شيركو حبيب
لا يمر شهر دون فاجعة للشعب الكوردي، فعلى مدار إثنى عشر شهرا كان للشعب الكوردي نصيب من الألم والذكريات المرة، رغم حلاوة بعض الجميل منها.
في الأول من شباط ٢٠٠٤ استشهد كوكبة من مناضلي الحزب الديمقراطي الكوردستاني صبيحة أول أيام عيد الأضحى المبارك، في هذه الصبيحة المباركة حينما يتزاور الناس لتقديم التهاني و التصالح في يوم مبارك يشهد تقديم الأضاحي، قدم الشعب الكوردي بعضا من مناضليه حينما أقدم انتحاري إرهابي على تفجير نفسه في مقر الفرع الثاني للحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث كان بعض قيادي الحزب يستقبلون التهاني من الجماهير بمناسبة العيد، وشاء القدر والصدفة أن يفجر إرهابي آخر نفسه خلال نفس التوقيت بمركز أربيل للاتحاد الوطني الكوردستاني.
راح ضحية العمليتين الإرهابيتين العديد من الضحايا الأبرياء في صبيحة يوم مبارك، وهكذا الإرهاب لا يفرق بين هذا أو ذاك من أي قومية أي وطن، ففي ذلك الصباح المبارك سالت الدماء من أربيل لأكثر من 120 شهيدا، ومع الأسف لم نتعلم الدروس و العبر، وأولها أن الإرهاب لا يفرق بيننا، لكننا نحن الذين نفرق بين يعضنا البعض.
كان من المفترض بعد تلك الحادثة الإرهابية أن توضع جميع الخلافات جانبا و نتفق على المشتركات التي تخدم الشعب والوطن، والأسوء من ذلك عند ظهور منظمة داعش الإرهابية، ذلك التنظيم الذي لم يفرق بين عربي و كوردي، مسلم أو مسيحي أو يزيدي، بل الجميع عنده سواسية، لكن لدى بعض الأحزاب السياسية و الشخصيات هناك فرق بين و مسلم سني ومسلم شيعي.و كوردي و عربي و من القوميات الاخرى.
هذه المواقف تمثل أجندات أجنبية دخلية على العراق تحاول التفرقة بين مكوناته كي يكون صيدا سهل القنص لهذه الجهات التي لا تريد للعراق الاستقرار والوئام.
في ذكرى فاجعة الأول من شباط فبراير؛ مطلوب من الجميع الالتفاف حول مصلحة البلد و الالتزام بالدستور، والسير بالوطن نحو الرقى و التقدم بدلا من إرجاعه إلى عصور الظلام الدامس، فكل الأوطان التي عرفت طريقها نحو المستقبل والتقدم والازدهار، أدركت مكوناتها أولا قيم التسامح والتعاون والتعايش والتوافق، ونظن أن العراق في أمس الحاجة إليها منذ أصبح اتحاديا فيدراليا، كي يصون نظامه الدستوري ويحمي وحدته واستقراره.