شيركو حبيب
بين الحين والآخر تقوم الميليشيات الإرهابية بقصف كوردستان، بالصواريخ أو عبر الطائرات المسيرة، بحجج واهية بعيدة عن الواقع، وهى ميليشيات معروفة للجميع، و للحكومة العراقية بالطبع.
أكثر إدعاءاتهم ومبرراتهم المثيرة للسخرية تزعم وجود قوات أو مراكز إسرائيلية في كوردستان وخاصة أربيل عاصمة الإقليم التي يتواجد فيها العديد من القنصليات العربية وأبرزها قنصلية دولة فلسطين، التي يعبر حضورها عن موقف الكورد الداعم للحقوق القانونية والتاريخية الأصيلة للشعب الشقيق وأولها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ولو أن مزاعم قوى الإرهاب بشأن وجود مراكز للإسرائيليين في أربيل صحيحة، لكان أول ردود الأفعال والاحتجاجات صادرة عن القناصلة العرب وأولهم القنصل الفلسطيني بالتأكيد، وجميعهم تربطهم علاقات متينة واحترام متبادل بقادة كوردستان والزعيم مسعود بارزاني.
الحقيقة الأكثر ظهورا و وضوحا، وإنكارا وتجاهلا أيضا من جانب تلك الجماعات المستهدفة أمن كوردستان، هي أن سفارات إسرائيل تتواجد بأراضي دول تدعم نشاطهم الإرهابي أو تقيم علاقات تطبيع كاملة مع إسرائيل عبر اتفاقيات رسمية مكنت العلم الإسرائيلي أن يرفرف في سماء عواصم هذه الدول، ومع ذلك يعتبر الكورد هذا الأمر شأنا داخليا لتلك الدول لا مجال للتعليق عليه، فكل دولة تدرك مصالحها وتسعى إليها على طريقتها الخاصة.
الغرض الحقيقي من الادعاءات الباطلة ضد كوردستان هو شن هجمات تربك أهالي الإقليم وتتسبب في إشاعة الفوضى و زعزعة الاستقرار وضرب البنية التحتية، وبالتالي إيقاف الازدهار و التنمية ووأد فرص الاستثمار المتعاظمة في إقليم آمن يمثل واحة للسلام والتسامح، وتعد أرضه هدفا لكل باحث عن حضور آمن بأمواله في مناخ استثماري جاد وسط تشريعات داعمة له.
إن الهجمات على أربيل بالأخص أسبابها معروفة وأولها إجهاض المواقف الوطنية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومبادرات وإجراءات زعيمه الرئيس مسعود بارزاني الداعية لبناء دولة ديمقراطية مدنية تعددية فيدرالية، تعيش فيها مكونات العراق سواسية في الحقوق والواجبات ، دون الرضوخ لأجندات خارجية لا تخدم البلد ووحدته الوطنية.
هناك أهداف إسرائيلية لا تبعد عن هذه الدول سوى بضعة أميال يمكن أن تكون في مرمى السلاح الخفيف، لكن عجيب أمر هؤلاء الذين لا يعتبرونها ولا يرونها هدفا حقيقيا لمرمى نيران ميلشيات أوامر بعينها لاستعراض قوتها أمام الآمنين.
لقد ناضل الشعب الكوردي لأجل حقوقه الإنسانية والقومية، وعانى الكثير من ظلم أعداء الحرية والسلام، ورغم كل الجرائم التي ارتكبت بحقه إلا أنه ظل مرفوع الرأس شامخا كجبال كوردستان لا تهز إرادته وصموده الأعمال الإرهابية.
نؤكد دوما أن ضرب أهداف مدنية أو عسكرية لقوات بيشمركة كوردستان بحجج واهية لن يوثر على استقرار كوردستان ومسيرة تنميته، وبالأخص أربيل العاصمة، قبلة كل الدول ودبلوماسيها، وقد ألقت هذه المليشيات مع قذائفها الكرة في ملعب الحكومة الاتحادية التي بات عليها الحفاظ على استقرار البلد وإيقاف العبث بأمن شعوبه وانتهاك سيادته على أراضيه كافة، ونظن أن حكومة دولة رئيس الوزراء السوداني قادرة على الرد بإجراءات تتناسب مع أفعال هؤلاء المجرمين، كما نثق باستعدادات قوات البيشمركة بجانب القوات العراقية لتقديم تضحيات جديدة في مواجهة أي عصابات مسلحة، وهزيمة داعش أمامها ليست ببعيدة عن هذه الحقيقة.