الإملاء الصحيح في الإعلام ضرورة يفرضها الواقع

 

 

علي زويد

تعد اللغة العربية، ملك لكل الناس يتكلمون بها ويستعملونها، ولكن ليس من حقهم أن يتصرفوا بها حسب أهوائهم , وقد سعى أهل  الذوق والتخصص على التنبيه على الأساليب والتراكيب اللغوية الصحيحة، لما في ذلك من الأثر الإيجابي، على ديمومة اللغة وحيويتها, وقد أثبتت الدراسات العلمية أن الطالب المتفوق إملائياً، سیتفوق في جمیع المواد، وأن الطالب الضعیف إملائیاً، سیتأخر كثیرًا في بقیة المواد، وسیواجه الكثیر من الصعوبات .

وتعد الأخطاء الإملائية، إحدى المشكلات الكتابية الأكثر شيوعاً وانتشاراً بين أوساط الإعلاميين، على الرغم من أهميتها وأثرها الكبير في دلالة النص المكتوب وإبراز معانيه .

إن الكتابة الصحیحة إملائیاً في الإعلام ضرورة، لأجل الفھم الصحیح، والاتصال اللغوي السلیم، والخطأ الإملائي یؤدي إلى تغیر المعنى، فمثلًا الھمزة المتوسطة تكتب على السطر فیما یلي (احترم الأبناء آباءھم).ولو كتبت على واو (احترم الأبناء آباؤھم) لانقلب المعنى فیصیر المفعول به فاعلاً (أي الآباء ھم الذین یحترمون الأبناء ) .

وكذلك علامات الترقیم، التي یتساھل بھا كثیر من الكتاب، قد تؤدي إلى تغییر المعنى إذا لم یحسن استخدامھا، كما في قصة الفاصلة القاتلة، حيث

قدم أحد المحكوم علیھم بالإعدام التماساً، إلى رئیس الدولة، یطلب الرأفة وتخفیف الحكم، وكتب رئیس الدولة قراره وأرسله إلى الطابعة على النحو الآتي : (براءة، مستحیل تنفیذ الحكم) ولكن الطابعة أخطأت في وضع الفاصلة، وكتبت القرار كما یلي: (براءة مستحیل، تنفیذ الحكم)

حينها قرأ الجلاد الورقة، وفھم أن البراءة مستحیلة، ونفذ حكم الإعدام

وإن كانت لا تخلو ھذه القصة من طرافة! ولكنھا تبین أھمیة علامات الترقیم .

ومن هنا تتجلّى أهمية اللغة العربية، في تقديم صورة عن الثقافة العربية والإسلامية عبر تأريخها العريق، وعن الحياة اللغوية المعاصرة. وبذلك تكون مفتاحاً لمعرفة الجذور الثقافية، ووسيلة لخوض غمار الحياة الحاضرة، وعوناً على الحياة المقبلة .

قد يعجبك ايضا