كبرى شركات المحتوى في العالم تستعمل البرمجيات .. كإحدى وسائل مجابهة الأخبار الزائفة

 

التأخي / سلمان شوكت

تعمل الأخبار الزائفة بشتي أنواعها على تآكل الثقة بمصداقية الأخبار والصحافيين وإضعاف دور الصحافة في كشف الحقائق في المجتمعات، ويلعب توظيف الذكاء الصناعي دورا كبيرا في ذلك، حيث أوجد تحديات أخلاقية ومهنية كبيرة، ومن أبرزها عدم جودة البيانات وصحتها، والتزييف العميق للمحتوى الإخباري، وتحيز البيانات، وانتهاك خصوصية الأفراد، والتعدي على حرية التعبير وإزالة المحتوى .

 

هذه الإشكاليات شكلت محور كتاب “الذكاء الاصطناعي في مواجهة الأخبار الزائفة” الصادر عن دار العربي للباحثة د. نوره عبدالهادي الدسوقي، والتي أكدت أن العالم يشهد ارتفاعا غير مسبوق في سرعة انتشار الأخبار الزائفة وهو ما دفع بعض المؤسسات والدول إلى اتخاذ عدد من الإجراءات بغية الحد من انتشار تلك الأخبار والتصدي لها

وقالت الدسوقي إن الأخبار الزائفة وجدت منذ فترات زمنية سابقة، لكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتشكيلها عنصرا مهما في التزود بالمعلومات والحصول على الأخبار أصبح اكتشاف الأخبار الزائفة محل جدل كبير في المجتمع خاصة في ظل بيئة رقمية تمتاز بالذكاء والمرونة الكبيرة والسرعة الفائقة في نقل المعلومات، حيث شكل هذا الموضوع خاصة في الآونة الأخيرة نقاشات محتدمة في كيفيات الكشف عنها وإيجاد آليات مواجهتها، إلا أن عددًا من المؤسسات الإعلامية يقع بشكل يومي في فخ الأخبار الزائفة، وذلك لأسباب مرتبطة أولا بالتطور السريع لتكنولوجيات الإعلام والاتصال وسرعة تدفق المعلومات عبر وسائل الإعلام الجديدة، وكذلك التنافس بين المؤسسات الإعلامية على السبق الصحفي، ما يوقع الكثير منها ومن الصحافيين في الفخ، إلى جانب غياب مبادرات جادة كالمنصات أو المواقع المتخصصة للتحري من مصداقية المعلومات المتداولة .

وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت إحدى أهم الأدوات في الإعلام الجديد بالنظر إلى ما تقوم به من دور متعدد الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أنها تظل في الوقت نفسه حاملة ومروجة لأحد أكبر مصادر التهديد للأمن الوطني للدول في ظل لجوء البعض لتوظيفها بشكل سيء لنشر الأخبار الزائفة، والتي تؤدى إلى العديد من المخاطر، وتهدم الثقة بين الجمهور والوسائل الإعلامية، وبذلك أصبح الجمهور غير قادر على تحديد مصداقية هذه الأخبار .

ونتيجة لذلك ظهرت مواقع متخصصة لمراجعة حقيقة الأخبار والتحقق من الخبر، ويخضع اكتشاف مثل هذه الأخبار أو تصديقها لعوامل مختلفة منها وقت الأزمات ومدى استعداد المتلقي لتقبلها وتناقلها، خاصة إذا كانت مصاغة بشكل جيد وتلعب على أوتار نفسية مؤثرة وتحمل جزءا من الحقيقة فتكون لها فرصة لخداع المستقبل لتصديق الأكاذيب، في ظل ما يعانيه المجتمع من نقص المعلومات وصعوبة الوصول إلى المصادر التي تمتلكها

لذلك فإن كبرى شركات المحتوى في العالم مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب تستعمل تلك البرمجيات كإحدى وسائل مجابهة الأخبار الزائفة لكن مازال خط الدفاع الأول هو البشر .

قد يعجبك ايضا