جمال برواري
ولد اياز يوسف احمد الملقب بـ أياز زاخولي ونشأ في عائلة فنية وهو من اقرباء الفنان الرائد بشار زاخويي وهو ابن خال بشار تربى وترعرع في عائلة تعشق الغناء وكان عمه يغني التواشيح الدينية كما انه من اقرباء الفنان سمير زاخويى.
تعلم الفنان منذ صغره الغناء من عائلة (زفان ) تلك العائلة التي تجيد وتغني الغناء الفولوكلوري وكان للفنان الرائد بشار زاخويي التاثير الكبير على الفنان الراحل اياز زاخويي في بداية مشواره الفني بدا الفنان الراحل اياز مقلدا الفنان بشار وسمير زاخويي
الفنان اياز من مواليد 1960 دهوك _زاخو اكمل دراسته الابتدائية واعدادية الزراعة في زاخو ثم التحق بالخدمة العسكرية ظابط مجند وانتسب الى معسكر ابو غريب.
الصالحية والشارع العام يفصل بين بيتنا والاذاعة الكوردية كان الراحل الفنان اياز زاخويي اعتبره احد افراد عائلتنا وكنت اعتبره مثل اولادي كان عندما ينتهي دوامه العسكري ياتي الي بيتنا ويبدل ملابسه العسكرية ويلبس مدني وياتي الى الاذاعة ويجلس في مكتبي ويكون ضيفا على برنامجي (مع المستمعين )وهو يجيب على اسئلة واستفسارات المستمعين عبر الهاتف المباشر.
الفنان الراحل اشتهر وذاع صيته الفني والغنائي بعد اغنيته الشهيرة (جبكه م ئه ز )من كلمات الدكتور بدرخان سندي وكذلك اغنيته الشهيرة (نوروز هات و بكول و ريحان ).
في عام 1980 سجل أغانيه على كاسيت ووزعه حيث كان ذلك الكاسيت كفيلاً بشهرته وذياع صيته في أرجاء الوطن وكذلك كان غنائه في الامسيات والسهرات الفنية برفقة الفنان الراحل صديق دربه ورفيق عمره أردوان زاخويي وصباح زاخويي دوراً كبيراً في شهرته ومحبة الناس له، تطور وكبر فنه بحيث اصبح نجماً لامعاً في سماء الفن الكوردي لا سيما بعد ان قام بتلحين العديد من الاغاني المشهورة.
شارك في الكثير من الامسيات والحفلات في بغداد حيث لحق به أردوان وسمير زاخويي ايضاً وقاموا بتسجيل تلك الامسيات في بغداد على اشرطة كاسيت وانتشر ذلك الكاسيت كثيراً، كما انه طور من اسلوبه الفني وغنى بنمطه الخاص وسجل أولى اعماله الفنية بموسيقا متطورة وآلات حديثة ومن كلمات الشاعر عبدالعزيز سليمان.
ثم انتشر له عملاً آخراً مفعماً بالفولكلور ومن كلمات العديد من الشعراء المشهورين مثل عبدالعزيز سليمان وحبيب كلش وبدرخان سندي وصبري بوتاني وألحان سمير زاخويي.
استطاع في عدة سنوات متتالية تسجيل العديد من الاغاني التي اشتهر بها كثيراً موزعة في 4 اشرطة كاسيت مسجلة باسلوب فني مميز، كما انه سجل 6 اشرطة كاسيت من الامسيات والليالي الفنية التي كان يقيمونها برفقة أردوان وفنانين آخرين، بالاضافة الى كاسيت مع فرقة دهوك الفنية وكاسيت آخر من أغانيه في الاذاعة الكوردية، ربما كان القدر اقرب اليه من تسجيل كمية أكبر من نتاجاته الفنية حيث اتسمت اعماله بالوطنية والفولكلورية وعن طبيعة كوردستان وجمالها ومفعمة بالمحبة والعشق.
قبل رحيله بايام جاءنا الراحل اياز الى البيت وكان هزيلا وقال (انضري يا ام افا كم انا هزيل ؟)قلنا له انت لست هزيلا ماشالله انت سمين ..اجاب لا لا هذه كلها ملابس …وكان هذا اللقاء الاخير.
كنت منهمكا بتلقي مكالمات من مستمعي برنامج مع المستمعين في الاذاعة الكوردية رفعت سماعة الهاتف واذا بفتاة تبكي وتقول …..هل وصلك خبر الفاجعة لقد رحل الفنان اياز زاخويي اليوم وفي مستشفى العسكري في الموصل ،مباشرة ارسلت التسجيل الى البث وانهالت المكالمات من شتى مدن كوردستان وفي بث مباشر ولمدة ستة ساعات متواصلة خصصتها الاذاعة الكوردية عبر برنامج مع المستمعين وانهالت المكالمات من المستمعين وعشاق اياز معبرين عن حزنهم لرحيله وهو لا يزال في ريعان عمره هنا اود ان اقول ،في كل اذاعات العالم لم نسمع ان خصصت اذاعة ستة ساعات متواصلة لحدث مهما كان كبيرا.
اصيب اياز بالهزال الشديد بعد ان اشتد عليه المرض حيث كان يخبأ ألمه على اهله ومحبيه ولكن بعد مراجعة الطبيب علم انه مريض بالسل الرئوي، نقل على اثره الى مستشفى الموصل حيث فارق الحياة بتاريخ 20من كانون الثاني 1986 وهو ما زال في ريعان الشباب وفي عمر الـ26 عام ، نقل جثمانه الطاهر الى زاخو مدينته التي اعتز بالانتماء لها واحبها وغنى لها ووصفها بأجمل الكلمات حيث تجول به جمهوره ومحبيه محملاً على الاكتاف في شوارع المدينة بناءاً على وصيته على صوت أغنيته المشهورة (Welatê Min Bexçê Gulan)”وطني حديقة الورود “و وري الثرى في مقبرة زاخو.