متابعة ـ التآخي
يهدف أحدث مشروع لتخزين الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، إلى الاستفادة من الطاقة المخزّنة لإنتاج الكهرباء لمدة طويلة، إذ تتواصل مساعي دول الخليج لتحقيق الحياد الكربوني.
وفي هذا الإطار، وقّعت شركة نفاذ للطاقة المتجددة في سلطنة عمان، يوم الأحد 31 كانون الأول (2023)، مع شركة تكوين المستقبل، اتفاقية تعاون لتطوير مشروعات تستهدف تخزين كهرباء الطاقة المتجددة بطرق مبتكرة، على وفق بيان للشركة.
ويهدف المشروع الجديد لتخزين الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية الحرارية، وذلك عبر تخزينها لإنتاج الكهرباء لمدة تزيد عن 15 ساعة يوميا، وفق ما جاء في بيان الشركة العمانية.
وتضمن مشروعات تخزين الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، الحصول على مصدر قوي للكهرباء، يدعم شبكة الكهرباء المحلية بكميات ضخمة من الطاقة المخزّنة، الأمر الذي يسهم في زيادة مصادر الطاقة النظيفة، ويسهّل الطريق باتجاه تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام (2050).
وفضلا عن مشروع تخزين الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، أعلنت شركة نفاذ للطاقة المتجددة، في 31 كانون الأول، توقيع مذكرة تعاون مع شركة الكرى السعودية، لتطوير وتنفيذ عدد من المشروعات في قطاع الطاقة الشمسية في المملكة.
وتأتي المشروعات الجديدة للطاقة الشمسية في السعودية، ضمن توجهات المملكة للحدّ من انبعاثات قطاع الطاقة لديها، لا سيما قطاع الكهرباء، بما يتوافق مع التزاماتها المناخية، وتعهداتها لتحقيق الحياد الكربوني في منتصف القرن الحالي.
وتستهدف المملكة العربية السعودية زيادة نسبة اسهام الطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بخلاف الاستفادة من النفط والغاز بعد تطوير شركة أرامكو لعدد من التقنيات التي من شأنها خفض انبعاثاتها، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتعدّ شركة نفاذ للطاقة المتجددة، التي تقوم حاليًا على تنفيذ مشروع تخزين الطاقة المتجددة في سلطنة عمان، شركة مستقلة، تأسست في عام 2013، وتستهدف تحقيق الريادة في مجال الطاقة المستدامة، بزيادة مساهمتها في المشروعات النظيفة.
وتعمل الشركة العمانية في مجال دراسة وتصميم وتركيب وصيانة وتشغيل محطات الطاقة المتجددة، فضلا عن إدارة موارد الطاقة وتحسين الكفاءة وعمل دراسات الجدوى للمشروعات، بخلاف تقديم الاستشارات الكاملة للقطاع، وفق ما أشار إليه الموقع الإلكتروني للشركة.
وعلى مدار نحو 10 سنوات، تعمل فيها الشركة في قطاع الطاقة الخضراء والمستدامة، سعت فيها إلى توفير الطاقة النظيفة بتكلفة رخيصة، وتمكنت الشركة من امتلاك خبرة واسعة في قطاع الطاقة الشمسية بشكل خاص.
وتستهدف الشركة الحصول على ترتيب قوي بين شركات منطقة الشرق الأوسط الرائدة في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة، وذلك من خلال إنتاج الطاقة عبر الحلول الشمسية الأكثر كفاءة، إذ تعمل على توفير حلول أنظمة الطاقة الشمسية لنظام بيئي أخضر ومستدام.
وحققت الطاقة المتجددة في سلطنة عمان أرقاما قياسية وتنافسية جديدة، إذ احتلّت مراكز متقدمة في مجال تنظيم الطاقة على المستويات الخليجية والإقليمية والعالمية.
وأعلنت هيئة تنظيم الخدمات العامة العمانية، في كانون الثاني (2023)، أن الدولة تمكنت من تحقيق المركز الأول على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز السادس عالميا في مؤشر تنظيم الطاقة المتجددة، بحسب منظمة رايز التابعة للبنك الدولي.
وفيما يتعلق بمجال تنظيم الطاقة المستدامة في سلطنة عمان، حلّت الدولة في المركز الثاني على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والمركز الخامس على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز الـ 38 عالميا.
وقالت هيئة تنظيم الخدمات العامة، إن تقرير رايز التابع لتقويم البنك الدولي تضمَّن 6 مؤشرات، يجري من خلالها تقويم مركز سلطنة عمان، وهذه المؤشرات هي: الإطار القانوني للطاقة المتجددة والتخطيط لتوسّعها، والحوافز والدعم التنظيمي للطاقة المتجددة وسمات الحوافز المالية والتنظيمية، وتسعير ومراقبة الكربون، واسهام الطاقة المتجددة في التدفئة والتبريد.
ومن المؤشرات الاخرى، دور الطاقة المتجددة في النقل، بما في ذلك الوقود الحيوي والكهرباء، والتدابير التنظيمية والدعم المالي لتشجيع قطاع النقل على اعتماد وسائل نقل صديقة للبيئة (وقود حيوي، وكهربائي، وهيدروجين).
يشار إلى أن منظمة “رايز” هي إحدى الجهات التابعة للبنك الدولي، وهي معنية بالسياسات الوطنية والأطر التنظيمية للطاقة المستدامة والطاقة المتجددة، وتعمل على تغطية نحو 140 دولة، تضم أكثر من 98% من سكان العالم.