشركات في السهول الفيضية، لكن الآثار المتتالية للفيضانات يمكن أن تؤثر على البنية التحتية الحيوية للمدينة – مثل محطات الطاقة والمستشفيات وشبكات النقل – في المناطق المحيطة، ويمكن أن تتداخل هذه الآثار مع قدرة الناس على التحرك في جميع أنحاء المدينة قبل وأثناء وبعد العواصف الساحلية.

قد يعجبك ايضا