صبحي مندلاوي
إستوقفني تصريح السيد حيدر العبادي عقب لقاءه في بغداد بالسيد نيجيرفان بارزانى رئيس إقليم كوردستان أمام وسائل الإعلام عندما تحدث أولا حول الأحداث في غزه قائلا (من غير الممكن السكوت على هذا التوغل والعدوان الصهيوني الغاشم على الفلسطينيين ولا نرضى بالإعتداء عليهم) هذا الموقف نشترك فيه جميعا فما يحدث في فلسطين من قصف و هجمات منذ عملية طوفان الأقصى والتي قامت بها حماس لا يمكن القبول به حيث يتعرض أطفال و نساء وأبناء غزه إلى هجمات مستمرة ، وإسترسل رئيس الوزراء الأسبق في معرض حديثه عن الهجمات التي تطال أربيل ( الهجمات على اربيل بحاجة إلى تفاهم!!!) .. لا أعلم كيف يتم التفاهم مع جهات تقصف بلدك بالصواريخ والمسيرات و تجنيد العملاء و تحدي قرارات الحكومة الاتحادية.. و على ماذا يتم التفاهم في الوقت الذي أدان رئيس الوزراء السيد السوداني هذه الإعتداءات ووصفها بالأعمال الإرهابية و من يقوم بها بالإرهابيين .
إن “ازدواجية” المعايير في إدانة القصف والتجاوزات بين ما يحدث في غزة وأربيل ، نيات غير صادقة ، بالوقت الذي يدين فيه العبادي ما يحدث في غزة والكل يدين ما يحدث فيها من قصف وتجاوزات، ولكن كيف يرضى ويدعو للتفاهم على قصف أربيل وهي جزء من بلده، لماذا لا يدين ويرفض كما يرفض مثل هذه الاعتداءات على غزة ، لاشك اننا لا نرضى بالإعتداء على أبناء غزة بل ان حكومة وشعب إقليم كوردستان هم أول من عملوا على تقديم المساعدات إليهم و موقف حكومة الإقليم هو نفس الموقف الرسمي للحكومة الاتحادية وهو موقف جميع الدول العربية بالوقوف مع أبناء غزه إنسانيا و رفض الإعتداءات مع ضرورة عدم الإنجرار نحو التصعيد أو الحرب ولكن عندما يكون الحديث عن قيام فصائل و جهات بقصف الإقليم سواء مقر البعثات والقنصليات أو البيشمركة ووصف ذلك بالحاجة إلى تفاهم فهذا نفاق واضح من قبل رئيس وزراء سابق وهي حقيقة يؤمن بها من أشعل نيران الحرب بين الجيش العراقي ضد البيشمركة خارقا الدستور و القانون وأوصل المدفعيات إلى مشارف اربيل في مخطط تآمري واضح ولو لا بسالة البيشمركة ووقوف شعب إقليم كوردستان معهم والتصدي لهم لكانت الإمور اليوم في شكل ووضع آخر، ومنذ ذلك الحين يعمل العبادي على إعادة العلاقات مع قيادة الإقليم بأي شكل من الأشكال لانه يعلم جيدا ان بوابة إعادته للمشهد السياسي هي القيادة البارزانية الحكيمة الا ان مواقفه ضد شعب إقليم و عداءه لهم و دماء شهداءنا و تضحيات شعبنا تجاه ماحدث بعد 16 إكتوبر لا يمكن نسيانه أو غفرانه مهما حصل ، لذلك نرى تخبطه الواضح في المواقف والتصريحات بشكل علني و غير مسؤول.
علينا ام نكون منصفين أمام شعبنا و أمام أنفسنا والتعامل مع الإقليم بهذه الإزدواجية هو أمر مرفوض ولا يمكن تمريره بأي شكل من الأشكال.