صادق الازرقي
يشتمل الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة على استغلال الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الأرضية، وتعزيز كفاءة استعمال الطاقة والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ان الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة يتضمن تخصيص الموارد المالية والتقنية لتطوير واستغلال مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، والطاقة الهيدروكهربائية، وغيرها.
فيما يتعلق بالطاقة الشمسية، فانها تعتمد على استغلال طاقة الشمس لتوليد الكهرباء أو لتسخين الماء، وتشمل الاستثمارات في هذا المجال تركيب الألواح الشمسية على الأسطح وفي المناطق الصحراوية، وبناء المحطات الشمسية الكبيرة لتوليد الطاقة.
اما الطاقة المتولدة عن الرياح فتعتمد على استغلال طاقة الريح لتوليد الكهرباء، وتشمل الاستثمارات في هذا المجال تركيب الأجهزة الهوائية (التوربينات الرياحية) في المناطق ذات الرياح القوية وتطوير تكنولوجيا جديدة لزيادة كفاءة الطاقة الرياحية.
اما الطاقة الحرارية الأرضية فانها تعتمد على استغلال حرارة الأرض لتوليد الكهرباء أو لتدفئة المباني، وتشمل الاستثمارات في هذا المجال حفر الآبار الحرارية وتطوير تقنيات استخراج الحرارة الأرضية.
وتعتمد الطاقة الهيدروكهربائية على استغلال طاقة الأنهار والسدود لتوليد الكهرباء، وتشمل الاستثمارات في هذا المجال بناء السدود وتركيب محطات توليد الكهرباء ونقل الطاقة الكهربائية.
كما ان الاستثمار في البحوث والتطوير، يتضمن استثمار الأموال في البحوث العلمية والتطوير التكنولوجي لتنمية تقنيات جديدة وتحسين كفاءة استعمال الطاقة المتجددة.
ويجب أن تتخذ الحكومات التشريعات والسياسات الداعمة لتشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، مثل توفير الحوافز المالية وتسهيلات القروض وتحديد الأهداف والالتزامات لزيادة النسبة المئوية للطاقة المتجددة في خليط الطاقة؛ ويمكن للشركات الخاصة والحكومات والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات الدولية التعاون معا في إنشاء شراكات استراتيجية لتطوير وتسويق التكنولوجيا المتجددة وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة بشكل فعال.
ويجب تقديم الدعم والتمويل للابتكار والريادة في مجال الطاقة المتجددة، بحيث يمكن للشركات الناشئة والمبتكرة العمل على وفق رؤية علمية قويمة لحل مشكلات الطاقة المتنامية.
على الجهات التنفيذية المعنية في العراق تنشيط الاستثمار في مجال الطاقة النظيفة لإنتاج طاقة بديلة وغير مضرة بالبيئة، اذ ان جميع تشعباتها تتوفر في البلد، فالطاقة الشمسية متوفرة بكثرة، والتربة حارة، وحركة الرياح ملائمة لإنتاج الطاقة بوساطتها، ويمكننا استغلال طاقة الأنهار وانشاء السدود لتوليد الطاقة بتركيب محطات توليد الكهرباء ونقل الطاقة الكهربائية، لاسيما ان الجهات المعنية دأبت على الإعلان عن تزايد كميات المياه التي تولدها الامطار والسيول بدءا من الحدود العراقية وفي الداخل.
فما الذي يمنعنا من انشاء السدود وخزن المياه المتدفقة في الوقت الذي نشكو فيه من شحة المياه لاسيما في فصول الصيف؟!
وما الذي يمنع من تقديم الدعم والتمويل للابتكار والريادة في مجال الطاقة المتجددة، وتشجيع البحوث في هذا المجال، تمهيدا لتشجيع الاستثمار، ومن ثم القيام بتوفير الحوافز المالية وتسهيلات القروض لزيادة النسبة المئوية للطاقة المتجددة في خليط الطاقة، ما يؤمن طاقة نظيفة للسكان بحل المشكلات المتعلقة بتوفير الكهرباء، ومعالجة المشكلات الأخرى المرتبطة بالاستعمال المتخلف لمصادر الطاقة؛ وما يسببه ذلك من زيادة مصادر التلوث والتأثير في صحة الجيل الحالي والاجيال المقبلة باعتماد انماط متأخرة قياسا الى التطورات التقنية الحديثة.