التآخي ـ وكالات
أعلنت مفوضية الانتخابات العامة الباكستانية في إسلام آباد الانتهاء من فرز أصوات الانتخابات العامة، وكشفت فوز 264 مرشحا من أصل 266 مقعدا للبرلمان الاتحادي، في حين أجل انتخاب مقعد وعلقت نتيجة فائز بمقعد آخر.
وبحسب ما أوردته وكالات الانباء، فقد أظهرت النتائج فوز المستقلين بـ101 من أصل 264 مقعدا، وأغلبهم مدعومون من حزب “حركة إنصاف” (الممنوعة من خوض الانتخابات) بقيادة رئيس الوزراء السابق عمران خان القابع في السجن.
وجاء في المركز الثاني حزب الرابطة الإسلامية-جناح نواز” (رئيس الوزراء السابق نواز شريف) الذي حصد 75 مقعدا ليصبح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان بعد أن ترشح أنصار عمران خان مستقلين.
وحل حزب الشعب في المرتبة الثالثة بفوزه بـ 54 مقعدا، وحصلت الحركة القومية المتحدة على 17 مقعدا، فيما فازت بقية القوى السياسية الأخرى بـ 17 مقعدا.
وصدرت النتائج النهائية بعد أكثر من 60 ساعة من انتهاء التصويت يوم الخميس، وهو تأخير أثار تساؤلات حول العملية الانتخابية.
وتحدثت مفوضية الانتخابات عن “مشكلات في الإنترنت” لتبرير بطء العملية، وازدادت الشكوك في مصداقية الانتخابات بسبب قطع السلطات للاتصالات وخدمة الإنترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع.
وتسعى الأطراف الفائزة بعدد كبير من المقاعد إلى إقامة تحالفات للحصول على تأييد ثلثي نواب البرلمان من أجل تشكيل حكومة.
واتفق حزب “الرابطة-جناح نواز” وحزب “الشعب” على تشكيل حكومة ائتلافية “في الوسط” وفي إقليم “البنجاب” بعد أن التقى رئيسا الحزبين شهباز شريف وبيلاوال بوتو والرئيس السابق آصف علي زرداري.
وذكرت مصادر أن زرداري وشهباز اتفقا على تشكيل حكومة في إقليم “البنجاب” وفي “الوسط” وسيقدم الطرفان وجهات نظرهما في الاجتماع المقبل، والانتهاء من جميع الأمور المتعلقة بصيغة تقاسم السلطة.
وقالت شبكة الانتخابات الحرة، وهي منظمة رقابية مستقلة، إن ما يقرب من 60 مليونا من بين أكثر من 128 مليون ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع.
وقد أعربت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي عن قلقها إزاء العملية الانتخابية، وحثت على إجراء تحقيق في المخالفات المبلغ عنها.
و تسرد “روبينا خان” من شقتها الصغيرة في لندن، جميع القضايا المرفوعة ضد أفراد عائلتها ورفاقهم في موطنها باكستان، وذلك تعليقا على إعلان أخيها رئيس الوزراء الباكستاني السابق المسجون حاليا عمران خان فوزه في الانتخابات الباكستانية، على الرغم من الجهود المزعومة التي بذلها الجيش لإحباط حملته.
هكذا مهدت صحيفة تايمز البريطانية لمقابلة حصرية أجرتها مع روبينا (73 عاما) قالت في بدايتها “أخي في السجن منذ أيار 2023 كما يتعين على اثنتين من شقيقاتي المثول أمام المحاكم في أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد بتهم الإرهاب والآن أيضا بتهمة جرائم الإنترنت”.
فالتهمة الموجهة لشقيقتها عليمة خان هي، حسب وثيقة أَطلعت عليها روبينا صحيفة تايمز “نشر مواد الكراهية المناهضة للدولة من خلال وسائل الإعلام الإلكترونية والمطبوعة، والإساءة إلى مؤسسات الدولة المختلفة ودق إسفين بين الجيش الباكستاني والشعب”.
وأوضحت هذه الموظفة الكبيرة السابقة في الأمم المتحدة أن شقيقتها الأخرى تواجه اتهامات بالفساد لشراء قطعة من الأرض البوار مجاورة لمزرعتها بغية غرس بعض أشجار النخيل.
