نيويورك تايمز تغلق الباب أمام الذكاء الاصطناعي

 

 

التأخي / سلمان شوكت

أقامت شركة نيويورك تايمز كو الأميركية للنشر دعوى قضائية ضد شركة البرمجيات الأميركية مايكروسوفت كورب وتابعتها أوبن أيه.آي بتهمة استخدام محتوى مملوك لنيويورك تايمز للمساعدة في تطوير خدمات الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركتين دون الحصول على ترخيص منها .

وذكرت وكالة بلومبرغ للأنباء أن هذه الدعوى إشارة إلى توتر العلاقة بين الإعلام والتكنولوجيا الجديدة التي يمكن أن تقلب صناعة الأخبار رأسا على عقب .

وتعتمد شركات التكنولوجيا على الملايين من المقالات والمواد الصحفية الخاضعة لحماية حقوق الملكية الفكرية لتدريب تقنيات المحادثة الآلية مثل شات جي.بي.تي وغيرها من خصائص الذكاء الاصطناعي، مما تسبب في خسائر قانونية وفعلية بمليارات الدولارات بحسب دعوة قضائية أقيمت في نيويورك الأربعاء. ولم تحدد نيويورك تايمز أي مطالب مالية في دعواها .

وتواجه شركة أوبن أيه.آي المطورة لمنصة محادثة الذكاء الاصطناعي شات جي.بي.تي والتي اشترتها مايكروسوفت في وقت سابق، انتقادات بسبب استخدامها لكميات هائلة من محتوى الإنترنت لتدريب منصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها منذ إطلاقها قبل نحو عام .

وتعتبر الدعوى التي أقامتها نيويورك تايمز الأولى من جانب مؤسسة إعلامية رئيسية ضد شركات الذكاء الاصطناعي بسبب انتهاك حقوق الملكية الفكرية. حيث أدركت الصحف أنها تتعرض للاستغلال من جانب شركات مثل أوبن أيه.آي، من دون أي فائدة كبرى تعود عليها .

وقررت مؤسسات إعلامية بارزة بالإضافة إلى نيويورك تايمز، مثل سي.إن.إن وشيكاغو تريبيون، غلق أبوابها أمام محاولات تسلل محرك بحث صنعته أوبن أيه.آي، لمسح قاعدة بيانات تلك المنصات بكل ما فيها من معلومات، مما سيحد من قدرة الشركة ومحركات البحث الخاصة بها على تطوير إمكانياتها وتحسين أدائها ومخرجاتها. وكان يفترض أن يقوم أحدث منتجات الشركة واسمه جي.بي.تي.بوت بالنفاذ إلى المنصات الإعلامية البارزة لكنها وقفت بقوة في مواجهة هذه الخطوة

أوبن أيه.آي تحاول الوصول إلى اتفاقيات للحصول على ترخيص لاستخدام المحتوى الإعلامي على غرار الاتفاقيات التي وقعتها مجموعة ألفابيت المالكة لشركة غوغل مع المؤسسات الإعلامية الكبرى .

وتحاول أوبن أيه.آي حاليا الوصول إلى اتفاقيات للحصول على ترخيص لاستخدام المحتوى الإعلامي على غرار الاتفاقيات التي وقعتها مجموعة ألفابيت المالكة لشركة غوغل مع المؤسسات الإعلامية الكبرى لاستخدام محتواها الإخباري

وقالت صحيفة الغارديان “إن المواقع الإخبارية الرئيسية الأخرى، بما في ذلك سي.إن.إن ورويترز وشيكاغو تريبيون ومؤسسة إعلامية أسترالية تصدر صحفاً مثل نيوكاسل هيرالد وكانبرا تايمز، رفضت هي الأخرى أن يتسلل جي.بي.تي.بوت إلى بياناتها .

وتفاجأت أوبن أيه.آي بالحظر الجماعي الآخذ في الانتشار بين وسائل إعلام عدة عبر العالم. وقالت في مدونة تضمنت إرشادات حول كيفية عدم السماح بنفاذ أداة الذكاء الاصطناعي إن السماح لجي.بي.تي.بوت بالوصول إلى موقعك يمكن أن يساعد نماذج الذكاء الاصطناعي على أن تصبح أكثر دقة لتحسين قدراتها العامة وسلامتها .

وتعتمد محركات بحث من طراز شات جي.بي.تي بالأساس في عملها على كميات هائلة من البيانات أو ما يسمى بنماذج اللغات الكبيرة، لتدريب أنظمتها والسماح لها بالإجابة عن استفسارات المستخدمين بطرق تشبه أنماط اللغة البشرية. لكن المؤسسات الإعلامية الحريصة على حقوق الملكية الفكرية لا ترى ما يبرر أن تفتح بياناتها لمثل هذه الأدوات الذكية، فقط لتساعدها على تطوير قدراتها في الإجابة عن أسئلة المستخدمين .

 

ونقلت صحيفة الغارديان أستراليا عن سي.إن.إن تأكيدها أنها حظرت مؤخراً جي.بي.تي.بوت عبر مختلف منصاتها، لكنها لم تعلق على ما إذا كانت تخطط لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن استخدام محتواها في أنظمة الذكاء الاصطناعي .

قد يعجبك ايضا