الزراعة تأخذ بالأساليب الحديثة لتحقق الإنتاج بأقل جهد وبأفضل جودة

 

بغداد – التآخي

لتقليل الاعتماد على أنماط الطقس الموسمية وتخفيف تأثير درجات الحرارة العالية والظروف الصحراوية، بدأ مزارعون عراقيون، بالاعتماد على “الزراعة المائية” عبر زراعة النباتات بدون تربة لتكون مورداً ثميناً للعراق يحقق الإنتاج بأقل جهد وبأفضل جودة.

ويقول تقرير أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إن “الزراعة المائية أثبتت انها الحل الأمثل لإنتاج الغذاء المستدام. وذلك عبر زراعة النباتات بدون تربة واستخدام محاليل مائية غنية بالمغذيات، حيث تعتبر هذه الزراعة مورداً ثميناً في العراق. كما أنها تتيح الزراعة على مدار العام، مما يقلل الاعتماد على أنماط الطقس الموسمية ويخفف من تأثير درجات الحرارة العالية والظروف الصحراوية على المحاصيل”.

ولمعالجة القضايا الزراعية والبيئية الملحة، بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي برنامجاً لبناء القدرات في منطقة الشرقاط بهدف تزويد المزارعين بالمعرفة والمهارات اللازمة لتنفيذ أنظمة الزراعة المائية بشكل فعال، وتعزيز الإنتاجية الزراعية والازدهار الاقتصادي مع تلبية احتياجات العراق.

تقنيات مبتكرة تتطلب كميات أقل من المياه

وباعتباره أحد المشاركين في دورات الزراعة الحديثة وتكنولوجيا الاستدامة في الشرقاط، بدأت رحلة التحول بالنسبة إلى احمد تركي نايف، (أب لطفلين ومزارع من مدينة الشرقاط) . حيث تعرف في هذه الدورات على أحدث الممارسات الزراعية، بما في ذلك الزراعة بالرش الثابت، والزراعة القائمة على التقطير، والزراعة المائية. وبفضل معرفته بالطرق الجديدة، بدأ أحمد تجربته الأولى باستخدام تقنيات الزراعة الحديثة على أرض صغيرة يملكها. إلا أن طموحه يمتد الى أبعد من ذلك، فهو يمتلك رؤية لمشروع زراعي نموذجي ليشمل كامل أراضي صلاح الدين الزراعية.

باستخدام الزراعة بالتنقيط، حقق أحمد نجاحاً ملحوظاً في زراعة المحاصيل الشتوية مثل الشعير والقمح، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الخضروات مثل البصل والثوم والكرفس والسلق. وقد غامر بالزراعة المائية ونجح في زراعة الفراولة ونباتات الزينة، مما سلط الضوء على كفاءة وإنتاجية هذه الطريقة.

“اليوم، أستطيع إنتاج وزراعة العديد من المنتجات بأقل جهد وبأفضل جودة، والتي تنافس المعروض في السوق المحلية، بعد إدخال التقنيات الحديثة إلى مزرعتي. وفي المستقبل، أطمح إلى توسيع نطاق هذه التجربة”، هكذا يقول أحمد.

بناء المعرفة من أجل مستقبل مستدام

يفتخر أحمد بإنجازاته، خاصة في تعزيز الممارسات الزراعية الحديثة بين زملائه. ويؤكد على الفوائد الاقتصادية وجودة المنتجات التي يمكن تحقيقها من خلال الأساليب الحديثة ويدعو إلى القضاء على الممارسات التي عفى عليها الزمن. يشكر أحمد برنامج الأمم المتحدة على تسهيل الدورة التدريبية، التي ساعدته على التقدم نحو تحقيق طموحاته الزراعية.

“لقد ساعدتني هذه التدريبات على تحقيق جزء من أحلامي، حيث بدأت أنصح جميع المزارعين بالتخلي عن الطرق القديمة والتقليدية واستبدالها بالطرق الحديثة لضمان الجانب الاقتصادي، وكذلك لضمان المنتج وجودته العالية بأقل جهد وتكلفة ممكنة، أنصح الجميع بالزراعة عن طريق الري بالتقطير لجودتها وكذلك من الناحية الاقتصادية، ناهيك عن تجنب مشاكل الزراعة التقليدية .

قد يعجبك ايضا