صادق الازرقي
هناك كثير من وسائل الطاقة البديلة التي يمكن استغلالها لحماية البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة للغازات الدفيئة وتلوث الهواء، من بين هذه الوسائل، الطاقة الشمسية، اذ تستعمل الخلايا الشمسية لتحويل الطاقة من أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية، هذه الطاقة نظيفة ومتجددة ولا تنتج انبعاثات كربونية.
كما تستعمل أجهزة توليد الطاقة الهوائية لتحويل حركة الرياح إلى طاقة كهربائية، وتعد هذه الطاقة نظيفة ومتجددة ولا تلوث البيئة؛ وتستعمل السدود والسدود الصغيرة والأنهار لتوليد الكهرباء؛ كما تستعمل الحرارة المخزنة في الأرض لتوليد الكهرباء أو لتسخين المباني، وهذه الطاقة نظيفة ومتجددة ولا تصدر انبعاثات.
اما الطاقة النووية فبرغم أنها ليست متجددة، إلا أنها لا تُسبِّب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ويمكن استغلالها لتوليد الكهرباء بشكل نظيف، وتتواجد ايضا الطاقة البيولوجية (الحيوية) وتشمل استعمال الغاز الحيوي، والحيوانات العاملة، والطاقة المستمدة من المواد العضوية القابلة للتحلل. هذه الطاقة قابلة للتجديد وتقلل ايضا من الانبعاثات الكربونية.
ويلفت المتخصصون الى ان استعمال هذه الوسائل البديلة للطاقة وغيرها يسهم في تقليل اعتماد البشرية على الوقود الأحفوري وبالنتيجة يسهم في الحد من التغيرات المناخية والحفاظ على البيئة، مستدركين بالقول “مع ذلك، يجب أيضًا مراعاة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنظيمية في تطبيق هذه الوسائل وتحقيق الاستدامة في استعمال الطاقة”.
لقد لجأ العراق منذ مدة الى استعمال الغاز المسال بدلا من البنزين في كثير من السيارات غير ان الاجراء لم يعمم او ينظم حتى الآن بضوابط مكتملة سليمة تؤدي الغرض من هذا الاجراء.
وينتج الغاز الطبيعي المسال عن احتراقه أقل كمية من غازات الاحتباس الحراري مقارنة بالبنزين، مما يقلل من الآثار السلبية على تغير المناخ.
كما يحتوي الغاز الطبيعي المسال على نسبة منخفضة من الملوثات الهيدروكربونية والعناصر الضارة الأخرى مقارنة بالبنزين، مما يقلل من الانبعاثات الضارة للهواء.
ويتميز الغاز الطبيعي بكفاءة حرارية عالية، مما يعني أنه يمكن استعمال كميات أقل من الوقود لتوليد الكمية نفسها من الطاقة مقارنة بالبنزين.
وتشير المعلومات المتعلقة باستعمال الغاز المسال للمركبات الى ان تخزين وتعبئة الغاز المسال يتطلب بنية تحتية خاصة؛ وهذا يمكن أن يكون مكلفًا ويشكل تحديات بيئية في بعض الحالات، وعلى الجهات المعنية في العراق ان تسعى لتطبيق المعايير العلمية والبيئية الخاصة بذلك.
وبرغم أن الاحتراق النظيف للغاز المسال يقلل من الانبعاثات في أثناء الاستعمال، إلا أن عمليات استخراج وإنتاج الغاز الطبيعي نفسه لم تزل تسبب انبعاثات مرتبطة بتصنيع المعدات والنقل.
كما ان الغاز المسال لا زال يعتمد على مصادر الطاقة الأحفورية، وهذا لا يحل المشكلة الأساسية للاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري.
وبشكل عام، يمكن أن يكون استعمال الغاز المسال بديلاً جيدًا للبنزين لتقليل الانبعاثات الضارة للهواء وحماية البيئة؛ ولكن من الضروري تقويم جوانب التصنيع والتوزيع والاعتماد على المصادر الأحفورية في العملية بأكملها.
وبالتأكيد فان التفكير بمصادر بديلة للاستعمال اليومي لغرض الحفاظ على البيئة يشكل بادرة ايجابية، وحتى يتحقق الغرض منها فان علينا استكمال جميع جوانبها الكفيلة بالمحافظة على البيئة، بدءا من استخراج مصادر الطاقة وانتهاء باستعمالها في الحياة اليومية.