ارهاصات بيئية .. بين التعليم وتغير المناخ

 

صادق الازرقي

 

التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على كثير من جوانب الحياة، بما في ذلك نظام التعليم.

ان الزيادة في حدوث الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والعواصف الشديدة قد تتسبب في تدمير المدارس والهياكل التعليمية الأخرى، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على البنية التحتية للتعليم، وقد تؤدي الكوارث الطبيعية إلى إعاقة وصول الطلاب إلى المدارس، سواء بسبب تدمير البنية التحتية أو بسبب تغييرات في البيئة المحيطة.

كما ان الظواهر المناخية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف يمكن أن تسبب ضغوطا نفسية على الطلاب والمعلمين، مما يؤثر على مستوى التركيز والأداء الأكاديمي، بحسب المتخصصين.

ويمكن أن تستدعي التغيرات في المناخ ضرورة تحديث المناهج الدراسية لتشمل مفاهيم بشأن التغير المناخي وكيفية التعامل معه؛ كما قد يؤثر التغير المناخي على الاقتصاد المحلي، مما يؤدي إلى تقليل تمويل التعليم والموارد المخصصة له.

ويمكن أن تؤدي التغيرات في المناخ إلى تزايد الحاجة إلى التركيز على التربية البيئية في المدارس لتعزيز الوعي بأهمية حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية.

كما يتسبب التغير المناخي في زيادة معدلات الهجرة الداخلية والخارجية، مما يؤثر على تركيب السكان في المناطق الريفية والحضرية وبالنتيجة يؤثر على توزيع الطلاب في المدارس.

ولمواجهة هذه التحديات، يتعين على النظم التعليمية أن تكون متجاوبة ومتكيفة، وأن تضمن توفير بيئة تعليمية تعزز الاستدامة وتعلم الطلاب كيفية التكيف مع التحديات الناجمة عن التغير المناخي.

ان أزمة المناخ تحد إلى حد كبير من الوصول إلى التعليم، اذ يظل الأطفال من بين الفئات الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ، على سبيل المثال، عندما تحدث فيضانات شديدة، لا يمكنهم الذهاب إلى المدرسة على الفور، والنتيجة مماثلة عندما تحدث حالات الجفاف الشديد، والحرائق الشديدة، وغيرها من الكوارث الطبيعية.

وبحسب الارقام التي يطرحها المتخصصون بالمناخ فان هذا يعني أن ما يقرب من نصف أطفال العالم قد يفقدون إمكانية الالتحاق بالمدارس عندما يضرب تغير المناخ؛ علاوة على ذلك، وجدت منظمة “اليونيسف” مؤخرا أن ما لا يقل عن 43 مليون طفل في جميع أنحاء العالم قد نزحوا نتيجة للطقس المتطرف الناجم عن تغير المناخ.

ولا يمكن إنكار فوائد التثقيف بشأن تغيرات المناخ، ولكن دمجها في المناهج الدراسية الحالية يسير ببطء إلى حد ما، بحسب المراقبين؛ وتلفت النتائج الرئيسة لتقرير اليونسكو “تجهيز المدارس لمواجهة تغير المناخ لعام 2021″، الى ان 47% من مناهج التعليم الوطنية في 100 دولة لا تتضمن إشارة واحدة إلى تغير المناخ.

وفي اليوم الدولي للتعليم 2024 وهو اليوم الذي يصادف 24 كانون الثاني من كل عام، فان التعليم يعد أداة أساسية لمكافحة تغير المناخ، بحسب الخبراء، وهو مؤشر رئيس للوعي بتغير المناخ بين الأجيال الشابة، وتمكينهم من أن يصبحوا مواطنين مطلعين واتخاذ إجراءات حاسمة بشأن حماية الكوكب.

وفي الفصول الدراسية، يمكن للشباب التعرف على تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري وكيفية دمج الاستدامة في خياراتهم اليومية.

كما يساعد التعرف على أسباب تغير المناخ أيضا في القضاء على الخوف بشأن هذه القضية مع زيادة الوعي حول الآثار المدمرة للأنشطة البشرية وتوليد الزخم بشأن ممارسات وأنماط حياة أكثر استدامة.

قد يعجبك ايضا