كما تشير إلى أن السلطات الباكستانية اختطفت ابن أختها وزوجته، كما اضطر آخر إلى الفرار بقارب سريع من مدينة جوادر عندما أطلقوا النار عليه، ويقبع سائق أختها في السجن منذ مايس 2023، كما سجن طباخ قديم للعائلة، برغم كونه على جهاز التنفس الصناعي، بحسب قولها.
يشار إلى أن عمران خان، رئيس الوزراء السابق المسجون ونجم الكريكيت، حقق مرشحوه فوزا مذهلا في انتخابات يوم الخميس في أكبر صدمة في تاريخ الانتخابات الباكستانية، وفقا لتايمز، التي قالت إن الجيش الباكستاني فعل كل ما في وسعه لمنعهم من الفوز.
كما أن خان (71 عاما) حكم عليه قبيل الاقتراع بالسجن لمدة 24 عاما من دون محاكمة، في سلسلة من التهم “الغريبة”، منها 7 سنوات بتهمة “زواج غير قانوني وغير إسلامي” من زوجته الثالثة، بحسب الصحيفة.
وبرغم أن بعض مسؤولي حزب خان تخلوا عنه مقابل إطلاق سراحهم من السجون، فإن أولئك الذين ظلوا مخلصين له أُجبروا على خوض الانتخابات كمستقلين، وحرموا من استعمال رمز حزبهم الشعبي، وهو مضرب الكريكيت.
وبدلاً من ذلك خصصت لهم أشياء أقل جاذبية مثل الحذاء أو الحمار، أو الفأرة، ومع حبس العديد من المرشحين أو اختبائهم، وعدم قدرتهم على تنظيم مسيرات، لجؤوا إلى حملات عبر الشبكات الاجتماعية.
وحتى مع هذا التضييق المزعوم، ومع انقطاع خدمات الهاتف المحمول في يوم الانتخابات واختطاف بعض وكلاء الاقتراع عشية التصويت، برز حزب حركة إنصاف الباكستاني على نحو ما بصفته الكتلة الأكبر، حيث فاز بـ100 مقعد من أصل 255 مقعدا معلنا (من إجمالي 266 مقعدا)، وهو ما قالت تايمز إن البعض أطلق عليه “الثورة الصامتة” ضد عقود من تلاعب الجيش بالسياسة.
وبحسب تايمز، فإن هذه النتيجة تسببت في حالة من الذعر في مقر الجيش الباكستاني القريب الذي كان يتوقع أن يصل مرشحهم المفضل، رئيس الوزراء السابق 3 مرات نواز شريف (74 عاما)، إلى السلطة.
وبعد عقود من الحكم المباشر أو غير المباشر، تقول تايمز إن “جنرالات باكستان الأقوياء ربما قد ذهبوا إلى أبعد من المقبول”، وهو ما تعلق عليه روبينا خان بالقول “كل ما فعلوه جعل أخي أكثر شعبية، لقد حاولوا قتله، ثم حبسوه باستعمال هذه القضايا السخيفة، كما حبسوا زملاءه، وحتى امرأة مصابة بالسرطان”، على حد تعبيرها.
ويُحتجز عمران خان في زنزانة صغيرة موبوءة بالحشرات، ويُسمح له بمقابلة 5 أشخاص معا لمدة نصف ساعة كل يوم ثلاثاء، وعادة ما تكون إحدى أخواته وأبناء إخوته وأبناء عمومته، “إنه يقرأ كثيرا، ويمارس الرياضة، ويأكل طعام السجن البسيط”، كما تقول روبينا مضيفة أن أخاها “لديه ذوق بسيط للغاية، كما أنه ليس شكاء”.
وفي نهاية مقابلتها تقول شقيقة خان “حلم نواز شريف هو أن يعود عمران إلى لندن كما فعل هو.. لكن أنا أعرف أخي، نحن نقاتل كثيرا، لكن يمكنني أن أضمن بنسبة 100% أنه لن يرحل، لذلك فهم لا يعرفون ماذا يفعلون”.