التأخي / ساجد الحلفي
أعلنت السلطات الجزائرية عن قرب صدور توجيهات لمديري القنوات التلفزيونية بتجنب العنف في برامجها خلال شهر رمضان القادم. وكشف وزير الاتصال محمد لعقاب عن تعليمات مفادها تجنب البرامج التي تتسم بالعنف خلال شهر رمضان معلنا عن تنظيم اجتماع بهذا الخصوص مع مدراء القنوات التلفزيونية الوطنية خلال أيام .
أوضح لعقاب أن “لكل قناة تلفزيونية برامجها الخاصة ضمن الشبكة البرامجية لشهر رمضان إلا أن المتغير هذه السنة هو وجود توجيهات لتجنب البرامج التي تتسم بالعنف سواء كان عنفا لفظيا أو جسديا”، مذكرا ببرامج سابقة “كانت محل شكوى من طرف المشاهدين بسبب احتوائها على مشاهد عنف”
وشدد الوزير على أن الأخطاء السابقة “لن تتكرر هذه السنة” معلنا عن “اجتماع سيجمعه بالمدير العام للتلفزيون العمومي ومدراء القنوات الخاصة هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم كأقصى تقدير، لتجديد التوجيهات بهذا الخصوص وذلك استنادا إلى قانون الإعلام الجديد الذي أصبح يطبق منذ الثالث من ديسمبر 2023، والذي يحدد شروطا واضحة في قضية العنف واستغلال الأطفال في الإعلانات وغيرها والتي لا بد من الالتزام بها”
وشهد البرلمان الجزائري، العام الماضي، نقاشات بشأن المسلسلات الرمضانية التي عرضتها القنوات المحلية، بسبب كثافة مشاهد العنف والترويج للمخدرات وغيرها وسط مطالبات بالحد من منسوبها. واستهدف مسلسل الدامة في هذا السياق، إذ شنت دوائر رسمية ونخب افتراضية هجوما لاذعا على المسلسل الذي يبثه التلفزيون الحكومي خلال شهر رمضان، وذلك بدعوى عدم مراعاته للقيم الوطنية والاجتماعية، حيث أخذت مشاهد له صورت في فضاءات تحمل شعارات سياسية معادية كحركة ماك الانفصالية، وشلوم اليهودية، فضلا عن ترويجه للعنف والمخدرات واستغلال الأطفال، كمبرر للمطالبة بوقف بثه .
وفتح الهجوم الذي شنه النائب البرلماني عبدالله عماري على مسلسل الدامة، شهية نخب ومدونين يحملون مرجعية محافظة معروفين بولائهم للسلطة، لخوض حملة شرسة ضد العمل الدرامي الذي أثار جدلا كبيرا في الشارع الجزائري، بدعوى الإساءة للقيم الوطنية والاجتماعية والروحية، وعدم احترام الذوق العام للمجتمع الجزائري .
وقال النائب عبدالله عماري، في استجواب وجّهه إلى وزير الاتصال حينها محمد بوسليماني، إن “هناك مبالغة كبيرة في استخدام أبطال المسلسلات للمخدرات وكلهم من المنحرفين”، منتقدا غياب سلطة ضبط السمعي البصري كهيئة رقابة وتعديل، وقال إنها لم تؤدِّ أي دور في مراقبة الأعمال التلفزيونية التي تعرض على الجزائريين في شهر رمضان .
ولفت النائب إلى أن غياب الرقابة سمح بظهور رمز حركة انفصالية تطالب بفصل منطقة القبائل (ذات الأغلبية من الأمازيغ)، في مسلسل الدامة الذي عرض على التلفزيون الحكومي على الرغم من أن هذه الحركة مصنفة في الجزائر منذ مايو 2021 كتنظيم إرهابي .
من جهتها، أوضحت كاتبة العمل سارة برتيمة عبر صفحتها أن مسلسل الدامة طرق كل أبواب الجزائريين ودخل قلوبهم، لأنه ببساطة يتحدث عن واقع يسكن فينا. وأضافت صاحبة السيناريو أن ما حدث ما هو “إلا دليل على أن ‘الدرامة’ عمل يستحق المتابعة .”