التآخي ـ وكالات
ذكر مسؤولون أوكرانيون أن بلادهم تشهد “أكبر هجوم جوي روسي” منذ اندلاع الحرب، مما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات، مشيرين إلى أن ذلك يثبت عدم تواجد مجال للحديث عن هدنة مع موسكو، التي لم تعلق على الاتهامات الأوكرانية، على حد وصفهم.
وقال مسؤولون أوكرانيون الجمعة (29 كانون الأول 2023) إن روسيا شنت أكبر هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ على البلاد مما أسفر عن مقتل 12 مدنيا وإصابة العشرات واستهداف بنايات سكنية في مناطق شملت العاصمة كييف وجنوب وغربي أوكرانيا.
واوضح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني إن القوات الروسية نفذت “أكبر هجوم جوي” ضد أوكرانيا بعد منتصف ليل الخميس/الجمعة منذ بداية الحرب قبل نحو عامين، مشيرا الى ان 122 صاروخا وصاروخ كروز و36 مسيرة استهدفت البلاد، وإن الدفاعات الجوية لبلاده اعترضت 70% من الهجمات.
وقالت الإدارة العسكرية للعاصمة كييف إن عشرة محاصرون تحت أنقاض مستودع تضرر من حطام متساقط. وقال حاكم محلي إن تلفات لحقت بمستشفى للولادة في مدينة دنيبرو من دون ورود تقارير عن إصابات هناك.
وصرح دميترو كوليبا وزير الخارجية الأوكراني “اليوم استيقظ ملايين الأوكرانيين على صوت الانفجارات المدوية. أتمنى لو أن العالم يمكنه سماع أصوات الانفجارات في أوكرانيا” ودعا حلفاء بلاده لتكثيف جهود دعمها.
واوضحت وزارة الخارجية الأوكرانية إن الهجوم الصاروخي الروسي الجمعة وهو أحد أكبر الهجمات منذ بداية الهجوم الروسي الشامل يثبت أنه لا مجال للحديث عن هدنة مع موسكو. وقالت الوزارة في بيان “روسيا لا تدرس أي سيناريوهات أخرى سوى تدمير أوكرانيا بالكامل”.
يأتي الهجوم الجوي الضخم في نهاية العام في ظل غموض يكتنف نطاق وقوة الدعم المالي والعسكري الغربي لأوكرانيا في المستقبل مع استمرار الحرب مع روسيا منذ ما يقرب من عامين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “روسيا هاجمت بكل ما في ترسانتها… ما يقرب من 110 صواريخ انطلقت تم إسقاط أغلبها”.
ووصف قائد القوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك الضربة الروسية بأنها أكبر وابل جوي منذ بدء الاجتياح الروسي في شباط 2022 وشدد على انه “أضخم هجوم جوي”. ولم يصدر تعليق من روسيا.
من جانبها أعلنت وزارة الطاقة الاوكرانية انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق في أوديسا في جنوب البلاد وخاركيف في الشمال الشرقي ودنيبروبتروفسك في الوسط وكذلك في وسط العاصمة كييف.
وتحذر أوكرانيا منذ أسابيع من أن روسيا ربما تكدس صواريخ لشن حملة جوية كبرى تستهدف أنظمة الطاقة. وفي العام الماضي قبع الملايين في الظلام والبرد إثر ضربات جوية روسية استهدفت بشكل خاص شبكة الكهرباء والطاقة.
وقتل خمسة في منطقة دنيبروبتروفسك وسط البلاد حيث ضربت صواريخ مركزا للتسوق ومنزلا وبناية سكنية مؤلفة من ستة طوابق. وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن شخصا تأكد مقتله في مستودع في المدينة في تعديل لما قيل من قبل عن مقتل اثنين هناك. وقال مسؤول عسكري كبير إن مباني سكنية وبناية مهجورة تعرضت أيضا للاستهداف.
وذكر الحاكم المحلي في منطقة أوديسا أن ثلاثة قتلوا في ميناء أوديسا على البحر الأسود وأصيب 15 في الأقل من بينهم طفلان إذ استهدفت صواريخ بنايات سكنية. وقال مكتب الرئيس إن ضربة استهدفت منشأة بنية تحتية مهمة تأكدت في منطقة لفيف الواقعة على الحدود مع بولندا من دون تحديد المنشأة المستهدفة.
وقال حاكم محلي إن شخصا قتل في بناية سكنية متعددة الطوابق لحقت بها أضرار في مدينة لفيف. وقال رئيس البلدية إن أضرارا لحقت أيضا بثلاث مدارس وروضة أطفال. وفي مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد، قال الحاكم المحلي إن ضربة صاروخية ألحقت أضرارا بمستودع ومنشأة صناعية ومنشأة طبية وموقع للنقل وأضاف أن شخصا قتل وأصيب 11.
