عام جديد أم عام مستنسخ

سعد الهموندي

مرَّ عام 2023 على العراقيين بالصورة المُشابهة حدّ التطابق مقارنة بالأعوام السابقة، وبقي بعيداً عن أحلام العراقيين دون الحدّ المطلوب لسلامة العيش والحياة، مرّ العام متشابهاً مع الأعوام السابقة بأزماته ومشاكله وإخفقاته، وغالبية الوعود التي لطالما تطرحها الحكومات بداية كل عام تبقى حبراً على ورق، واليوم نحن دخلنا مشارف وإطلالة عام 2024 وبذات الوعود وذات التصريحات التي تُطمئن الشعب أن هذا العام سيكون مختلفاً عن باقي الأعوام.

فهل بالفعل نحن أمام أعتاب عام جديد أم عام مستنسخ لا فرق فيه سوى أننا نكبر ونعتاد على مشاكلنا وهمومنا وكأنها جزء لا يتجزأ من عالمنا.
وهنا أود أن اسأل سؤالاً… تُرى ماهي الإنجازات التي تحققت في بلد مثل العراق في العام المنصرم 2023، أو ما هي المشاكل التي تم حلها؟

لنطرح بداية المشكلة واسعة النطاق وذات الأثر الخطير على حياة المواطن اليومية، وهي مشكلة الدولار، العراق الذي كان ومازال قوياً مالياً إلا أنه استمر خلال العام الفائت بضعف اقتصادي متصاعد، حيث لامس الدولار حدود 1700 دينار عراقي وهذا المؤشر يرينا أن جميع ما تحدثت عنه الحكومات عبارة عن تصريحات خاوية على عروشها، ويأخذنا هذا المؤشر إلى سؤال جديد وهو “هل العراق سيمتلك استدامة مالية في عام 2024″؟؟

بحسب المراقب للحالة في العام الفائت وبحسب جميع البيانات التي تتصدر الأخبار يومياً فإن ذلك صعب لدرجة المستحيل، لذلك فإن تحقيق الاستدامة يحتاج إلى بوادر والبوادر إلى اليوم لم تظهر.

أما إذا عدنا إلى الأولويات الخمس التي أطلقتها الحكومة بداية تشكيلها في عام 2023 سنرى أنها وضعت 5 أوليات في برنامجها، متمثلة في معالجة الفقر، ومواجهة البطالة، ومكافحة الفساد المالي والإداري، إضافة لتقديم الخدمات، والإصلاح الاقتصادي، مع وعود حول الارتقاء بمعيشة المواطن العراقي والبدء بإطلاق مشاريع البنية التحتية وبرامج التطوير والتأهيل للكوادر الإدارية والبشرية.

إن الحديث اليوم عن تغييرات قادمة إلى العراق في عام 2024 وإن كانت حقيقية، إلا أنها وكما علمتنا الأيام لن تصبّ في مصلحة الشعب العراقي، فما يهم المواطن العراقي من حكومته اليوم لا أن تكون شرقية أو غربية بل أن تكون جادة في وعودها وتحمل همومه ومشاكله إلى دائرة الحل.

وفي النهاية أتمنى حقيقة أن تصل الحكومات العراقية في العام الجديد إلى إنجازات حقيقية تُحتسب لها خدمة للمواطن والوطن، وأن يتم استثمار القوة الاقتصادية لصالح هذا البلد، وأن يكون العام الجديد عام خير وبركة وإنجاز وإصلاح وإعمار.
وكل عام وأنتم بألف خير.
…………………………………………………

قد يعجبك ايضا