كرم نعمة
الدروس الصحافية التي تقدمها فاينانشيال تايمز لا يمكن أن تتراجع مع هذا المستوى من الكتابة العميقة المفعمة بالأفكار الجديدة عبر أصوات صحافية فريدة .
توظف هذه الصحيفة الوردية التي لا تخلو منها مكاتب السياسيين الكبار ورجال الأعمال كل صباح، الأذكياء الذين يعرفون كيفية اكتشاف المواضيع المهمة وكتابتها بشكل رائع، وإعطاء القراء المزيج الصحيح مما هو مألوف ومدهش، الخبرة والمعرفة والممارسة والقدرة على الحكم والمهارة والذكاء كلها أمور تلعب دورا، كذلك تفعل القدرة على الكتابة، والقدرة على التفكير، فالابتكار، وفق أروع كتاب الصحيفة لوسي كيلاوي
وبينما تعيش الصحافة في العالم برمته أزمة وجودية تهدد مستقبلها، تعمل فاينانشيال تايمز على صناعة صحافيي وكتاب المستقبل. ذلك لعمري واحد من أهم الدروس للصحافيين الذين فقدوا الثقة بجوهر مهنتهم، وللحكومات التي أجهزت على الصحافة المسؤولة في مسعى لتحجيمها والقضاء على قوتها .
أطلقت هذه الصحيفة الوردية المرموقة التي تخطت مليون مشترك يوميا وهو الرقم الأكبر في تاريخها منذ 133 عاما، ومازال الرقم يتصاعد، مسابقة تحرض الطلبة ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاما، على الاشتراك في كتابة مقال، سيكون للفائز منهم أكثر من الجائزة المالية فيه
لقد عرضت الأفكار على من يريد الاشتراك وعليهم كتابة مقال صحافي يتراوح ما بين 700 إلى 800 كلمة، بهدف البحث عن أفضل الكتاب الشباب الذين يمكن فتح الأبواب أمامهم وتطوير موهبتهم في الارتقاء بصحافة المستقبل .
اختارت الصحيفة أفكار المقالات المقترحة من عمق اهتمامات جيل وسائل التواصل الاجتماعي والعملات المشفرة والتجارة الإلكترونية، فعرضت حزمة أسئلة عن جاذبية الشراء والدفع لاحقا والتأثير المتزايد للمنصات الاجتماعية على ترسيخ هذه الجاذبية. وتساءلت عن إيجابيات وسلبيات الاستثمار في العملات المشفرة؟ هل تساعد الأشخاص في إدارة الأموال أم زيادة الديون؟
ثمة فكرة أخرى من المسابقة التي لا تكتفي بالمكافأة المالية في تكريم الفائز، بل بنشر مقاله في الصحيفة، وذلك لعمري مجد ورصيد ثقافي سيبقى ملازما لكاتب المقال في حياته العملية المقبلة عندما يجد اسمه بنفس بنط كبار كتاب هذه الصحيفة. وعرضت عليهم الكتابة عن إيجابيات وسلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كقناة للحصول على المشورة المالية؟ هل يجب أن نثق بما يقوله “المؤثرون”؟