وقالت وزارة الداخلية إن صواريخ ضربت عدة منشآت للبنية التحتية في مدينة زابوريجيا جنوب شرقي البلاد مما أسفر عن سقوط قتيل.
من جانبه الأمين العام المساعد للأمم المتحدة محمد الخياري قال “للأسف، الاعتداءات المروعة التي وقعت لم تكن سوى الأحدث في سلسلة من الهجمات المتصاعدة التي شنتها روسيا الاتحادية”، مردفا “يدين الأمين العام للأمم المتحدة بشكل لا لبس فيه، وبأشد العبارات الممكنة، الهجمات المروعة التي وقعت اليوم على مدن وبلدات في جميع أنحاء أوكرانيا”.
وتابع قائلا إن “الهجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية تنتهك القانون الإنساني الدولي، وهي غير مقبولة ويجب أن تتوقف على الفور”.
من جهته، قال ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي “نأسف لهذه الخسارة المأساوية في الأرواح”. الدبلوماسي الأميركي أضاف أن “روسيا أطلقت 158 طائرة مسيرة وصاروخا على أوكرانيا، هي 36 طائرة مسيّرة و122 صاروخا. هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتغير: يسعى إلى إبادة أوكرانيا وإخضاع شعبها”ـ بحسب تعبيره.
وكانت القوات الجوية الأوكرانية قد اعلنت، أنها أسقطت 28 مسيرة من أصل 31 جرى إطلاقها في هجوم ليلي روسي وقع منذ ايام، فيما احتفل الأوكرانيون بعيد الميلاد في 25 كانون الأول للمرة الأولى تناغما مع الغربيين وفي إشارة تحد واضحة لروسيا، بحسب المراقبين.
وقال الجيش الأوكراني يوم الاثنين (25 كانون الأول 2023) إن روسيا أطلقت 31 طائرة مسيرة وصاروخين على أوكرانيا ليلا استهدف معظمها جنوبي البلاد، وإن الدفاعات الجوية دمرت الصاروخين و28 مسيرة. واوضح سلاح الجو “دمرت القوات الجوية وقوات الدفاع الأوكرانية 28 مسيرة من طراز شاهد في مناطق أوديسا وخيرسون وميكولايف ودونيتسك وكيروفوهراد وخميلنيتسكي”. وأضاف أن الطائرات المسيرة انطلقت من شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، بحسب تعبيره.
ونشر الجيش الاوكراني من جديد معلومات سابقة عن إسقاط طائرتين عسكريتين روسيتين بالقرب من مدينة ماريوبول التي تسيطر عليها روسيا على بحر آزوف في جنوب أوكرانيا وبالقرب من مدينة دونيتسك “المحتلة” في شرق أوكرانيا، بحسب المصادر الاوكرانية.
وأوضحت القوات الأوكرانية ان هذا الهجوم الذي شنته روسيا جرى بوساطة مسيرات إيرانية الصنع من طراز “شاهد”، مضيفة “خلال الهجوم الجوي، أطلق العدو كذلك صاروخاً جوياً موجهاً من طراز Kh-59 باتجاه زابوريجيا (جنوب) وآخر مضاداً للرادار من طراز Kh-31P من مياه البحر الأسود. وتم “اسقاطهما”.
وفي أوديسا التي تضمّ ميناء كبيرا على البحر الأسود، تسبب سقوط حطام مسيرة بالحاق اضرار في مباني الميناء وأحد أحياء المدينة ومبنى إداري خارج الخدمة ومخزنا، ما أدى إلى نشوب حريق جرى “إخماده بسرعة”، بحسب القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني. واشارت إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع ضحايا.
وتشن روسيا هجمات بمسيّرات وصواريخ كل ليلة تقريبا ضد أوكرانيا التي عادة ما تسقط معظمها بواسطة دفاعاتها الجوية، بحسب قول المصادر الاوكرانية؛ كما تقصف أوكرانيا، من جانبها، بانتظام المناطق الحدودية الروسية أو المدن في “أراضيها” الخاضعة لروسيا مثل دونيتسك. واستهدفت عدة مسيرات موسكو في العام الماضي.
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون يوم الأحد 24 كانون الاول، إن القوات أسقطت طائرات معادية في مناطق مختلفة من الجبهة الممتدة لألف كيلومتر في الحرب الدائرة منذ 22 شهرا. ولم يتسنى التحقق بشكل مستقل من تقرير القوات الجوية الأوكرانية، بحسب المراقبين، ولم يصدر تعليق من روسيا.
وأقام الأوكرانيون قداسات عيد الميلاد الأحد مع احتفالهم بالمناسبة في 25 كانون الأول 2023 للمرة الأولى عوضا عن 7 كانون الثاني مثل غالبية المنتمين للطائفة الأرثوذكسية في العالم، في خطوة تعكس تكريس الابتعاد عن روسيا، بحسب المراقبين.