ارهاصات بيئية .. البيئة الغذائية السليمة وطبيعة المجتمع العراقي

صادق الازرقي

تجمع الدراسات الطبية على ان التوصل الى بيئة صحية سليمة تتطلب نمطا صحيحا من الطعام؛ ويمكن تأسيس بيئة غذائية صحية باللجوء الى عدة عوامل منها اختيار الأطعمة الصحية باختيار أغذية متوازنة تحتوي على جميع الفئات الغذائية الضرورية، بما في ذلك الفواكه والخضروات، والبروتينات النباتية والحيوانية، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية مثل الزيوت النباتية الصحية.

كما يجري التوصل الى ذلك بالتخطيط الجيد للوجبات بحيث تشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية في كل وجبة، مع التركيز على تقليل الدهون المشبعة والسكريات المضافة وملح الصوديوم.

كما يمكننا جعل قائمة التسوق مبنية على الأطعمة الصحية، وتجنب التسوق ونحن جائعون، والاقتصار في الشراء على الأقسام التي تحتوي على الأطعمة الصحية.

كما يتوجب علينا التحكم في حجم الحصص التي تتناولها، ونحاول تقليل حجم الأطباق الرئيسة وزيادة حجم الخضروات والفواكه في الوجبات، والتقليل من استهلاك الأطعمة المصنعة والمعالجة التي تحتوي على كميات عالية من السكريات المضافة والدهون المشبعة والصوديوم.

وعلينا المداومة على شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم، وتقليل تناول المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية المحلاة، وجعل تناول الطعام تجربة مريحة وممتعة، مع الاستمتاع بالأطعمة الصحية بشكل منتظم من دون قلق مفرط.

ويضاف الى ذلك ممارسة النشاط البدني بانتظام بالقيام بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي جزء أساسي من أسلوب حياة صحي وتعزز الشعور بالراحة والعافية.

كما يجب أن تكون عاداتنا الغذائية مستدامة ومرنة، مما يسمح لنا بالاستمتاع بالأطعمة اللذيذة بين الحين والآخر من دون أن تشعر بالخوف من تبعاتها.

كما يتوجب علينا الحفاظ على تحديث معرفتنا بالتوجيهات الغذائية الصحية والأبحاث الأخيرة بشأن التغذية، واستشارة الخبراء إذا كنا بحاجة إلى مساعدة إضافية في بناء بيئة غذائية صحية.

وبالنسبة لنا في العراق وبرغم انه يمكن القول ان الطعام العراقي لديه عديد الجوانب الإيجابية والشهيرة، بنكهاته الغنية والمتنوعة، ولكن هناك بعض الجوانب السلبية التي قد تشمل: استعمال الزيوت والدهون الكثيرة، اذ يتميز الطعام العراقي بالاعتماد الكبير على الزيوت والدهون في الطهي، مما قد يزيد من محتوى السعرات الحرارية والدهون المشبعة في الوجبات.

ويجري استعمال كثير من التوابل والملح في الطعام العراقي، مما قد يؤدي إلى زيادة محتوى الصوديوم في الوجبات، وهو عامل يرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى.

في بعض الأحيان، يمكن أن يكون النظام الغذائي العراقي شحيحا في الخضروات والفواكه، مما قد يؤدي إلى نقص في الألياف الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية.

ومثل معظم الثقافات الغذائية الحضرية، يميل كثير من الأشخاص في العراق إلى استعمال الأطعمة المصنعة والمعالجة بدلا من الأطعمة الطازجة والطبيعية، مما قد يزيد من استهلاك السكريات المضافة والدهون الضارة.

وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون نطاق الأطعمة النباتية المستهلكة في الطعام العراقي محدودا، مما يمكن أن يؤدي إلى قلة التنوع الغذائي ونقص في العناصر الغذائية الهامة.

وبرغم تواجد هذه الجوانب السلبية، يمكن تحسين الصحة الناجمة عن الطعام العراقي عن طريق التركيز على تناول الأطعمة الطازجة والموسمية، وتقليل استعمال الدهون المشبعة والملح، وزيادة تناول الخضروات والفواكه، وتنويع مصادر البروتينات.

قد يعجبك ايضا