زيارة بارزانى (شراكتنا ركيزة تقدمنا )

 
صبحي مندلاوي

لم تك زيارة السيد مسرور بارزانى رئيس حكومة إقليم كوردستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية حدثا عابرا أو عاديا ، الزيارة والتي جاءت بدعوة رسمية من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تجاوزت الأطر التقليدية والبروتوكولية إلى قيمة ستراتيجية عليا.
توقيت الزيارة بحد ذاته أضفى أهمية بالغة لها ففي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة صراعا ملتهبا وسط توقعات بتغييرات كبيرة مرتقبة لازال الوضع  العراقي مشتت وغير مسيطر عليه في ظل سعي حكومي للعمل على كبح جماح بعض الفصائل المسلحة والتي  لديها إمكانات و نفوذ و تأثير قوي  تمثل خللا في المشهد العراقي و تنفذ أجندات إقليمية مباشرة و أصبحت تمثل خطرا على إقليم كوردستان كونها تمثل حائط صد أخير للأجندات الإقليمية ، و كذلك سياسات الضغط الإقتصادي ضد الإقليم من خلال عدم تنفيذ الموازنة وتسليم الإقليم مستحقاته القانونية و الدستورية رغم تنفيذه لكل فقرات الموازنة الخاصة به ، ولم يكتفوا بذلك بل أصبحت قرارات المحكمة الاتحادية تمثل تهديدا مباشرا لكيان الإقليم الدستوري ، في ظل هذه التحديات وغيرها تمثل زيارة رئيس حكومة الإقليم حاجة ملحة لبحث آخر المستجدات والتطورات في العراق والمنطقة ومواجهة تلك المخططات والمضي  نحو آفاقٍ جديدة من العلاقات الاقتصادية  المستقرة بين الولايات المتحدة الأمريكية و إقليم كوردستان.
الزيارة لاقت ترحيبا كبيرا ربما لم نشهد مثيلا له سابقا من قبل  الأوساط الحكومية والمؤسسات والمراكز المهمة الأخرى في واشنطن
وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن أعرب عن مواصلة بلاده “دعم إقليم كوردستان الصامد” وهذه العبارة لها معاني ومديات كبيرة كونها خرجت من السياق  الدبلوماسي وهي إشارة واضحة على معرفة الأمريكان بالضغط المتواصل ضد الإقليم و حكومته و كذلك الدعم المتواصل لها من قبلهم مضيفا أن الولايات المتحدة تدعم إقليم كوردستان العراق  باعتباره حجر الزاوية في علاقتنا مع العراق بزاوية 360 درجة ، معبرا عن  الشراكة الطويلة الأمد مع إقليم كوردستان، والتي  تتمثل بالقيم المشتركة والمصالح المشتركة والتضحيات المشتركة والتاريخ المشترك” ومؤكدا على أن ” الإقليم يمثل منطقة نموذجية في منطقة الشرق الأوسط، والولايات المتحدة ضمن ذلك الإطار تُقدّر شراكتها معها”.
رئيس حكومة إقليم كوردستان أجرى سلسلة لقاءات مع كبار المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، والكونغرس منهم وزير الخارجية الأميركي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي للطاقة والاستثمار، فضلا عن عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين، ومسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، كما احتضنت غرفة التجارة الأمريكية في واشنطن، ملتقى ترحيبياً برئيس حكومة إقليم كوردستان ، إلى جانب لقاءه بالعديد من الشخصيات وأصحاب الأعمال والقادة العسكريين السابقين  تعطي دلالات واضحة على أهمية هذه الزيارة و نتائجها المثمرة في الوقت الذي يسعى ساسة آخرين و رؤساء دول للحصول على مثل هذه الدعوة والحصول على مثل هذا الإهتمام
الذي قوبل به السيد مسرور بارزانى رجل مواجهة التحديات والتغلب عليها والمضي نحو آفاق جديدة كما صرح مؤخرا.

قد يعجبك ايضا