جمال برواري
يعد بث الفترة الكوردية في إذاعة بغداد بداية مهمة في الاعتراف بأهمية الثقافة والتراث الكوردي. فقد أسهمت الإذاعة الكوردية في تطوير الفن الكوردي، خاصة في مجال الأغنية، وحفظت العديد من التراث والفولكلور الكوردي.
تميزت الإذاعة الكوردية بتوجهها نحو القضايا الوطنية والثقافية، وكانت تسعى جاهدة لنشر روح القومية والثقافة الكوردية من خلال برامجها المتنوعة، مستخدمة اللغة الكوردية بشكل سلس ومفهوم للجميع.
بدأت البث في الـ 29 من كانون الثاني 1939، ومنذ ذلك الحين والإذاعة تشهد تطورًا مستمرًا، حيث أصبحت مديرية مستقلة بعد بيان الحادي عشر من آذار، وتنوعت برامجها وأقسامها لتشمل مختلف المجالات الفنية والثقافية.
أبرزت الإذاعة الكوردية العديد من البرامج الشهيرة، مثل برنامج “مع المستمعين” الذي كان يتيح للمستمعين التواصل المباشر والمشاركة في البرنامج عبر الهاتف وإرسال الرسائل الصوتية والأفكار الأدبية والفنية.
كما قدمت الإذاعة الكوردية العديد من الأغاني الرمزية التي تغنت بقضية الشعب الكوردي وشهداءه، وساهمت في تعزيز الروح القومية لدى المستمعين.
كان للإذاعة الكوردية دور هام في توثيق الأحداث ونقل صوت الشعب الكوردي، حيث كانت تستقبل العديد من الرسائل من أفراد البيشمركة والمشاركين في النضال، مما يجعلها مصدرًا هامًا للتواصل والتضامن.
مع مرور الزمن، يبقى السؤال عن مصير آلاف الأشرطة الصوتية التي تحمل في طياتها ذكريات وأصوات الثقافة الكوردية، وهل سيكون هناك من يعيد الحياة لهذا الإرث الثقافي الهام؟ تبقى هذه التحديات تنتظر إجابات وحلولًا للحفاظ على تاريخ وثقافة الشعب الكوردي.